11 أبريل، 2024 2:53 م
Search
Close this search box.

نزيه من بلادي.. مفيد الجزائري (4)

Facebook
Twitter
LinkedIn

نبذة عن السيرة والتكوين:

ولد مفيد محمد جواد الجزائري العام 1939.. في ناحية ألمدحتية التابعة لمحافظة بابل.. تعلمً القراءة والكتابة عند الملا.. أكمل دراسته الابتدائية في مدرسة ألمدحتية في ناحيته.

حكايات مفيد:

ـ كان لآبيه الحاج محمد دور الاستثنائي في توجهات أبنائه نحو الثقافة والتسامح والالتزام بقضايا الوطن والتضحية من اجلها.. فهو أول قروي يدخل ابنته في المدرسة.

ـ حدث غير مألوف أن يسجل أبي أختي الكبيرة في مدرسة للبنين.. واستمرت في صفوف البنين حتى الصف الخامس الابتدائي.. بعدها تركت الدراسة في الصف الخامس مع الأولاد وهذا لم يحصل على مستوى أقاربي ولا في قريتي.. وذلك بفضل جرأة وانفتاح والدي.

ـ الدليل على ثقافته (والدي) اختياره لأسماء أولاده وبناته التي لم تكن تقليدية.. ولا وجود لها بالقرية.. أختي الكبيرة اسمها (حياة).. وفي وقتها لا يوجد مثل هذا الاسم بالقرية.. وأنا: مفيد.. وأختي مفيدة.. وفريد.. وفريدة.. وسليم.. ومزاحم.. وهي أسماء غريبة على منطقة الفرات المتدينة المحافظة.

أول نتاج الفكري:

ـ السنوات التي قضاها مفيد في قرية ألمدحتية تلقنً فيها الدروس الأولى للتعاطف مع آلام الفلاحين.. الذين استوحى منها: (ثيمة).. قصته الأولى التي فاز بها بالجائزة الأولى لمجلة فنون.. وهي أشهر مجلة في ذلك الوقت.. وكانت هذه الجائزة بوابة دخوله الى عوالم العاصمة بغداد والتعرف على وجوهها الثقافية والأدبية.

توجهه السياسي:

ـ شاءت الصدف أن تكون سنة انتقاله لبغداد للدارسة.. سنة غير عادية بكل المقاييس حيث كان هناك حدثان مهمان كان لهما تأثير كبير في شخصيته.

ـ أولهما: فيضان بغداد:

ـ ويذكر مفيد: كيف كنا نخرج نحن طلاب الإعدادية.. ونسهم في الجهود الرامية الى وقف تدفق المياه الى الشوارع والأزقة.. وكيف كنا نضع الأكياس الرملية على السدة الشرقية.. لمنع وصول الفيضان.

ـ الحدث اثر بيً جداً من خلال العمل الطلابي المشترك.. والمساهمة في حماية عاصمتنا من خطر الفيضان.. بحق كانت معركة من نوع خاص.

ـ الحدث الثاني: الانتخابات النيابية:

ـ كانت أول انتخابات النيابية.. يسمح بها بحرية الحملات الانتخابية.. وخاضت القوى السياسية المعارضة للنظام الملكي آنذاك معركة شرسة.

ـ استطاعت أن تحصل على عشرة مقاعد برغم التزوير والتدخل المباشر.. هذه المعركة الانتخابية كانت ليً فيها مشاركة فاعلة حيث كنا ناشطين في اتحاد الطلبة.

(الحسين).. ملهمي:

ـ يقول مفيد الجزائري: من الأشياء التي لا أنساها في طفولتي هي: مواسم العزاء أيام محرم.. اعتدتُ أن أجلس قريباً من الشيخ طالب.. وهو يقرأ مراسم العزاء.. وكيف كان يبدأ ويتصاعد ويجهش بالبكاء على مصيبة الحسين بشكل مؤثر.. والأداء لم أتصور إن أحداً يتقن ذلك مثلما كان الشيخ طالب يتقنها.. إضافة الى المجالس الحسينية.. كانت هناك مواكب اللطم في القرية وفي يوم العاشر كنا نذهب الى كربلاء.

دراستي:
ـ يقول مفيد: عندما تخرجتُ من المدرسة الابتدائية تأسست متوسطة في القرية.. وفي الفترات السابقة كان الميسورون يرسلون أولادهم الى متوسطات الحلة.. وهذا أمر صعب ومكلف لا تستطيع غالبية عوائل الفلاحين عليها.

– انتقلتُ الى بغداد في الإعدادية المركزية.. وسبب ذلك إن ابن عم ليً يدرس في كلية التجارة فكان القرار أن أذهب الى بغداد.. وأسكن معه وأكمل دراستي الإعدادية.

ـ لم أكمل دراستي حيث واجهتني مشكلة آنذاك عند عودتي الى الحلة بدأت أنشط من جديد ضمن اتحاد الطلبة.

ـ وعلى ما يبدو إننا كنا مراقبين من قبل السلطات آنذاك.. تم استدعائي من قبل مدير المدرسة ووجدت الشرطة في انتظاري وبعد تفتيشي بصورة دقيقة عثروا على ورقة كانت تتضمن قصيدة ثورية قد كتبتها.

ـ أحلت الى المحكمة وتم الحكم عليّ بالحبس لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ.

ـ بناء على هذا الحكم تم فصلي من المدرسة.. تركت الحلة الى بغداد.

ـ عملت حصلت في شركة التميمي للمقاولات التي كانت مهمتها بناء دور سكنية للمهندسين الأمريكان المسؤولين عن تشغيل سد دربندخان.

علاقتي بالصحافة؟

ـ العام 1956 كتبت قصة قصيرة لمجلة الفنون بعد إعلانها لمسابقة عن القصة القصيرة ومجلة الفنون كانت مجلة فنية وتكاد تكون أولى المجلات العراقية المختصة.

ـ عملت محرراً صحفياً في جريدة الشعب.. وأنجزت الكثير من التقارير والحوارات الصحفي.

ـ العام1957 انتقلت للعمل في جريدة البلاد.

– العام1959 وإثناء عملي في جريدة البلاد مرت الذكرى العاشرة للثورة الصينية وبهذه المناسبة وجهت دعوات لبعض الوفود العراقية وكان اسمي ضمن هذا الوفد.. كان عمري آنذاك عشرين عاما.. كانت سفرة خرافية بالنسبة لي.. وأنا قبل ذلك لم أغادر العراق.. والصين بلد عجيب يمتاز بالكثير من الأشياء المثيرة والغريبة ..وبالرغم من إنها تحسب على البلاد الشرقية لكن الصين تختلف اختلافا كليا عن باقي البلدان بكل التفاصيل.

ـ وشاهدنا أماكن عديدة وسور الصين العظيم وأماكن اغرب من الخيال كانت هذه سفرتي الأولى.

نشاطه بعد ثورة 14 موز 1958:

– العام 1959 وإثناء عملي في جريدة البلاد مرت الذكرى العاشرة للثورة الصينية وبهذه المناسبة وجهت دعوات لبعض الوفود العراقية.. وكان اسمي ضمن هذا الوفد.. كان عمري آنذاك عشرين عاما.. كانت سفرة خرافية بالنسبة لي.. وأنا قبل ذلك لم أغادر العراق.

ـ الصين بلد عجيب يمتاز بالكثير من الأشياء المثيرة والغريبة.. وبالرغم من إنها تحسب على البلاد الشرقية.. لكن الصين تختلف اختلافا كليا عن باقي البلدان بكل التفاصيل..

ـ شاهدنا أماكن عديدة وسور الصين العظيم.. وأماكن اغرب من الخيال كانت هذه سفرتي الأولى.

ـ مراسل تلفزيون ألجيك.

– سبقني في هذه التجربة صديقي صادق الصائغ العام1959 حينها طلبت الإذاعة العربية في براغ شخصا يجيد اللغة العربية ومحرراً جيداً للأخبار السياسية.. فوقع الاختيار على صادق الصائغ.

ـ بعد مرور سنة تمت مفاتحته على اختيار شخص آخر فتم ترشيحي.. واذكر حينها تم افتتاح أول خط للخطوط الجوية بين براغ وبغداد وعادة في هكذا مناسبات تتم دعوة وفود عدة.. من بين هذه الوفود والشخصيات رئيس القسم العربي في إذاعة براغ الذي كانت لديه فكرة عني وفاتحني بالموضوع وقبلتً شرط إكمال دراستي هناك.. وسافرتُ.. وبقيتُ في الإذاعة منذ العام1960 الى 1982.

ـ خلال تلك الفترة أكملت دراستي.. وعملت بإعمال عدة.

ـ وهناك تزوجتُ وكونتُ عائلة.. أنا بصراحة لم يكن في نيتي البقاء طوال هذه الفترة.. لكن انقلاب 8 شباط 1963 في العراق.. واعتقال وسجن وتعذيب وقتل اغلب أصدقائي جعلني أعيد حساباتي في العودة.

مفيد.. في كردستان:

ـ العام 1982 عاد مفيد وأسرته الى العراق.. وأقام في كردستان.

ـ ضمن فصائل الأنصار.. التي عمل فيها إعلامياً.. ومقاتلاً في نفس الوقت.

ـ كانت تجربة فريدة في حياة عدها الجزائري من أهم التجارب التي عرفها رغم سيرته المليئة بالمغامرات والمخاطرات والتغرب.

ـ وكان مفيد رئيساً لتحرير صحيفة طريق الشعب.. الناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي.. في كردستان.

ـ استمر في صفوف المعارضة السرية لنظام صدام حتى انهيار النظام السابق في 9 أبريل / نيسان العام 2003.

مفيد.. بعد 2003:

الجزائري وزيراً:

ـ عين مفيد وزيراً للثقافة في الحكومة المؤقتة الذي تولاه في حكومة مجلس الحكم المؤقت العام 2003.

ـ اعتبرت فترة وزارته للثقافة ما بعد سقوط الدكتاتورية مباشرة.. فترة استثنائية في تاريخ وزارات الثقافة العراقية.. لكنها لم تستمر طويلاً بسبب نظام المحاصصات الذي حكم العملية السياسية ما بعد الدكتاتورية.

ـ الوزير مفيد.. كما يقول موظفي وزارة الثقافة: أطيب الناس وأبسطهم.

ـ وهو الوزير الوحيد.. بلا حماية.. لا كبكبه.. ومرة أجه للقلعة وحده.. (تظاهرات ساحة التحرير).

ـ إنسان بسيط وحبوب.. اعتقد مكانه بين متظاهري ساحة التحرير مو بغير مكان.. فلم يغب عن ساحة التحرير.. كأي متظاهر آخر!!

مفيد.. نائباً:

ـ فاز في الانتخابات النيابية العام 2006 عضوا في مجلس النواب العراقي.. عن محافظة بابل.. عن:(القائمة الوطنية العراقية.. التي يترأسها أياد علاوي).. ثم انسحب منها.. ليكون ممثلا للحزب الشيوعي في المجلس النيابي.

ـ كان سكرتير عام الحزب الشيوعي.. وحالياً (2020) نائب سكرتير عام الحزب.. وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراق.

نزاهته:

ـ الوزير الوحيد للثقافة حتى الآن.. لم تسجل عليه شبهة فساد.

ـ لم يستغل منصبه.. حتى في تعين أقاربه.. أو أبناء عشيرته.. أو رفاقه من الشيوعيين في وزارة الثقافة أو غيرها.

ـ محبوب من كل الموظفين.

ـ لا يملك دار سكن.. ولم يستلم من الدولة.. لا قصراً.. ولا بيتاً.. ولا قطعة ارض الخاصة بالوزراء.. ولا قرض 100 راتب.. ولا غيرها!!

ـ نكن الاحترام لكل مسؤول عراقي نزيه.. خاصة بعد 2003.. التي أفسدت.. من لا أصول له!!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب