23 ديسمبر، 2024 8:03 ص

نزيف ساحة التحرير

نزيف ساحة التحرير

حبش يعمل حمال بالشورجة، يسكن مع ابوه وامه واخوته بمئة متر بمدينة الصدر ، مئة متر هي البقية الباقية من ارث عبدالكريم قاسم، حبش الذي أستشهد اخوه قبل فترة بقتال داعش لم يفارق ساحة التحرير، ببشرته المائلة للسمره وتقاطيع وجهه الحامله لوجع الجنوب كان حاضرا شامخا ملوحا بالعلم العراقي ومخبئا بنقاله تسجيل حي لاستشهاد صديقه برهم برصاص قناص، برهم لم يسرق مصرفا ولم يعتد على الممتلكات كان واقفا يردد سلميه سلميه حين جاءت رصاصة برأسه، بتلك اللحظة التفت برهم إلى حبش أراد أن يقول شيئا لكنه سقط قبل ان يقول…..ما الذي كان يريد قوله؟
هذا السؤال سيلاحق حبش بقية عمره، لو عرف ماذا أراد برهم بلحظته الأخيرة ربما التئمت جراحه، ربما ينسى….لكن السؤال ظل معلقا والإجابة لن تأتي وبرهم لن يعود لخطيبته التي ظلت صامتة وهي تحدق بحلقة خطوبتها تتلالى باصبعها وامه ناطرة وقت الغروب عودته ولكن الدرب خالي وموحش يا امي والليل طويل والجرح نازف….