23 ديسمبر، 2024 5:20 ص

شخصية هادئة.. متواضعة.. بسيطة.. ما يميز شخصيتها كطبيبة هي مهارتها المهنية.. فقد درست علم الطب في واحدة من أرقى كليات الطب في الشرق الأوسط آنذاك.. وهي الكلية الطبية في بغداد.. وأنهت دراستها بامتياز.. وحققت خلال ممارستها لهذه المهنة الإنسانية.. التي تتلاءم مع طبيعتها السمحة.. الكثير من الخدمات لأبناء وبنات الرافدين سواء في بغداد أو كربلاء والسليمانية والشاكرية وغيرها من مدن العراق وأزقتها.. فالتشخيص الطبي للدكتورة وعلاجها تميز بالدقة.. والمهنية العالية.. مما دفع العديد من العراقيين إلى التوجه لها لثقتهم بمهارتها الطبية.. ورعاية خاصة للمرضى الفقراء.
وهي ناشطة في حقوق المرأة.. وإحدى رائدات الحركة النسوية العراقية.. وأول وزيرة عراقية.. كما أنها أول امرأة تستلم منصب الوزارة في العالم العربي.. إنها نزيهة ألدليمي.

السيرة والتكوين:
ولدت نزيهة جودت ألدليمي في محلة البارودية.. ببغداد العام 1923.. في عائلة من الطبقة الوسطى.. أكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة.. والتحقت بمدرسة تطبيقات دار المعلمات.. ثم في الثانوية المركزية.. وفي العام 1941-1942 دخلت الكلية الطبية العراقية.. وتخرجت فيها العام 1947 طبيبة.. عملت في المستشفيات العراقية من بغداد حتى السليمانية.. وكان لها عيادة خاصة في محلة الشواكة ببغداد.. كما عملت لفترة مع منظمة الصحة العالمية.

نشاطها السياسي:
لديها حس وطني تقدمي.. تولد منذ أن كانت طالبة في الكلية الطبية.. حتى أنها شاركت سنة 1945 اجتماعاً لجمعية نسائية عرفت في وقتها بأسم الجمعية النسوية لمكافحة الفاشية والنازية.. وكانت رئيستها طالبة الحقوق فيكتوريا نعمان.. التي أصبحت فيما بعد أول مذيعة في الإذاعة العراقية. وفي هذا الاجتماع تقرران يكون نشاط هذه الجمعية بأسم رابطة النساء العراقيات وفي سنة 1952 أصبح اسمها رابطة المرأة العراقية.
تولت الدكتورة نزيهة ألدليمي رئاستها وكان لهذه الرابطة علاقات مع التنظيمات النسائية في العالم حتى أنها شاركت في مؤتمر النساء العالمي في كوبنهاكن العام 1953 وكانت عضوا في الاتحاد النسائي العالمي الديمقراطي ، وفي منظمة أنصار السلام العراقية 1954.. وفي مجلس السلم العالمي.
ويقال أن عدد أعضاء هذه الرابطة في الخمسينيات من القرن الماضي تجاوز ال 40 ألفاً من النساء العراقيات.
أقدمت الدكتورة ألدليمي على التعريف بنشاط المرأة العراقية من خلال كتاب صغير الفته بعنوان “المرأة العراقية”.. تعرضت فيه إلى واقع المرأة العراقية بجرأة شديدة.. وانتقدت هيمنة التقاليد البالية على المجتمع.. ودعت النساء إلى الثورة على ذلك الواقع.. والتحرر من الأغلال.. والاعتماد على أنفسهن في استعادة حقوقهن المشروعة..
انتمت الدكتورة نزيه إلى الحزب الشيوعي العراقي العام 1948.. وعملت في خدمة أهدافه واشتركت في وثبة كانون الثاني 1948.. . وأصبحت فيما بعد عضوة في اللجنة المركزية للحزب.
وبسبب نشاطها هذا فقد تعرضت خلال العهد الملكي.. وما بعد ذلك إلى المضايقة من السلطة الحاكمة.. ونقلت إلى خارج بغداد لأكثر من مرة .

موقفها من ثورة تموز 1958:
فيْ ساعات الفجر الأولى ليوم الرابع عشر من تموز 1958.. أذيع بيان الثورة الأول من إذاعة بغداد.. وعلى إثر سماعها.. نزلت الدكتورة نزيهة ألدليمي من بيتهم الكائن في الأعظمية.. متوجهة إلى الشارع العام هدفها تنفيذ تعليمات حزبها.. التي تضمنها التوجيه الداخلي الصادر يوم الثاني عشر من تموز.. إذ تقول عن ذلك: “خرجتُ أنا من بيتنا في شارع المغرب.. وتوجهتُ إلى الشارع العام.. وبعد عدة خطوات كنت وسط المظاهرات القادمة من الأعظمية.. ومن الكاظمية عبر الأعظمية.. وقبل أن نصل إلى البلاط.
شاهدتُ سلام عادل “سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي” وهو يرتدي سترة وبنطلوناً.. وبالنسبة ليً رأيته أول مرة بتلك الهيئة.. وليس بالملابس العربية التي كان يتنكر بها.. واقتربً مني قائلا:
“أنني الآن قادم من البريد حيث أرسلتُ برقية باسم اللجنة المركزية تهنئة بانتصار الثورة.. وكان هذا.. بعد العمل السري الطويل شيئاً هزنا تماماً.. وبعد ذلك قال: “عليكم أن تنشطوا من أجل نشر شعارات الحزب في هذه المظاهرة.. وأن لا تكونوا سلبيين”.. لان مختلف القوى السياسية في الشارع.. وأشار إلى مجموعة قليلة من المتظاهرين تحمل صور عبد الناصر.. فأكد ما جاء في التوجيهات الحزبية.. ضرورة تجنب إبراز شعارات مبهمة أو متطرفة أو تلك التي تمجد هذا الزعيم أو ذاك من قادة الحركة الوطنية أو العربية.. على حساب طمس شعاراتنا الأساسية.
بعد هذا الكلام.. وبعد أن سار إلى جواري عدة مئات من الخطوات أندمج مع خضم المتظاهرين وتوارى عن نظري.. وسُرتُ في المظاهرات حتى عبرت معها إلى جانب الكرخ عبر جسر الشهداء.. وكان الناس يعبرون عن فرحتهم بتقديم اللبن البارد أو الشربت البارد.. وبالهلاهل من قبل النساء.
ـ نشطت ألدليمي بالدعوة إلى الانخراط في لجان المقاومة الشعبية.. وطالبت بإشراك المرأة فيها.. وذلك من خلال زيارة وفد رابطة الدفاع عن حقوق المرأة برئاستها إلى الزعيم الركن عبد الكريم قاسم في الثاني عشر من تشرين الأول العام 1958.. إذ طالبنً من الأخير ضرورة إشراكهن جدياً في فصائل المقاومة الشعبية بالتدريب الفعلي والعملي الواسع النطاق.
ـ وأعادت الدعوة خلال مقابلة صحفية أجرتها معها جريدة الزمان البغدادية.. إذ دعت فيها النساء إلى التسجيل والانتماء إلى تلك اللجان.
ـ كما أنها شاركت بوفد ضم عدداً من الشخصيات الشعبية والحزبية التقى الزعيم عبد الكريم قاسم في الرابع من كانون الأول العام 1958.. وطالبت من خلاله الحكومة بـإطلاق حرية الرأي والتعبير.. عن طريق إجازة الصحف التي يمكن إن تُسهم في تنوير الجماهير.. وتعبئتها فكرياً ضد أعداء الثورة.
ـ لقد كثفت نشاطها وبفعالية كبيرة في أحداث ثورة تموز 1958.. من خلال دعمها لميثاق جبهة الاتحاد الوطني والتوقيع عليه.. فضلاً عن نشاطها في صفوف الحركة النسوية.

أول وزيرة:
في الرابع عشر من تموز 1959 صدر التعديل الوزاري الذي ضم تشكيل وزارة باسم وزارة البلديات.. وتعين نزيه ألدليمي وزيرة لها.
ـ الدكتورة نزيهة ألدليمي.. المقربة من عبد الكريم قاسم.. الذي عدها شيوعية.. لكنها غير مرتبطة بالتزامات تجاه الحزب الشيوعي في ذلك الوقت.. حسب ما أكدته البرقية التي بعث بها السفير البريطاني في بغداد همفري ترفليان إلى حكومته في التاسع عشر من تموز 1959.. إذ يقول: “أطلعت على تقارير سرية تشير إلى أنه في أيار من هذه السنة.. عدها قاسم (“ويقصد نزيهة ألدليمي”.. شيوعية.. لكنها غير مرتبطة بالتزامات تجاه الحزب الشيوعي في الوقت الحاضر.. لذلك فقد يكون صحيحاً أيضا أنها أبعدت نفسها عن الحزب بشكل وقتي أو دائمي. وأنني أنقل إليكم هذه المعلومات لأنني أعتقد بأنها صحيحة على الأكثر.. وقد تكون هذه المعلومات متطابقة مع خطة قاسم الواضحة بأن يضع في حكومته عدة أشخاص من ذوي الميول الشيوعية.
وكان لها دورها في الدفع بتشريع قانون الأحوال الشخصية ذي الرقم 188 لسنة 1959.. الذي ضمن حقوق المرأة العراقية.. وكان قانوناً متقدماً في حينه وما يزال حتى أن بعض الباحثين يؤكدون بأن ذلك القانون يعد من أرقى قوانين الأحوال الشخصية في الشرق الأوسط وأكثرها تقدمية.
ـ ويذكر المحامي طارق حرب إنها في آب من العام 1959 زارت منطقة الزعفرانية التي كان والده مختارا لها ويقول: “دهشنا واستغربنا.. إذ هل سيتولى وزير زيارة هذه المنطقة الشعبية وهذا الوزير امرأة.. شاهدناها.. وكانت ترتدي النظارات بسبب الغبار الذي يسببه الشارع العام في المنطقة.. تفقدت المنطقة وسألت الكبير والصغير والرجل والمرأة عن حاجة المنطقة ووعدتنا خيراً في تنفيذ مطالبنا.. وبعد أيام شاهدنا المكائن التي ابتدأت بتبليط الشارع العام للمنطقة.
كانت نزيهة ألدليمي تجوب كافة مناطق العراق.. وتعقد الاجتماعات مع كل رؤساء البلديات.. ففي العشرين من آب عام 1959.. عقد مؤتمر مهندسي مشاريع الماء والكهرباء في الجمهورية العراقية.. وكان الهدف منه وضع دراسة فنية لمشاريع الماء والكهرباء في كل لواء وقضاء وناحية.. سـواء من ناحية تأسيس مشاريع جديدة أو من ناحية توسيع المشاريع التي كانت قائمة.. إذ أن تلك المشاريع كانت تنفذ بشكل ارتجالي وعلى أساس تقدير غير دقيق.. وتنفذ بكثير من التبذير.
وفي تصريح لها لجريدة اتحاد الشعب.. أعلنت ألدليمي فيه بأنه تم تكليف المهندسين لإجراء مسح دراسي شامل لمشاريع الماء في العراق.. وتوقعت أن يستغرق ذلك شهرين.. وآخر لمشاريع الكهرباء يستغرق ستة أشهر.. الغرض من ذلك هو معرفة الوزارة كل شيء عن حاجات البلديات في هذه الناحية ووضع خطط مستقبلية على ضوئها.
ـ كان هَمْ الدكتورة نزيهة ألدليمي ينصب نحو تحقيق مشروع آخر ومهم هو أن يكون رؤساء البلديات وأعضاء هيئاتها منتخبين من قبل الشعب.. وليسوا معينين من قبل الحكومة.. وسعت إلى تحقيق ذلك من خلال دعوتها لعقد مؤتمر في الخامس من أيلول العام 1959.. لرؤساء ومهندسي البلديات.. لدراسة ميزانيتها وإدارتها ومشاريعها.. كما جاءت بهيئة قانونية من أجل وضع قانون ينظم عملية انتخاب أعضاء المجالس البلدية باعتبارها مستقلة عن الحكومة.. وقدمت ذلك القانون إلى الزعيم عبد الكريم قاسم لكنه رفضه ولم يسمح به.
ـ أما فيما يتعلق بتوجهها لترسيخ أسس الديمقراطية في الجمهورية العراقية هو إصدارها لقرار عممً على كافة المديريات التابعة للوزارة.. وعلى رؤساء البلديات.. منعت بموجبه منعاً باتاً فصل عمال البلديات لمجرد أنهم أعضاء في النقابات الخاصة بهم.. كما نص القرار على إعادة جميع العمال الذين فصلوا قبل ذلك للأسباب آنفة الذكر.
ـ قدمت نزيهة ألدليمي خدمات كثيرة إثناء مدة تسلمها لوزارة البلديات على الرغم من قُصر تلك المدة.. إذ أنها لم تدم سوى عشرة أشهر.. حاولت خلالها تقديم الخدمات البلدية إلى كافة المناطق.. من خلال النزول إلى ميادين العمل والإشراف المباشر على تنفيذ المشاريع.
كما كان لها دور في إنشاء مدينة الثورة شرق بغداد.. التي تسمى حالياً “مدينة الصدر”.. ووزعت قطع الأراضي في منطقة الشعلة.
ـ سعت الوزيرة إلى تطوير خدمات البُنى التحتية.. لاسيما ما يتعلق منها بصحة الناس.. إذ أنها قدمت طلباً إلى مجلس الوزراء في الخامس من آب 1959.. اقترحت فيه تعيين الدكتور محمد ألجلبي.. رئيس الصحة القائم بأعمال مدير الصحة العام عضواً في هيئة إدارة مصلحة ماء بغداد.. ووافق المجلس على ذلك الطلب.
ـ تم تعيين عبد المهدي القيم مديراً عاماً لمصلحة المجاري في العاصمة بغداد.. كونه من المهندسين الأكفاء.. ويحمل شهادة الماجستير في الهندسـة الصحية وهندسة الإنشاءات من جامعة مشيكان الأمريكية.
ـ بعد خلاف عبد الكريم قاسم مع الشيوعيين.. أصبحت وزيرة بلا حقيبة.. ففي الثالث عشر من أيار 1960.. صدر المرسوم الجمهوري ذي الرقم 263.. ونص على تعيين الدكتورة نزيهة ألدليمي بمنصب وزيرة دولة بدلاً من وزيرة البلديات.. وتعيين السيد عباس البلداوي بدلاً عنها.

مغادرتها العراق:
نتيجة لتلك الممارسات وشعوراً من قيادة الحزب الشيوعي العراقي بالخطر على حياة الدكتورة نزيهة ألدليمي.. صدر أمر من قيادته في آب العام 1961.. بإرسال وفد من كوادر الحزب للدراسة في المدرسة الحزبية في الاتحاد السوفيتي.. وكانت هي من ضمن أعضاء الوفد.. وبقيت هناك حتى قيام انقلاب الثامن من شباط 1963.
ـ ثم انتقلت من موسكو إلى براغ.. وساهمت في تشكيل حركة الدفاع عن الشعب العراق مع الشاعر محمد مهدي ألجواهري.. وفيصل السامر.. وشاكر خصباك.

ألدليمي.. وانقلاب 1963:
بعد انقلاب 8 شباط 1963.. أصدرت محكمة الثورة في 4 نيسان 1964 حكما بإعدامها.. ثم خفف الحكم إلى المؤبد مع الأشغال الشاقة.. ثم أعفي عنها لاحقاً.. وسمح لها بالعودة إلى العراق.

العودة للعراق:
العام 1968 عادت ألدليمي إلى بغداد.. وعملت ضمن كوادر الحزب الشيوعي بشكل سري.. وفجعت بموت شقيقها.. ومن ثم مرض والدتها وموتها.
ـ العام 1979 غادرت العراق ثانية.. وعاشت في ألمانيا.. مدينة بوتسدام.

أيامها الأخيرة:
كان آخر نشاطات الدكتورة نزيهة ألدليمي هو قيادتها لسيمنار عقد في الثامن عشر والتاسع عشر من كانون الأول العام 1999.. في مدينة كولن الألمانية.. تحت عنوان “نحو عام 2000.. المرأة العراقية.. الواقع والتحديات”.. أشارت فيه الى إننا على مشارف الألفية الثالثة تواجهنا عراقيل ومصاعب تتنافى وروح العصر.. وتمنعنا حتى من عقد سينمار أكثر سعةً من الناحية العددية.. وأكثر تنوعاً في التركيب”.
ـ واصلت الدكتورة نزيه جهودها للإعداد وتنظيم عقد المؤتمر الخامس لرابطة المرأة العراقية.. الذي كان مزمعاً عقده في العام 2002.. لكنها أصيبت بجلطة دماغية في آذار من العام نفسه جعلها طريحة الفراش.

راتب تقاعدي:
في العام نيسان 2004 اتخذ مجلس الحكم المؤقت في العراق قراراً بمنح الدكتورة نزيه ألدليمي راتبا تقاعدياً شهرياً قدره “750 دولار” اعتباراً من نيسان 2004.. تثميناً لجهودها في خدمة الوطن ونضالها الطويل.

وفاتها
ظلت في المنفى.. وأصيبت بمرض عضال وتوفيت في التاسع من تشرين الأول سنة 2007 في ألمانيا.. عن عمر يناهز ال84.. ونقل جثمانها إلى بغداد ودفنت في مقبرة الشيخ معروف ألكرخي.. بناء على وصيتها بأن تدفن في العراق.
ـ وفي نيسان العام 2009 اقر مجلس الوزراء توصية أمانة العاصمة بإقامة تمثال لها في بغداد .عاشت نزيهة ألدليمي من اجل العراق.. وماتت والعراق في حدقات عينيها وهذا يتطلب من الأجيال أن تذكرها وتتذكرها والذكر للإنسان حياة ثانية له .

نزاهتها:
ـ لا تملك داراً.. ولا أرضاً.. ولا أي شكل من أشكال العقار.. لا في العراق.. ولا خارج العراق.
ـ ليس لها حساب مصرفي.. أو أي شكل من الحسابات والأمانات.. لا في العراق .. ولا خارج العراق.
ـ كانت تعيش على راتبها.. فعيادتها الخاصة كانت شبه مجانية للعناية بالفقراء والمعوزين.
ـ في لقاء معها نشرته جريدة الشرق الأوسط في السادس والعشرين من تشرين الأول العام 2007 تقول: “اتصل بيً مرافق الزعيم في ذلك الصيف القائظ من العام 1959.. طالباً مني الحضور إلى وزارة الدفاع.. لم أكن أملك ثمن التاكسي.. لذلك ركبتُ الباص رقم (4) الذاهب إلى الباب المعظم.. حيث تقع وزارة الدفاع.. ثم نزلتُ وسرتُ مسافة طويلة تحت الشمس الحارقة.. من البوابة الخارجية حتى بلغت مكتب قاسم.. وأنا أتساءل عن سبب استدعائي.. وبعد لقائي به قال انه بصدد استحداث وزارة جديدة للبلديات.. وطلب مني اقتراح هيكل لها.. وان أكون وزيرتها.. نظرتُ له بدهشة.. وقلتُ أنا مواطنة بسيطة وطبيبة لا تفهم شيئاً بالوزارات.. لكنه ضحك وشجعني.. قائلاً: انه يثق بيً وبقدرات النساء على المشاركة في بناء البلد”.
ـ لا تملك سيارة خاصة.. وتتنقل في إشغالها في الباص.. وليس في التاكسي.
ـ لم تستغل منصبها للإثراء أو لأية مصلحة خاصة لها أو لأسرتها.
ـ كما إنها لم تعين أحد من أهلها أو أقاربها أو معارفها.