( بالورقة البيضاء ) بنيت على فلسفة تحميل المواطن المظلوم مسؤولية الفساد و سوء الادارة و ضعف الاداء السياسي للطبقة السياسية
حوار / نهاد الحديثي
نديم عيسى خلف دخيل الجابري أكاديمي وسياسي عراقي شغل مناصب مختلفة منها معاون العميد في كلية العلوم السياسية ومدير مركز الدراسات الفلسطينية ومدير إدارة جريدة النور وجريدة الفضيلة وعضو الجمعية العراقية للعلوم السياسية وعضو الجمعية العربية للعلوم السياسية ,, بعد الاحتلال اصبح نائبا في الجمعية الوطنية الانتقالية كما شغل منصب نائب في المجلس الوطني المؤقت و رئيسا لكتلة الفضيلة الاسلامي النيابية في الدورة الاولى لمجلس النواب عام 2007 ,, له أكثر من عشرين بحث علمي منشور وعشرات المقالات الصحفية وأكثر من 15 مؤلف لعل ابرزها (الفكر السياسي لثورة العشرين – الأصولية اليهودية، النظام السياسي الإسرائيلي — جدلية الإرهاب بين الطروحات الغربية والإسلامية – نظام الحكم المناسب في العراق – إشكالية المقاومة والاحتلال – البعد الفكري والسياسي في كتابة الدستور العراقي الدائم – مذكرات في الفكر والسياسة ) الخ من الكتب المهمة التي ينتقد فيها النظام السياسي بعد الاحتلال – تداولت وسائل اعلام اسمه بديلا لعادل عبدالمهدي المستقيل، لكن الغريب ان الجابري وضع شروطا كثيرة لكي يقبل بالمنصب وفق بيان له، الإثنين، 9 كانون الأول 2019 – واكد ان ا لسياسييون لا يجرأون على مواجهة قواعدهم، ولا يستطيعون ان يخاطبوا الناس بشكل مباشر، وبعضهم يمارس الخطابات الفارغة عبر مهرجانات حزبية بائسة بالقاعات المغلقة وسط جمهور حزبي لايجيد الا الهتافات، لذلك الساحة الشيعية بحاجة ماسة الى جيل سياسي جديد يَستعيد ثقة الناس ويعمل لمصلحة اهله، واذا لا تدرك القيادات الشيعية ذلك، سيفرض عليها هذا الخيار و بسيناريوهات كارثية.
سألته / الانتخابات المبكرة القادمة هل تتوقعون انها ستجري في موعدها؟ ودرجة نزاهتها؟ وهل ستدور نفس الوجوه الحاكمة؟
— ان لم تجر الانتخابات المبكرة في موعدها المحدد فأن الانتخابات الدورية ستأتي في وقت قريب , لذلك فأن موعد الانتخابات لا يعني شيئا سواء جرت في موعدها او في موعد اخر الاهم ان الانتخابات القادمة لا يبدو أنها ستكون نزيهة و ذلك واضح من خلال مقدماتها من تشكيل المفوضية العليا للانتخابات بذات الطريقة السابقة الى سن قانون للانتخابات لم يراع الا مصالح الاحزاب الحاكمة , ثم جاءت الدوائر الانتخابية المعتمدة مفصلة على مقاسات المكونات اولا و مقاسات احزاب السلطة ثانيا , و مقاسات الأشخاص ثالثا , ثم ان ادخال القوات الامنية و العسكرية لا يعد مقدمة سليمة كون نمط تصويتها يكون راجح لمن في السلطة. كما ان ادخال النازحين الذين يعانون القهر الاقتصادي لبس امرا سليما . اضافة الى انتخابات النزلاء و تصويت الخارج كلها مقدمات يمكن التحكم بنمط تصويتها بشكل مباشر او غير مباشر . عليه فأن الانتخابات القادمة ستكون على الارجح انتخابات غير نزيهة و ستعيد انتاج نفس القوى السياسية مضاف لها بعض الوجوه الشبابية التي شكلت احزابا رديفة لاحزاب السلطة داخل ساحات التظاهر
وكيف ترون خارطة التحالفات السياسية القادمة؟
التحالفات لن تتجاوز تقاليد و ضوابط العملية السياسية القائمة على اساس المكونات الاجتماعية التقليدية
ثوار تشرين يطالبون بوطن حر مستقل ويؤمنون أن ذلك لا يتحقق في وجود الطبقة السياسية الحالية _ كيف تعلقون؟
ثوار تشرين بلا شك مثلوا بارقة امل في انقاذ العراق رغم ان انتفاضة تشرين كان ينقصها قيادة سياسية محترفة و مشروع سياسي بديل و متكامل . ان مهمتهم صعبة للغاية ما لم : تبلور لنفسها قيادة سياسية محترفة تكون مدخلا لإيجاد طبقة سياسية جديدة. ٢ – تغيير وسائل الحكم العقيمة و بلورة وسائل جديدة تتسق مع ارث الدولة العراقية العتيدة . و لا تتقاطع مع المقومات الدولية المعاصرة
الورقة البيضاء والآرادة السياسية للتطبيق؟
— العجز المالي مؤشر خطير على هشاشة السياسة العامة للدولة التي اتبعت خلال السنوات المنصرمة . و ان سياسة الاقتراض التي اتبعتها الحكومة الحالية يزيد الامر خطورة لان هذا التوجه قد يفضي في نهاية المطاف الى اعلان افلاس الدولة العراقية . و حينها سيتم اعلان العراق دولة فاشلة ليكون ذلك مقدمة لتفتيت العراق على اساس ان الدولة الفاشلة لا يمكن معالجة حالتها الا بتوزيع اسلابها الى دول اخرى على غرار ما حدث مع الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى. ان معالجة العجز المالي لا يكون بطريقة الاقتراض انما بتعظيم موارد الدولة . اما سياسة الاقتراض فأنها قد تكون مفيدة لاغراض الاستثمار و ليس لاغراض الانفاق
ما يسمى ( بالورقة البيضاء ) بنيت على فلسفة تحميل المواطن المظلوم مسؤولية الفساد و سوء الادارة و ضعف الاداء السياسي للطبقة السياسية لأنها سوف ترتكز على قواعد ستلحق الأذى بالمواطن منها رفع الدعم عن السلع و الخدمات – تخفيض الرواتب و الاجور- اايقاف ا للتعيينات / لذا نقول-الاصلاح لا يبدأ من هنا يا ساسة البلد
الأقاليم وبدأ الدعوات لإقامة أقاليم جديدة على غرار إقليم كردستان مع صعود بايدن للبيت الأبيض كيف تنظرون لهذه المفاهيم؟
— صعود الرئيس بايدن سوف لن يبتعد كثيرا عن سياسة ترامب في القضايا الخارجية بايدن وهو المعروف بمشروع التقسيم, قد يذهب إلى اعادة صياغة الدولة العراقية وفق صيغة فدرالية المكونات كحد ادنى ، او قد يذهب نحو تقسيم ، او قد يذهب نحو تقسيم العراق اذا استمرت ادارة البلد بهذه الطريقة العفوية
كيف تعلقون على الخلافات المزمنة بين الحكومة الاتحادية والاقليم ؟
ارى أن عدم اتفاق الحكومة الاتحادية مع حكومة إقليم كوردستان، “يضعف” السيادة العراقية،وا حذّر من أن الخلافات بين بغداد وأربيل، تفتح المجال أمام الدول الاقليمية التي لديها طموحات ومطامع بالاستيلاء على مناطق عراقية من الشرق (إيران) أو الشمال (تركيا)، منوهاً إلى أن العلاقات العراقية – التركية تحتاج الى وقفة جدية، والأخيرة لديها مشكلة مع القومية الكوردية، وأن التنكر لحقوق القومية الكوردية لن يحل المشكلة التركية، خصوصاً وأن العراق جرب هذا الشيء,, واشدد على ضرورة أن يكون للعراق “جيش قوي” للرد، في حال لم يمتثل أي طرف من الأطراف المجاورة لاحترام حقوق السيادة العراقية، مضيفاً أنه من غير المعقول إبقاء مشكلة حزب العمال الكوردستاني إلى سنوات طويلة، وعلى العراق ايجاد مخرج لهذه المشكلة دون انتهاك “الحقوق الآدمية” لحزب العمال الكوردستاني.
كيف ترون مؤشرات بايدن ورؤيته للاتفاق النووي الايراني والعلاقات الخليجية؟
سوف لن يبتعد بايدن كثيرا عن سياسة ترامب في القضايا الخارجية – قد يعود إلى الاتفاق النووي مع إيران طالما عادت إيران أيضًا إلى الامتثال الصارم للاتفاق
ذكرتم في وقت سابق أن الانتخابات الأمريكية الأخيرة أنهت النموذج الأمثل للديمقراطية هل من توضيح؟ رويتكم للبعد الخارجي في عهد بايدن ؟
—- نعم ان الانتخابات الامريكية بالشكل الذي ظهرت به لم تعد النموذج الامثل للديمقراطية في العالم . و ذلك لسببين هما : ١ – ما تخللها من اتهامات بالتزوير و التلاعب في نتائج الانتخابات رغم ما تمتلكه الولايات المتحدة من قدرات تقنية عالية . ان هذا المنحى سوف يؤدي إلى عدم الثقة بنزاهة الانتخابات في البلدان كافة . فالشعوب سوف تشكك بأي انتخابات ٢ – ان اسلوب الحوار الفج الذي جرى بين ترامب و بايدن لا يعكس اسلوبا متحضرا و لا ثقافة ديمقراطية يعتد بها اذ تخللته شخصنة الاشياء و القضايا و لم ترتق الى مستوى رجال دولة
هل ستدخلون بشخصكم الانتخابات القادمة ؟
—-على الصعيد الشخصي لم نحدد موقفنا النهائي من المشاركة في الانتخابات القادمة من عدمه في انتظار التطورات اللاحقة , مع ان المؤشرات لا تشجع لحد الان على المشاركة