هناك حكمة تقول:”كن حكيماً له مبدأ فيحترمك الناس من أجله، ولا تكن سفيهاً خالياً من أي منطق، فلا يُقيّم الخلق حديثك”إنها حقيقة الإنسان الناجح، الذي يمشي فوق الصعاب، ويتخطى كل مرحلة ذهبت فيه جهوده دون تنفيذ أو إصغاء، ويتطلع الى مرحلة جديدة وسيرة أكثر جدية، فتكون سيرتهم كشجرة الزيتون، لا تنمو سريعاً لكنها تعيش طويلاً!
إن مواقف السيد عمار الحكيم زعيم التحالف الوطني، تشير لحكمته وإعتداله، فكثيرة هي الزيارات للأشقاء، وعظيمة هي المبادرات لإنقاذ العراق، وخطيرة هي المنعطفات، التي واجهت تجربتنا الديمقراطية الحديثة، فكانت رؤيته لها ثاقبة وإستشرافه في محله، لكن كم من المأزومين والمضغوطين، حاولوا تشويه مبادراته ومشاريعه لبناء الدولة، لكنهم سرعان ما يكررونها وبإسمهم، دفعاً بإتجاه مكاسب السلطة ومغانم المنصب، مالهم كيف يحكمون؟!
زيارة السيد عمار الحكيم لمصر، تعني إستعادة دور العراق بقوة وإقتدار في المنطقة، وأنه كمصر محور لا يمكن الإستغناء عنه، في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية، فكلاهما يواجهان نفس مصادر الإرهاب، لذا يجب التعامل مع جوهر المشكلة، ليتم القضاء عليه بشكل نهائي، وليس فتح منافذ لفرارهم، فالحل يكمن بوقف نزيف الدم العربي.
العراق الضارب في القدم بتأريخ البشرية، سيستعيد دوره المؤثر، مع أشقائه في القضايا العربية كما كان، فضروري أن يكون جسراً للمتخاصمين في المنطقة، بعيداً عن الحساسيات الضيقة لمعالجة المشاكل، خاصة وأن العراق يعد الأبرز على الساحة، في مواجهة الإرهاب نيابة عن العالم، وقد أطلع القاصي والداني على إنتصاراته المتحققة على أرض الميدان، لذا أوصل الحكيم رسائل بعطر الجهاد لتحرير الوطن.
العمل بنظرية العقل المنفصل، والخطوات المتعجلة، والخضوع لردات الفعل لاتؤدي الى نتيجة مرجوة، وإلا يمكن للقوات المشاركة في عمليات تحرير الموصل، أن تبيد المدينة بأكملها، لكن عقلية القادة الشرفاء اليوم، تنصب على حماية المدنيين ومساعدة النازحين، فالسيد عمار الحكيم نقل صورة واقعية صادقة، تختلف عما تروجه وسائل الإعلام المأجورة، لتشويه صور الإنتصار العراقي على داعش.
قصة وطن مقبل على مرحلة سياسية، نظراً لماتحمله مرحلة مابعد داعش من تحديات، يقع على الجميع مواجهتها، ثم أن العلاقات العراقية المصرية، كانت وماتزال الأقرب للتكامل، وتحديداً عما يحدث في سوريا، وليبيا، والبحرين، واليمن، وتستوعب حجم الخراب الذي يلحق بهذه الدول وشعوبها، لأن السيد عمار الحكيم، قدم التعازي لحكومة وشعب مصر، بعد تفجيري طنطا والإسكندرية، فما أحوجنا لرص الصفوف، وتوحيد المواقف.
بناء الأوطان يتطلب بناء الإنسان، فيؤمن بقيم ديننا الإسلامي، ويعتمد على نشر التسامح، والتعايش، والسلام، والوئام، والحوار، لأن التفكير بعقلية الوطن الواحد، تجعلنا نفكر بمصلحة الأجيال القادمة، كما أن عدم التدخل بالشؤون الداخلية لأي بلد، وإحترام سيادته الوطنية، بعيداً عن التسقيط وكسر الآخر يولد الوحدة، فالإتفاق مع الأشقاء، ولو بالحد الأدنى من المشتركات يعد نصراً.