بقلم جينيفر سوان “تايك بارت دوت كوم”
مات الآلاف من اللاجئين او فقدوا اثناء رحلة عبورهم البحر المتوسط نحو اوروبا، غير ان الامر لا ينتهي عند حد العبور بالنسبة للنساء والفتيات اللواتي يخاطرن بتلك الرحلة مع اطفالهن، حيث يبدو ان المخاطر تستمر حتى عقب وصولهن الارض الاوربية. لقد اوردت بضع نساء قمن بالرحلة من تركيا الى اليونان ومن ثم عبر البلقان الشهر الماضي، اوردن تعرضهن لإساءات جسدية وتحرشات جنسية واستغلال مادي عبر كل مرحلة من مراحل الرحلة الصعبة، بما في ذلك مخيمات اللجوء حسب ما رشح من تقرير اصدرته منظمة العفو الدولية يوم الاحد الماضي.
لقد قامت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان باستطلاع اكثر من 40 امرأة عبرت نحو شمال اوروبا مؤخرا، وذلك انطلاقا من العراق وسوريا، لتصل الى خلاصة انهن يعشن في حالة خوف دائمة على سلامتهن وامنهن. من بين هؤلاء الاربعين، اوردت اكثر من 10 نسوة منهن تعرضهن للتحرش واللمس الجسدي والنظرات المريبة والمخيفة اثناء
مرورهن بمخيمات العبور الانتقالية الاوربية، حيث اوردن اجبارهن على النوم الى جانب المئات من الرجال دون عزل. لذلك، اضطرت بعض النسوة الى النوم لوحدهم والتكيف مع الوضع عبر الانعزال على الشاطئ او داخل الباصات حيث يشعرن بشيء اكثر من الامان.
تحدثت ريم، وهي شابة عراقية تبلغ الـ20 من العمر حيث سافرت مع ابن عمها المراهق، تحدث الى منظمة العفو الدولية قائلة انها لم تنم قط في مراكز الاستقبال بسبب انها كانت تشعر بالرعب والخوف الشديد من احتمال تعرضها للتحرش. واضافت ريم تقول “داخل المخيمات، تكون النساء مكشوفات جدا للتحرش، وهو امر لا تستطيع النسوة الشكوى والتذمر منه، فضلا عن كونهن لا يردن التسبب بمشاكل يمكن ان تعرقل رحلتهن نحو اوروبا”. واضافت كذلك “لقد كانت كل الخيام مختلطة ما بين الجنسين، وقد شهدت بأم عيني حالات من التحرش والعنف”.
لكن ترتيبات المنام لم تكن الوجه الوحيد للمشكلة في المخيمات، حيث قالت بعض النسوة انهم شعرن بعدم الامان. فمن جانب آخر، قالت اثنتان من ممن استطلعت المنظمة امرهن انهم تعرضن لمراقبة الرجال اثناء وجودهن داخل دورات المياه الصحية. كما اوردت اخريات اضطرارهن لتجويع انفسهن بغية تجنب الاستخدام المتكرر لدورات المياه المشتركة مع الرجال. كما ان الحمامات في المخيمات ليست معزولة ما بين الرجال والنساء كذلك.
لكن التحرش والمشكلة لم تكن بسبب اللاجئين من الرجال وحسب، حيث قالت بعض النسوة ان حراس الامن في المخيمات الى جانب افراد من قوات فرض القانون المحلية والمهربين كذلك انما مثلوا جميعا جزءا من المشكلة، وذلك حسب ما اورد التقرير. وفي هذا السياق، قالت امرأة عراقية تبلغ من العمر الـ22 ورفضت الكشف عن اسمها، قالت على سبيل المثال، ان حارسا بالملابس الرسمية في المانيا عرض عليها ملابس اذا ما وافقت على قضاء وقت على انفراد معه. كما اكدت هالة، وهي فتاة سورية تبلغ من العمر 23 عاما، اكدت انها تلقت عرضا من احد العاملين في فندق بتركيا يتضمن البقاء في الفندق مجانا مقابل قبولها النوم معه. وقالت هالة انها رفضت ذلك العرض. اما رانية، وهي شابة سورية حامل تبلغ الـ19 من العمر، فقد قالت انها رأت الشرطة الهنغارية تهاجم امرأة لاجئة لكون الاخيرة طالبت الشرطة افلاتها من قبضتهم دون وجه حق.
ضمن بيان رسمي صدر عنها، قالت مدير الاستجابة للازمات في منظمة العفو الدولية، السيدة تيرانا حسن، معلقة “بعد هروبهن من الرعب والموت والخوف في العراق وسوريا، خاطرت هؤلاء النسوة بكل شيء من اجل ايجاد الامان لأنفسهن واطفالهن”.
وحسب ارقام رسمية، فأن ما يقدر بـ4.6 مليون سوري فروا من منازلهم وسجلوا انفسهم كلاجئين منذ اندلاع الحرب الاهلية في بلدهم قبل 5 سنوات تقريبا، وذلك حسب ارقام رشحت عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ومن اللافت ان نصف هذا العدد من لاجئي سوريا من النساء، وان نصف هذه النسبة ممن يبلغن اقل من 18 عاما من العمر.
تقول حسن من منظمة العفو الدولية “لابد من اتخاذ خطوات بغية ضمان سلامة وحماية النساء اللاجئات، لاسيما هؤلاء اللواتي يواجهن الخطر اكثر من الاخرين، حيث يتم تعريفهن ومعاملتهن وفق اجراءات خاصة وتقديم خدمات تضمن حقوقهن الاساسية وضمان سلامتهن وحمايتهن”. وحثت حسن الحكومات الاوربية على تصعيد وتيرة جهودها وخطواتها عبر توفير مسالك قانونية واجراءات سلامة للاجئين والنساء من بينهن بوجه الخصوص، فضلا عن توفير منشآت ذات مستلزمات تعزل الجنسين مثل دورات المياه والحمامات المعزولة الى جانب عزل مناطق المنام في مخيمات اللجوء الانتقالية في اوروبا بغية ضمان سلامة النساء.