اليوم لايمكن لعاقل أن ينكر حجم المأساة الضخمة المتولدة عن طبيعة الحرب المفروضة على الدولة السورية ,,وأثرها على الشعب السوري ,,فاليوم بسوريا هناك أزمة أجتماعية –أخلاقية –أقتصادية –سياسية ,,مركبة متشعبة الارتباطات ,,وكل هذا يتم بفضل رؤية صهيو –ماسونية هدفها الوصول ألى نتيجة أسقاط الدولة السورية ككل بحالة الفوضى ,,وكان الرهان هنا على الشعب السوري ,بأن يكون هو الهدف والمسؤول الرئيسي عن عملية الفوضى هذه ,,ومن هنا ولدت صحوة غالبية الشعب السوري ,رجالآ ونساء ,,وقد كان لنساء سورية دور كبير بالدفاع مبكرآ عن سورية بخضم هذه الفوضى التي تعيشها سورية ,,ومن هنا سوف نتحدث عن بعض النماذج الحية لنساء سوريات وقفن بقوة وحزم أمام هذه المؤامرة القذرة التي تستهدف الدولة السورية .
أريج النقري أعلامية سورية و تعمل كذلك مع مؤسسة دعم الجرحى السوريين في حمص منذ حوالي السنة ,, فهي تعمل مع المؤسسة كمتطوعة تقدم الدعم للمصابين العسكريين والمدنيين منذ سنة في مدينة حمص وريفها ,,وقد كان لها دور كبير بتأمين “كراسي متحركة و عكازات و أدوية و علاج فيزيائي” بالاضافة للدعم النفسي و الاجتماعي للمصابين,,وتقول هنا النقري ” اقوم بزيارة المصابين كلما سمح الامر في منازلهم لانها تعني لهم الكثير ولو كانت زيارات قصير مصحوبة بابتسامة وحب وشعور بالامان,, فهم بحاجة لعدم شعورهم بالتخلي من الطرف الاخر,, وانهم دائمآ موجودون في كل مراحل حياتنا لانهم قدمو حياتهم فداء لنا,,و لا اشعر انهم يأخذون من وقتي ولكنهم هم من يعطوني كيفية الاستمرار بالحياة رغم ظروف الحياة الصعبة والعائق الصحي لهم ” ,,وهنا يتضح دور المرأة السورية بقوة في المجال العلاجي والدور ألانساني ,,فالعطاء لايعرف حدودآ ,,والوطن يبنى بتشاركية الجميع ,,فالنقري تؤمن برسالتها الوطنية ,,والتي تحملها الكثير من نساء سورية .
هدى علي”أم أياد ” ,,والدة شهيد من مدينة أللاذقية تتحدث دومآ بفخر وعزة عن أنها ام الشهيد العشريني “صالح ” الذي أستشهد بأحدى المعارك بمدينة حلب قبل أكثر من عام ,,تقول أنها تشعر بالفخر لان أبنها شهيد ,وتقول انها مستعدة أن تقدم أبنائها أياد وعلي ,وحتى نفسها فداء لسورية ,,فالنصر كما تقول لا يأتي ألا بقرابين الدم ,,والشهادة هي أسمى ما يقدمه ألانسان بسبيل نصر الوطن .
الدكتوره وفاء قرحالي الناطور ناشطة سورية بفرنسا ,,وهي من الناشطات وبقوة والمدافعات بحزم عن سورية فهي كسيده سورية حاولت القيام بواجبها تجاه وطننها وامتها فقبل الازمة السورية كانت من الناشطات المعروفات والمدافعات عن حقوق الشعب الفلسطيني و لم تتأخر يومآ عن إعلاء الصوت ضد ممارسات الغرب والصهيونية ضد فلسطين وكانت من الوجوه الدائمه في المظاهرات التي كانت تقام في باريس بل وفي بعض العواصم الاوربية ,, فقد حملت قضايا أمتها أينما حلت ,, وكانت طبعا فلسطين هي القلب ,وأيضآ لبنان والتي خسرت وظيفتها في اليونسكو بعد نشاطها ومساندتها للبنان أثناء عدوان 2006 وأما عن سوريا فتتحدث وتقول ” فقد كنت أول ناشطة سورية على الإطلاق إلكترونيا وكنت أبقى أحيانا 72 ساعة على الكمبيوتر للرد على المواقع العربية والفرنسية كلما تهجموا على سورية ودورها ومن هنا بدأت مشاكلي مع الحكومة الفرنسية عندما تصديت لبرنار هنري ليفي في أول مؤتمر أقامه في باريس ل “نصرة سورية “وكان أثنائها مستشارا للرئيس ساركوزي و ذلك في 2011/05/07 ومنذ ذلك إليوم وأنا اشارك في معظم المظاهرات والندوات واللقاءات التلفزيونية الفرنسية والعربية لفضح الدور الفرنسي في الحرب الدائره على أرضي وضد شعبي وقد اشتدت مضايقاتهم لي ولاسرتي بعد إعلاني الدائم عن كون فرنسا” شريكه في دمنا ” .
وتكمل هنا الدكتوره وفاء قرحالي الناطور ” دوري ككل الناشطين كان في إظهار مظلومية شعبنا وحكومتنا ضمن إمكانييتنا المتاحه من صوت وكمبيوتر وسهر وأزعم اننا نجحنا في إيصال صوتنا في ظل الحصار الإعلامي العربي والدولي والذي سعى لإخراس صوت الحقيقة بحجب تلفزيونات المقاومة وسوريا ..فكنا الإعلام البديل ” ومن هنا يتضح الدور الكبير الذي كانت تقوم فيه الدكتوره وفاء قرحالي الناطور,,وهي نموذج وشاهد حي لنساء سورية في بلاد الاغتراب ودور هذه النساء المكمل لدور الرجال بالدفاع عن سورية في بلاد الاغتراب وحتى وان كان ذلك سوف يعرضهم للخطر والمسألة القانونية ,,فالوطن هو الاهم ولاحياة لنا بدون الوطن والوطن هو عنوان الحياة وعوان الوجود هكذا تختم حديثها لي الدكتوره وفاء قرحالي الناطور .
سيرينا “ص ” ,,فتاة سورية من بلدة معلولا وهي احدى بلدات ريف دمشق ,تقول بألم يتبعه أمل, ان بعض اهل البلدة هجرو او هاجرو منها الى داخل وخارج سورية ,,ومع ذلك هي أثرت البقاء في البلدة مع أنها أضطرت هي وعائلتها للخروج منها مجبرين لعدة مرات بسبب هجمات المسلحين المتكررة على البلدة ورغم تعرض منزلهم للسرقة و التخريب أكثر من مرة,,ومع كل هذا مازالت هي كما الكثير من أهالي البلدة متمسكين بوطنهم ألام سورية ,,وبتعاليم فريدة من نوعها للتعايش بين الاديان بسورية ,,فتقول هنا سيرينا ” ص ” ” لم أشعر بيوم كسورية بفرق بين دين ودين اخر ,,فقد عشنا كأخوة ,,وهذا ما يميز سورية عن غيرها من البلدان ,ولهذا سنبقى بسورية ,,وسندافع عن سورية وعن حقنا بالبقاء والحياة ,,وسندافع عن حضارة سورية وعن النموذج الحضاري لاسلوب التعايش الديني الذي تتميز به سورية ” ,,وهنا يظهر بوضوح مدى أنتماء المرأة السورية لسورية الحضارة والتاريخ والتعايش الديني الفريد ,,فسيرينا هي مثال للكثير من نساء سورية الحرائر ,,اللواتي تعايشنا مع كل التجليات المؤلمة والخطرة للحرب المفروضة على الدولة السورية .
فهذه النماذج والشواهد الحية لنساء سورية تظهر عظمة نساء سورية ,,تظهر مدى التحام نساء سورية بالوطن السوري ,,ومدى الترابط الفكري والروحي بين نساء سورية وبين تراب سورية ,,فمن كانت داخل سورية أو خارج سورية سواء اكانت والدة شهيد او والدة عسكري او زوجة عسكري او حتى مجندة او ربة منزل او معلمة او عاملة ,فكل هؤلاء يساهمن ببناء سورية الجديدة المتجددة ,وكل واحدة من موقعها ,,فتضحيات المرأة السورية هي كثيرة وكثيرة جدآ ,, ومن هذا الباب قمت بنشر وكتابة هذا المقال لأظهار بعض نماذج وشواهد حية لتضحيات المرأة السورية بخضم هذه ألازمة التي تعيشها الدولة السورية .