23 ديسمبر، 2024 11:45 ص

نريدها دولة شبابية

نريدها دولة شبابية

مضي على سقوط النظام, الذي كان جاثما على صدور العراقيين, أكثر من ثلاثة عشر عاما, نشأ خلالها جيل فتي, بمفاهيم وتقاليد جديدة, بعيدا عن أساليب الضغط والقهر, ومطلعا على ما يجري, من حوله من ثقافات, ومتفاعلا مع العالم, ومتواصل فيما بينه بشكل فعال.
   فغالبية المجتمع العراقي, هم من جيل الشباب, والذين يكونون نسبة تزيد على 60%, من هذا المجتمع, وهم الشريحة الأكثر تأثيرا وثقافة فيه, بسبب انفتاحهم على الثقافات الأخرى, وعلى وسائل الاتصال, التي تلت سقوط النظام البائد.
   ولكن هذا الجيل, أصيب بالإحباط نتيجة للأحداث السياسية, التي مرت على العراق, وعدم مشاركته الفاعلة في التأثير في الأحداث, التي جرت فيه بسبب السياسات الخاطئة, التي حاولت ومازالت, إبعاد هذا الجيل, عن المشاركة في القرار, واقتصر دوره على ان يكون وسيلة, لأهداف وغايات المكونات السياسية, دون أن يكون له دور في المشاركة, والإسهام في بناء وطنه.
   يضاف الى ذلك, التخطيط السيئ, في إدارة الدولة, التي لم تراعي هذه الشريحة, والتي أثبتت الوقائع والإحداث, أنها بعيدة عن طموحاتها وتطلعاتها, حيث أصبح جل هم هذه الشريحة, تحسين وضعها الاقتصادي, والبحث عن لقمة العيش, حتى لو كان خارج بلدها, مما دعا الكثير من الشباب الى الهجرة, وبالتالي خسارة البلاد, لطاقات شبابية واعدة.
   إن الشباب هم قوى التجديد, وهم عنوان الحاضر والمستقبل, فهم من حمل البندقية للدفاع عن بلده, ضد أعتى هجمة تعرض لها, وهم الحلم الكبير, في بناء دولة عصرية عادلة, يفتخر بها العراقيون, وهم الذين يمتلكون الهمة والروح العالية, في التغير والتأقلم مع الظروف المحيطة بهم.
   ومادام هؤلاء الشباب, هم الغالبية في المجتمع, وهم أصحاب الإمكانات العلمية والثقافية, وهم المساهمين في حماية هذا البلد والدفاع عنه, والمشاركين في بنائه, فمن باب أولى, أن يكون هؤلاء الشباب, هم القادة في “شعب فتي”, يرسمون ملامحه ويحددون سياساته, ويحققون تطلعاته.
   لذلك يجب مراجعة جميع السياسات السابقة, الخاصة بجيل الشباب, والتي أولها إزالة حالة الإحباط , التي زرعت في نفوسهم, وزرع الايجابية والحماس لديهم, فاليأس والإحباط لن يبني مجتمعا متصالحا مع نفسه, وان يكون للشباب دور رئيسي في قيادة هذه الأمة, ورسم مشروعها التنموي, وما تخفيض سن الترشيح للانتخابات, إلا مدخل لذلك.
    إن رسم معالم الإصلاح والتغير, لن تكون إلا على أيدي جيل شبابي صالح, يستشعر معاناة الآخرين ويتفاعل معها, ويمتلك الحلول التي تزيل هذه المعاناة, وتحقق الرفاهية للبلد, وفق تخطيط علمي نابع من ارض الواقع, يضعه جيل تعلم أن يعيش دون عقد وحساسيات, أو حسابات ضيقة.