22 نوفمبر، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

نزالات التحالف الوطني على خلفية مؤتمر النصف من تموز

نزالات التحالف الوطني على خلفية مؤتمر النصف من تموز

يبدو ان نزالا محتمدا جديدا قد بدأت جولاته في المشهد السياسي العراقي قد تشتد وتيرته خلال الايام المقبلة، وليس بالجديد على الساحة العراقية تعاظم حدة وعدد ونوعية النزالات قبيل الانتخابات، الا ان هذا النزال يبدوا هو الاول من نوعه الذي يظهر على العلن لاسيما وان الخصمين هذه المرة لم نعتد على مواجهتهما مطلقا بهذه الطريقة.

خصوم اليوم كانا يغلفان صراعهما بالتعتيم تارة وبتسطيح وتصغير وتقزيم النزال تارات اخرى، لكن يبدوا ان هذا النزال قد وصل مرحلة متقدمة، او كما يسميها اصحاب تكنولوجيا العاب النزالات بـ(مرحلة الوحش!!)، فطالما كان اطراف التحالف الوطني من المعتدلين او المتشددين، الليبراليين منهم والاسلاميين الراديكاليين، والمغلوب على امرهم والغالبين، الاصلاحيين وغير الاصلاحيين، والمدنيين واللامدنيين، يخفون الصراعات المحتدمة بينهم بخلاف نظرائهم في تحالف القوى من الذين يماثلونهم في التصنيف والايدولوجية المذكورة آنفا، اذ انهم لا يخفى لهم سر ولا يجمعون على تعتيم.

هذه المقدمة التي سقتها ليست فقط عرضا تشويقيا او دعائيا للنزال الذي اود ان ارفدكم بتفاصيله التي نقلها لي احد المقربين بدرجة (لزك)، وانما هي ايضا ضرورة كي امنح هذا الامر استحقاقه من التفصيل والتشريح والتحليل، نظرا لاهميته وتاثيره في حاضر البلد ومستقبله.

كل العراقيين وخصوصا الاوساط السياسية ينتظرون منتصف تموز حيث موعد عقد مؤتمر قادة المناطق المحررة من الارهاب، او المناطق السنية ان صح التعبير، والذي من المفترض ان يعقد في بغداد، ولكن وقبل ان نصل الى هذا الموعد يبدو ان امورا كثيرة ستحدث، ومن ضمن تلك الامور المثيرة تفاصيل المواجهة التي لم تعد خفية بين اطراف التحالف الوطني حول هذا المؤتمر، فقسم منهم من المعتدلين واصحاب الرأي داخل التحالف يرى ان الاستقرار اصبح حالة لابد من ايجادها، ولابد من العمل على تخفيف العبء على المواطن وتصحيح المسار، بعد ان اصبح الضغط الشعبي ينذر بكارثة قد تهدد مستقبل حكم الشيعة في العراق، وان مؤتمر النصف من تموز فرصة لانهاء المعارضة الخارجية التي بدت تتنامى وتكبر وتشكل خطرا حقيقا على مستقبل العملية السياسية، وكذلك للتصالح مع الشركاء الذين تمكنوا من تدويل معاناة جمهورهم وايصالها الى المؤسسات الدولية والاممية. بينما يرى القسم الاخر ممن يحملون نزعة التطرف والطائفية وخصوصا بعض قادة الحشد الشعبي؛ ان هذا المؤتمر هو تقوية لابناء المناطق السنية وقادتها، وتعزيزا لموقفهم في بغداد والعملية السياسية، ومشروع جديد لوحدة صفهم ولملمة شعثهم، وهذا يعد خطرا وشيكا على حكم الشيعة ايضا، خصوصا وان الحشد استطاع بتضحيات كبيرة ان يتوغل في مناطقهم (المناطق السنية) ويسيطر عليها ويحكم قبضته على مواقعها الاستراتيجية وثرواتها.

الطرف الذي يعتمد على بعض فصائل الحشد لا يرغب باقامة هذا المؤتمر على الرغم من انهم كانوا يرمون الساسة السنة بالخيانة لعقدهم الاجتماعات والمؤتمرات في عواصم دول اخرى، ولكنهم اليوم لا يرغبون بعقد هذا المؤتمر في بغداد بل ويهددون بمنعه بالقوة في موقف متناقض احرج التحالف الوطني وقياداته المعتدلة وربما سيحرج مستقبلا المرجعيات الشيعية.

الطرف المعتدل يرى ان منع المؤتمر او الوقوف بالضد منه يعد هفوة قد يدفع التحالف الوطني ثمنها غاليا، لاسيما وانهم يعلمون جيدا ان هذه هي الفرصة الاخيرة للمضي سويا نحو الاستقرار، كما ان منع المؤتمر او الاعتراض عليه سيكون الحجة الدامغة اولدليل الكبير الذي سيقدمه القادة السنة للعالم وللرأي العام بصدق مظلوميته واحقيته في كل ما قاله سابقا، وربما سيكسبه حلفاء ومتعاطفين جدد.

هذا النزال بدا يتصاعد بشكل لافت، وان الطرف الحكومي ممثلا بالعبادي لم يدل برأي واضح، وهو متوجس من الموقف الذي سيكون فيه في حال اقدم بعض قادة الحشد على اتخاذ اجراء ما، لاسيما وان العبادي شخصيا يميل الى الطرف المعتدل، وهنا قد يكون في موقف محرج ليس هو فقط بل عموم الشيعة، وكيف يمكن ان يقنعوا الرأي العام بأن نظام الحكم هو نظام ديمقراطي اصيل وهم يمنعون مؤتمرا ينوي عقده رئيس اعلى سلطة في البلد لمناقشة سبل الخروج من اكبر كارثة شهدها العراق في العصر الحديث وهي سيطرة داعش الارهابي على ثلث مساحة العراق وما خلفته من تداعيات وويلات وضحايا وتضحيات..

فماذا سيقول العباي؟ وماذا ستقول مرجعية النجف؟ ولمن ستكون الغلبة داخل التحالف الوطني، لاسيما وان الانتخابات باتت على بعد اقل من سنة واحدة.

أحدث المقالات