23 ديسمبر، 2024 8:32 ص

نزع السلاح في زمن الغباء

نزع السلاح في زمن الغباء

عندما لا تفهم بشيء فلا عيب أن تسأل حتى تفهم , ولكن السيد رئيس مجلس الوزراء يبدو بأنه مُصر على إطلاق التصريحات والعبارات التي منها نستنتج مدى الانحدار في إدارة أمور البلاد والعباد , كذلك نتأكد من تلك العبارات بأن سيادتهِ لا يصلح لقيادة قوات عسكرية بصفتهِ القائد العام للقوات المسلحة , وهذا ليس عيباً لان الرجل مدني, والعسكرية هي مدرسة بكافة تفاصيلها المتنوعة .
القرار الأخير لسيادتهِ عندما اصدر امراً يقضي بأن تكون منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد منطقة منزوعة السلاح تماما . وهنا نتوقف عند هذا القرار
ونقول , هل يعلم سيادتهِ معنى كلمة (منطقة منزوعة السلاح) ؟ لكون المتعارف عليه من وصف المنزوعة السلاح (هي المناطق التي يحظر فيها تواجد أي من مظاهر التسلح ,كذلك عدم وجود أي قوات حتى لو كانت عسكرية , وعدم وجود مقاتلين تحت أي مسمى أخر , وعدم السماح بانطلاق أي عملية عسكرية منها , بالإضافة إلى عدم وجود معدات عسكرية ). كما انه مصطلح يستخدم في الكثير من الأحيان في المناطق الحدودية بين دولتين متحاربتين . ترى هل الكرادة خارج حدود العراق ؟ وهل الكرادة وحدها تحتوي العسكر والسلاح والمسميات الأخرى ؟
وعليه فأن قرارهُ الأخير يعني جعل منطقة الكرادة خالية من أي تواجد عسكري حتى الرسمي منها , وان أراد البعض تبرير الأمر بأنه كان يقصد السلاح غير الرسمي ,هنا توجب عليه أطلاق قرار نصهُ (حظر جميع أنواع الأسلحة الخارجة على القانون) ,بدل أن يتوهم ومن معه بتصريحات اجزم بأنه ومعه وزير الدفاع والداخلية والمخابرات والأستخبارت والأمن الوطني وغيرها , أجزم بأنهم جميعاً لا يفهمون ما صدر من قرار لأعلى قيادة عسكرية في العراق .
ولكنه الخوف من بطش الجماعات المسلحة بمختلف مسمياتها ,كذلك هذه المنطقة) الكرادة) تحتوي العدد والكثير من مراكز ومكاتب الأحزاب التي يتم حمايتها من شخوص غير خاضعين لأي جهة رسمية .
والأخطر لماذا الكرادة بالذات ؟ ونحن قبل أيام شهدنا معارك في منطقة (الفضيليه) في بغداد ,وبعدها معارك في الجنوب حيث البصرة الفيحاء بين مسميات وعشائر تمتلك ترسانة توازي ترسانة الجيش من معدات عسكرية .
ولماذا لم يصدر قرار يشمل عموم العراق بحظر أي مظاهر للتسلح . ولكن السيد رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة أثبت لنا بهذا القرار وغيره بأن العراق لم يعد بالإمكان السيطرة عليه من الحكومة بكافة مناطقهِ .
وما يجري عن كلام عن الوحدة والوطنية والمصالحة والشراكة وغيرها مجرد مسميات أطلقها وتعود عليها الساسة ومن هم في دفة القرار لأجل امتصاص أخر ما تبقى من وطن كان اسمه العراق .
نصيحة للسيد حيدر العبادي .. لا زلت تمضي بنفس النهج السابق مع اختلاف بعض الأمور , ولكن الجوهر واحد , وعليه أما أن تكون رجل دولة ووطن ,أو تتقبل العد التنازلي الذي باشر به الأمريكان بعد فشلك في تطبيق أهم أسس تسلمك الحكومة, وعندها لا أريدك أن تخرج وتقول أنا ضد التدخل الأمريكي بشؤون العراق مثلما فعل سلفك .لأنكم جميعاً صناعة العم سام .
ولكن هناك أمل بأن تأتي بمن يفهم وتضعه بقربك, ليعلمك ويرشدك للطريق الصحيح , وتبعد من يضحك علينا , لان زمن المهازل قد شارف على الختام , ولابد من لحظة غضبِ لشعب مهما طال زمن الطغاة وجبروتهم .كذلك ياريت تخلصنا من سعد معن لأنه طلع أقوى من قاسم عطا في منهاج الكذب الصريح على الشعب الجريح .
سلامات يا نزع السلاح .. اخ منك يلساني