7 أبريل، 2024 6:11 م
Search
Close this search box.

نريدها دولة علمانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

موقف حواري جمعني ذات مرة بنائبة سابقة في البرلمان العراقي، كان الحديث يدور عن الحجاب، وكيف فرض على النساء العراقيات من قبل الاحزاب الاسلامية بشكل او بأخر، بعد عام 2005 ، وبسبب اشتداد الاحتقان الطائفي انذاك، حتى صار وسيلة لضمان العيش بأمان او الحماية من التعرض للمضايقات او حتى القتل!، حتى انتشرت موجة الحجاب وغدت المرأة السفور هي الشيء المختلف في المشهد الحياتي العام .
الغريب ان دفاع تلك النائبة عن الموضوع كان عبر رمي الاتهامات على ما اسمته ب- المد الشيوعي- في العراق خلال فترة الثمانينيات من القرن المنصرم، بشكل اثر على العقائد والالتزامات الدينية انذاك وحان الوقت لتصحيح كل تلك الاخطاء كما تقول”.
كان الوقت قصيرا لارد عليها بأني كعراقية عشت مرارة الحرب والخسارات والفقدان، كنت اظن ان تسلم الاحزاب الاسلامية لدفة الحكم في البلاد سيجعلنا نتفس ولو قليلا من الامال ببناء البلاد واعادتها الى سابق عهدها وشموخها وجمالها ايضاً، ويعوض المواطن على عظيم صبره وتضحياته، ولكن الذي حصل ان (المد الديني) الذي حملوه لنا ، اسهم في خراب وتراجع البلد للوراء اكثر من خمسين عاماً، وان كل مافعلته الاحزاب اللااسلامية منذ ان تسلمت زمام السلطة بعد عام 2003 هو نهب الخيرات وافقار البلاد، وممارسة الدجل بأسم الدين، حتى التحريض على القتل وارتكابه فعلا صار يمارس بأسم الدين، وسخرت منابر الصلاة وقنوات اعلامية لاجل بث تلك السموم كل يوم، وفي كل محفل.
كنت سأنصح تلك النائبة ان تتخلى عن مركبتها المظللة وحماياتها وتنزل لترى كم الاوساخ والنفايات التي صارت تغطي وجه العاصمة بغداد، وان تقف قليلا لتتفحص وجه النساء المتسولات هن واطفالهن ممن ارتدين الحجاب فعلا ليس لاجل الدين .. بل لاجل حفظ ماء الوجه وهي تتسول اللقمة!
هل تلاحظون كم من عمامة صارت تجاهر بالقتل والتحريض جهارا ونهارا حتى سئمنا من اي خطاب ديني ولو كان معتدلاًّ! وكم ابعدونا عن الدين الحقيقي بأكاذيبهم وظلالتهم؟ . هناك اصرار على ابعادنا عن اي خطبة دينية، هناك المزيد من هواية دس السم بالعسل على السنة ادعياء الدين ومرتزقته، ومطبلي ذات الرؤوس الكبيرة التي تتحكم بالعباد والبلاد ، ومااكثر المطلبين في هذا الوقت والانتخابات على الابواب، فهواية استغفال الناس البسيطة مازالت قائمة حتى اشعار اخر .
اخر تلك التهديدات العلنية بالقتل ماارتكبه داعية اسلامي ونائب سابق في البرلمان العراقي اسمه عامر الكفيشي وهو يدعو وعبر قناة فضائية المفروض انها عراقية الى الخلاص من الشيوعيين والعلمانيين في العراق مثلما تخلصنا من داعش!..ولو انه لم يأتي بجديد فهذا هو الموقف الفكري والسياسي لحزب الدعوة من العلمانيين والمدنيين بشكل عام.
تحريضه ذاك الذي لاقى رفضا في الاوساط المجتمعية لابد ان تقف منه الحكومة العراقية وتحاول تنظيف اجوائها الاعلامية من توتراتها واجنداتها المكشوفة لدول الجوار! وهي دعوة ايضا لهيئة الاعلام والاتصالات كي ترفع القطن من اذانها وتسمع تلك الخروقات !
الكفيشي يجعلنا نتيقن اكثر ان افكار داعش وخلاياه النائمة انما هي تعشش داخل العمامة ,,
لن اعمم والا فعلى العراق السلام، لكن حتى القليل منهم وهم ينشرون احقادهم بوقت لم يعد المجال يتسع للمزيد، لقد سأمنا ياسادتنا الحرب على الهوية والقتل على الهوية والدين على الهوية والتعيين على الهوية واسمك وطائفتك ، ومن اي كتله ومن اي حزب وانتم مقبلون على انتخابات جديدة، نريدها علمانية مدنية . واتركوا الدين لله.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب