بدأها اوّلَ مَنْ بدأوها ” عادل عبد المهدي ” حين كان نائباً لرئيس الجمهورية السابق ” جلال الطالباني ” , حين استقال من منصبه لأسبابٍ ظَلّتْ دقّتها وملابساتها غامضةً لوسائل الإعلام , لكنه نزلَ و هبطَ مؤخراً ” في حكومة العبادي ” الى موقع وزير نفط .! , مُسبّبات النزول الى هذا الموقع الأدنى ما برحت مجهولة .!
ابراهيم الأُشيقر ” الذي كان اسمه الحركي في زمن المعارضة ” ابراهيم الجعفري ” والذي يبدو انه على ارتياحٍ مقصودٍ لإبقاء اسمه الحركي للتداول الحالي , وهو الذي كان رئيس وزراء العراق , قد قَبِلَ على نفسِهِ القفزَ نحوَ المنصب الأدنى ليغدو وزير الخارجية الحالي < ولا يمكن الجزم بالدليل الملموس بأنّ سببَ ذلك هو لتسليط الأضواء الإعلامية على نفسه جرّاء كثرة الإيفادات والزيارات الخارجية التي يفرضها هذا المنصب , الجديرُ بالذكرِ ايضا أنّ السيد ” الأُشيقر – الجعفري ” قد تنازل ايضا عن منصبه الآخر < رئيس التحالف الوطني > بغية الحصول على وزارة الخارجية ..
اياد علاّوي , الذي كانَ اوّل رئيس وزراءٍ للعراق بعد مجلس الحكم الكارتوني , والذي التَفَّ ” نوري المالكي ” على فوزه بالأصوات في الأنتخابات الثانية < بأبتكارِ او اختراعِ ما جرت تسميته بالكتلة الأكبر ! > , فقد اضطرَ علاّوي ” على ما يبدو ” للقبولِ بهذا التنازل ليكون احد نوّاب رئيس الجمهورية الحالي لشؤون المصالحة الوطنية , ولعلَّ اضطرار اياد علاّوي للقبول بما هو ادنى , يعود للضغوطات الهائلة التي مارسها المالكي عليه وجعله شبه محجوزٍ في مقرِّ إقامته في شارع الزيتون , بجانبِ تحديدِ مقرٍ ضيّق ومحدد للدخول والخروجِ نحو مقرّه , عدا ما نشرته وسائل الإعلام من تعرّضه لمحاولات اغتيال وتعرّض مكتبه للقصف , وربما ايضا يكون قبوله لهذا المنصب بمثابةِ مُتنفّسٍ جديد للحياة الطبيعية والسياسية .
ثُمَّ يأتينا ” الشهرستاني ” الذي كان سابقاً وزيراً للنفط , ثمّ قام المالكي بترقيته الى منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة , وهو الذي كان يمسك بملف النفط بقوة من ناحية منح ” التراخيص ” للشركات النفطية الأجنبية , ومن ناحية التفاوض مع القادة الكرد حول النفط المستخرج من اراضي كردستان وملابساته وعلاقة ذلك بالحكومة المركزية في بغداد . وما ان تمَّتْ إزاحة المالكي عن سدّة الحكم , حتى قَبِلَ الشهرستاني النزول الى موقع وزير التعليم العالي في الحكومة الحالية , ولعلّه من الجديرِ بالذكر أنَّ لَقَب ” الشهرستاني ” لمْ يُسمَع به في المجتمع العراقي من قبل ” مع حفظ الألقاب والأسماء والمسمّيات ” ..
ويبقى الأسم الأبرز ” نوري المالكي ” والذي كان اسمه الحركي قبل الأحتلال ” جواد المالكي ” , وهو الذي أثارَ جدلاً هائلاً للتشبّثِ بالبقاء في السلطة لدورةٍ ثالثه حتى إتّفقت كافة الأطراف السياسية على ازاحته , لكنه اشترطَ على ترك منصبه بتعيينه النائب الأول لرئيس الجمهورية مقابل ذلك , الجديرُ بالذكرِ ايضا أنّ المالكي تلاحقه الآن اتّهاماتٌ عدّة تشتمل على الفساد المالي والسياسي والعسكري , وثمّ اخيرا فضيحة إلقاء القبض على ابنه احمد في بيروت بتهمة تهريب اكثر من مليار دولار ” مجهولة المصدر” لغرض إدخالها في عملية ” غسيل الأموال ” حسبما ذكرته وسائل الأعلام اللبنانية …
آخر هؤلاء السادة – القادة هو ” أسامة النجيفي ” رئيس مجلس النواب السابق , والذي كان يراهن على نيلِ منصب رئيس الجمهورية بعد الإطاحةِ بالمالكي , وقد فشل فشلاً ذريعا بذلك , ثمّ اضطرَّ للقبول بمنصب نائب رئيس الجمهورية ” الذي يخلو من الصلاحيات ” , حيث صرّح مؤخراً بأنه قد وافق على ترك رئاسة مجلس النواب كأستجابةٍ لشرط المالكي , بأنه سيوافق على ترك رئاسة الوزراء اذا ما ترك النجيفي موقعه ..
اكثرُ ما مُلفتٍ للنظرِ هو ” التزامن ” الذي جمعَ هؤلاء القادة للنزولِ والهبوطِ الى ما هو ادنى من مراكزهم ومناصبهم , وهو بلا شك ليس تواضعاً , وقد قبِلوا جميعهم بهذه المواقع الأدنى ” في الوقت الذي يمرّ البلد بأوضاعٍ سياسيةٍ وأمنيّةٍ اصعبُ واخطرُ ممّا كان بالسابق . لستُ هنا بصددِ إبداءِ رأيٍ او سببٍ لهذا ” التزامن ” لأنّ القُرّاء والجمهور على درايةٍ وادراكٍ مُسبَقَين لذلك ..!!!