لم تصنع رسالة الإسلام، رجالاً نبهاء فحسب.. بل لقد صنعت على هذا الدرب الطويل من الدعوة والكفاح، نساءاً يقل لهنّ في دنيا النساء نظير. ولا عجب إن كان صرح الإسلام الكبير قام على جهد الرجل -سيف علي-، وجهد المرأة -أموال خديجة-؛ فإنّ مسيرة الإسلام تأبى إلا أن تستند خلال زحفها المجيد إلى هذه الأكتاف المنزهة، حتى تخوض معركة التصحيح؛ من خلال ثورة الحسين .
لقد كان نهوض زينب (عليها السلام ) ، لحظة تاريخية تمثل انعتاق المرأة من أسرها ,كيف يمكن لامرأة في ذلك العصر الذي اشتهر بعزلة النساء وابتعادهنّ عن حركة المجتمع، أن تنهض بمثل هذا العبء الرسالي؟! وكيف تستطيع هذه الأنثى التي خلقت للعاطفة والدلال، أن تتحول إلى أمّ للثوار ومرضعة للأجيال الحسينية المتدفقة على طريق الخلاص؟
لا شك أنّ سراً ما في تلك المرأة التي كانت تملك عزيمة الفرسان، وشكيمة الصناديد. إنّها المرأة الحية اليقظة؛ التي أبانت عن عزمها وصلابتها لحظة بدأ الطغيان يستعد لمنازلة الأمة وإهدار كرامتها.. لقد أعادت زينب حقاً؛ لهذه الأمة الإحساس بكرامتها، فيما كانت فلول الرجال تبيعها مقابل بضع تمرات من دنيا يزيد، تخفق أمام خسّتها الحقارة.لم تكن المرأة بعيدة عن المشاركة في نهضة عاشوراء اليوم في العراق بل كان لها دور مميز في جميع فصولها، ولقد رسمت المرأة أروع الصور في إستلهام ملامح عاشوراء ونهضتها التحررية, كما وقفت زينب ومثيلاتها وقفت بكل شموخ أمام ذلك الطغيان، متحدية كل تلك الممارسات الهادفة إلى وأد النهضة.
ومن هذا المنطلق الذي انتهجته اعلامية بني هاشم فاننا نستحضر في هذا الصدد الظهور الإعلامي لنساء ومقلدات المرجع الصرخي الحسني ,أبدين نوعاً من الثبات والقوة ونطقن بكلمات تركت أثراً، فالمرأة التي لم تكن لتحتمل في زمن كثر فيه الفساد وضاعت فيه القيم والمبادىء وسلبت الحريات الا ان يكون لها الدور الفعال ,و قفت بقوة لتقول بأن لا شيء مما سبق يقلل من عزتنا ونصرتنا ومواجهتنا، وأن لنا شرف المواجهة،كما ان اعلام زينب خاطب العقل والقلب فها هي المراة العراقية تحذوا حذوا سيدتنا زينب عليها السلام وقد خاطبت القلوب والعقول بوقفاتها المستمرة والرافضة لكل ماهو قبيح وفاسد نساء قل لهن نظير في مقارعة الباطل ورفضه .وهاهي العراقية الثائرة للحق ام كانت او زوجة او اخت او ابنة تجسد وترفع شعارات الرفض والاستنكار لكل من يريد سلب البلد ونهب خيراته
نعم تعلمنا من زينب كل هذا التفاني والفداء ….ولا شك أنّ مواقف تلك النسوة نابع من شعورهن العميق بمسؤولية التغيير والقضاء على الانحراف، ومن فهم واقعي لحقيقة الدور الذي ينبغي أن يلعبه المسلمون كافة، سواء كانوا رجالاً أو نساءً على ضوء معطيات الإسلام وتصوراته ومثله.