23 ديسمبر، 2024 6:54 ص

منغوليا ذلك البلد الفقير بموارده الاقتصادية ، الواقع بين دولتين كبيرتين ، روسيا شمالا والصين جنوبا ، والذي ارتبط  اسمه بمرض تخلف العقل الولادي (متلازمة داون ) ، وذلك للشبه الموجود بين المصابين بهذا المرض وسكان هذا البلد الأسيوي ، ذي النظام الجمهوري التعددي ، في هذا البلد الصحراوي الكبير ، قام وزير الإسكان مؤخرا بحرق نفسه أمام الكاميرات ، وفي مؤتمر صحفي ، لسبب سوف يندهش الكثير من العراقيين عند معرفته ، وذلك لأنه غريب ، وبعيد كل البعد عن الالتزام الأخلاقي والوظيفي لأغلب أعضاء المنظومة الحاكمة الذين توالوا على إدارة  العراق منذ عام 2003 ولغاية الآن .. قام هذا الوزير المنغولي ابن المنغولي بحرق نفسه أمام وسائل الإعلام ، لأنه اخفق في تحقيق انجاز وعد شعبه به ، بمستوى دون المطلوب وبأقل مما خطط له وأعلنه سابقا ، حيث وعد شعبه كوزير إسكان بان يبني لهم خلال سنتين مئة ألف وحدة سكنية لتخفيف الضغط الحاصل في الكثافة السكانية هناك ، وللحد من أزمة السكن ، لكنه بعد مرور هاذين العامين لم ينجز سوى سبعين بالمائة من المشروع ، أي بحدود سبعين ألف وحدة سكنية ، واخفق في الثلاثين ألف الأخرى ، هذا السبب الذي دعاه أن لا يجد اعتذارا لشعبه عن جريمة خذلانه لهم ، غير حرقه لنفسه تكفيرا منه عن خطأه وتقاعسه اتجاههم .. وبغض النظر عن الطبيعة المتطرفة والبشعة لهذا الاعتذار الدراماتيكي ، إلا إننا نتساءل كشعب عراقي، سرق منه ما يقارب سبعمائة مليار دولار على مدى السنوات القليلة الماضية  ، متى نحظى  بمسؤول يتجشم عناء نفسه ويخرج من برجه العاجي ، ومفردات ترفه اليومي ليطل علينا ولو باعتذار بسيط مقتضب ، عن ما جرى علينا ، ونحن نقتل بالمجان  كل يوم على يد الإرهاب ، وعن فقدنا لمدننا ووقوعها فريسة سهلة لشذاذ الآفاق من داعش ، وقتلهم  وتشريدهم لأهلها  ، أن يعتذر لنا عن بيوتنا التي غمرتها مياه الأمطار بسبب سوء الخدمات والفساد الإداري والمالي ، أن يعتذر لنا عن ثروة بلدنا التي نهبت في وضح النهار ، من حقنا كشعب عريق علم البشرية القراءة والكتابة ، وعلى أرضه سنت أولى القوانين ، أن نطالب حكامنا ، بان يوضحوا لنا ما حدث ولماذا نحن نعيش بهذا الكم الهائل من الأزمات والنكبات ونحن اغني بلد في العالم ، النفايات تملا شوارعنا ومدننا تسورها العشوائيات وبيوت الصفيح ، ثلاثة عشر عام مرت على سقوط الصنم ، وما زلنا نبحث عن مسؤول يشعرنا ولو بتصرف بسيط بأنه جزء منا ، يحس بمعاناتنا ، ويعيش محنتنا ، بهذا السوء الذي نعيشه الآن يجب علينا كشعب فقد الثقة بحاكميه ،أن نرفع شعار يقول ..( نريد حكومة منغولية ).