نشر على موقع كتابات مقالا بعنوان ( أساليب النساء في الضغط على رجال السياسة ) أشار كاتبه السيد أسعد عبد الله عبد علي ، عن وضع النساء المتصديات للعمل السياسي في العراق ، والدور السياسي الذي من الممكن أن يضطلعن به للنهوض وتصحيح واقعهن السياسي في مجلس النواب أو الحكومة أو مجالس المحافظات من مجرد رقم مكمل وتأثير ضعيف ، الى دور فاعل ومؤثر ، وأستشهد السيد كاتب المقال بتجارب النساء في عدد من البلدان اللاتي أخذن من الاضراب عن المعاشرة الزوجية كوسيلة ضغط على أزواجهن لاجراء تغييرات سياسية .
لانختلف مع السيد أسعد فيما ذهب اليه من تشخيص لواقع النساء المشاركات في العمل السياسي والحكومي ، وتمنياته برؤية وطنية وحرص على بلده وثقته بالعراقيات بأن يكون واقعهن وعطائهن أكثر من هذا الذي نشهده فهذا مطمح الجميع .. لكن واقع النساء المشاركات في العمل السياسي لايختلف عن واقع زملائهن الذكور ، جميعا ولدوا من رحم أحزاب وحركات طائفية عميلة متخلفة ، جاءت خلف دبابات المحتل الامريكي وسياسات الغدرالفارسي وكرست هيمنته ورسخت عملية المحاصصة الطائفية ، التي أوصلت العراق الى أدنى مراتب التصنيف العالمي في الفساد والتخلف .
أما واقع حال السياسيين ونسائهم في العراق فأنه مختلف تماما عنه في الدول الاخرى ، كون أغلبية عوائل الساسة العراقيين تقيم خارج العراق في عواصم شتى منذ سنين عدة ، وأن نساء المسؤولين السياسيين تطبعن على العيش في الخارج ولايعرفن مايدور في العراق وما يتعرض له شعبه من ويلات وكوارث وأزمات ، كونهن منشغلات في الموضة والتردد على صالونات التجميل ونوادي الرشاقة ، والتبضع من الاسواق والمولات العالمية الشهيرة وأقتناء الحلي والمجوهرات ،التي كن محرومات منها ويتحسرن عليها لان أيام الفقر والعوز وانتظار المعونات الاجتماعية قد ولت والى غير رجعه ، فهن حاليا زوجات الاثرياء . وفي عالم آخر وجدن فيه مالا يخطر على البال . كذلك منهن من أخذت تستثمر أموالها في البورصة والمتاجرة بالعقارات .
أما المسؤولين السياسيين فلايذهبون الى ذويهم الا بزيارات شهرية أو فصلية ، وهم يقيمون في بيوت فارهة داخل المنطقة الخضراء بمعية حاشيتهم من السماسرة والمتملقين منشغلين بجني المال الحرام والظفر بالعقود التجارية الوهمية والمقاولات ويقيمون الولائم وجلسات السمر والليالي الحمراء ، تحت فرية زواج المتعة ،أو منهم من تزوج بثانية أو ثالثة وفق متطلبات وضعه ومنصبه الوظيفي ، فلم تعد المعاشرة الزوجية أحادية ، لان البدائل كثيرة ومتوفرة .
ومن هنا فأن الزوجة التي ترتضي أن تقيم خارج كنف زوجها من أجل الرخاء والراحة والاستمتاع بالسفر ومغريات الحياة وتقبل بأن يترك زوجها أولاده وبناته لاشهر دون ضرورة ملحة في مجتمعات خصبة بأعمال الرذيلة ، وتوافق أن تأكل وأولادها أموال السحت الحرام ، ونساء جلدتها من الارامل وأبنائهن الذين يزيدون على الاربعة ملايين ، يتضورون جوعا ، فلا يرتجى منها أن تقوم بأي عمل أنساني ، لان ملذات الحياة ومغريات الدنيا والمال الحرام أفقدها الإحساس بالآخرين مثلما أفقد زوجها الضمير .(( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات)) 25 النور .