18 ديسمبر، 2024 9:19 م

نساء الإسلام كالجبال الشامخات

نساء الإسلام كالجبال الشامخات

كانت وما تزال المرأة تمثل النصف الثاني في المجتمع نظراً لما تقدمه من أدوار متعددة لا تقل شأناً عن الرجل شريكها في الحياة فهي الأم و المعلمة و المربية في البيت و المدرسة و المدبرة في المنزل وعليها تقوم عمليات كثيرة و لسنا في باب التطرق لها لانها معلومة لدى جميع الناس لكن ما نريد أن نقوله بحق هذه الزهرة الرائعة بعطرها الخلاب و بأخلاقها الحسنة الفاضلة و بعفتها و شرفها العزيز و حصانة سترها العالية تكون بحق المثل الأعلى لكل نساء الأمم الأخرى ، فالمرأة المسلمة هي مَنْ تناط بها مهمة تنوير العقول لكل نساء العالمين بما تساهم في نشر قيم و مبادئ الإسلام و كل ما جاء من قوانين و أنظمة تحصن المرأة من السقوط في مستنقع الرذيلة و الفساد الوضيع و لعلنا نجد في التاريخ العديد من النماذج التي لا يسع المقام لذكرهن كلهن فلنأخذ مثلاً السيدة الجليلة و الزوجة الصالحة و المربية الفاضلة و المطيعة لكل ما جاء به الإسلام من أحكام و تشريعات فقد أجادت تلك الأدوار و بأعلى المستويات فحقاً تعجز الكلمات عن الوفاء بحقها إنها السيدة فاطمة بنت أسد زوج الخليفة و أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) فقدمت كل تملك في سبيل إعلاء كلمة الحق في ربوع المعمورة بدءاً من دخولها إلى بيت زوجها الخليفة علي بن ابي طالب إلى أن فارقت الحياة ملتحقة بجنان الرحمن الرحيم ( جل و علا ) لما خلدت من مواقف تأريخية تستحق الوقوف عندها و استلهام الدروس القيمة منها و لتكون حاضرة في ذاكرة التاريخ و القدوة الحسنة للإنسانية جمعاء و خاصة المرأة الإسلامية ، فمع رفضها الدخول لذلك البيت كسيدة فيه بل لنبلها و سمو كرامتها و مدى تواضعها فقد دخلته كخادمة احتراماً لفاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه و أله و سلم ) ومن أشد المواقف العظيمة التي قدمتها هذه السيدة النبيلة نصرتها للدين و اعلاءً لكلمة الله تعالى العليا عندما قدمت أولادها الأربعة في طف كربلاء فداءاً لسبط الرسول و الذود عن حمى الإسلام و نصرةً للدين و مقدسات المسلمين فكيف حالها و هي تسمع خبر استشهاد ابناءها الأربعة ؟ يا له موقف صعب و يهز الجبال من هوله فهل توجد مرأة على وجه الأرض مرت بهكذا موقف و بقيت صامدة ثابتة ؟ إلا أن ذلك لم يثني عزمها و يقلل من صبرها فأخذت تسأل عن سبط الرسول الحسين (عليه السلام ) دون ان تهتم لمقتل أولادها فأي مرأة تلك ؟ اللهمّ فصلّ على أمّ ناصر الحسين، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على أمّ البنين ، اللهمّ صلّ وبارك وترحّم على شفيعة الداعين ، هنيئًا لكِ يا من تعلمتِ في بيت أمير المؤمنين ، فاشفعي لنا بقضاء الحوائج ولكلّ المسلمين فعزاؤنا قائمٌ اليوم لذكرى فقدكِ والحنين ، ولتقام المآتم والمجالس وتُوشّح بالسواد والحزن والأنين ، فسلام عليكِ يا شفيعة يوم ولدتِ ويوم توفّيتِ ويوم تبعثين .