23 ديسمبر، 2024 3:17 م

نزاهة السيد العامري دليل قوة رجل السياسة

نزاهة السيد العامري دليل قوة رجل السياسة

لنترك الكلام الذي لا يقدمنا خطوة للأمام بل يعود بنا خطوات للخلف ونتكلم بأهم موضوع في عراقنا وهو موضوع النزاهة الذي برأي كاتب السطور أشد وطأة من الإرهاب ، فالإرهاب يضرب جزء من العراقيين هنا وهناك ولكن الفساد ينخر بجسد الوطن ويضر بكل العراقيين من شماله إلى جنوبه وما الفرق بين رجل إرهابي وبين رجل فاسد فالأول يقتل البشر والثاني يقتل الوطن والإخلاص ، لو كنت حاكما أو مصلحا اجتماعيا وقدم لي شخصين أحدهما إرهابي والآخر مرتشي فسيكون عندي يقين بأن الأول من الممكن اصلاحه واعادته إلى المجتمع رجلا صالحا أو على اقل تقدير رجلا لا يفكر بقتل الناس بعد أن نسعى جاهدين إلى توضيح خطورة هذا العمل وتوسيع مدارك العقل الذي كان مغلقا لفترة طويلة وايجاد العمل الشريف له والخبز الحلال يعيش منه وعائلته حياة كريمة محترمة وهنا نقول أن نسبة النجاح في هذا الأمر كبير جدا ، أما لو أردنا اصلاح مرتشي فإننا كمن ينقل الماء بقربة مثقوبة فلا فائدة من الكلام ولا النصح ولا التوجيه ولا الموعظة ولا التهديد ولا الوعيد ولا التوسل ولا التخويف ، فالمرتشي لا يخاف حتى رب العالمين ولا مجال في اصلاحه حتى لو خصصنا له راتب يعادل راتب عضو برلمان على مدى العمر .
الغاية من هذا السطور القليلة والبسيطة هي الرغبة مني في افهام القراء الكرام إننا بحاجة إلى رجال نزهاء لا يأبهون لفكرة الرشوة ولا دعم الفاسدين ولا السكوت ضد الفساد وبنفس الوقت توضيح أن فكرة الإرهاب هي أخف وطأة وأقل ضررا من وجود الفاسدين في مرافق الدولة بكل وظائفها كبيرة كانت أم صغيرة ، رب سائل يسئل ويقول كيف أن الإرهاب أقل ضررا من فساد الموظفين في الدولة وهنا تحتم علينا الجواب لنقول إن عدد الإرهابيين أقل من عدد الفاسدين وأن الإرهابي سيقع عاجلا أم آجلا في قبضة القانون ولكن المرتشي له من الطرق ما لا تستطيع الحكومة ولا أجهزتها المختصة معالجة هذه الظاهرة وعلى سبيل المثال وزير أو مدير عام في دائرة معينة يذهب لخارج العراق للتفاهم مع شركة معينة فهو هناك حرا طليق يتفق ويساوم هذه الشركة على نسبة معينة تدخل في حسابه خارج العراق حتى يتم الموافقة على الصفقة والشركات بصورة عامة في كل مكان لا تفهم قيمة للشرف بل الشرف عندهم هو الربح الكبير وهذه هي من المسلمات في عمل كل الشركات في العالم ناهيك عن أن الفاسدين هم المسهلون لحركة الإرهاب وهم من يتساهل مع الإرهابيين بعد أن يأخذ منهم الرشوة ولولا الفساد لكانت نسبة الإرهاب قليلة جدا في العراق وقد سمعنا الكثير من قصص هروب الإرهابيون من السجون وأعتقد إن هذا الهرب سببه الفساد الإداري وسمعنا ايضا الكثير من قصص الفساد الذي عشعش في عقول الوزراء وما من وزير إلا وهناك إشارات ودخان وإشاعات تتهمه بالفساد وهذا يعني إن الوزير المتهم بالفساد هو إرهابي بوجه ثاني .
إذن من حقنا أن نشير بالاحترام والتقدير لوزير عراقي ( هادي العامري ) ليس هناك أي إشارة أو إشاعة تتهمه بالفساد وهذا يعني أن هذا الوزير هو محط تقدير حتى لأعداء العراق وحتى للإرهابين لأنه أصبح الحلقة الصعبة في التعامل معه لأنه نزيه وهذا ما يجعلني أكتب عن السيد العامري علما إني لا أعرف السيد هادي لا عن قريب ولا من بعيد ولم التق به ولست من منظمة بدر ولا من المجلس الأعلى ولم ولن أنتمي طيلة عمري لحزب أو حركة ولو فكريا بل أنتمي لهذا البلد ولأهله الطيبون …. الطيبون فحسب
[email protected]