23 ديسمبر، 2024 5:21 ص

حياتها كانت معقدة ومتشابكة وصراع بين ماضي وحاضر متعبان لانثى اجبرها واقعها ان ترتدي بدلة مقاتل لتدخل خضم معركة الحياة لاسلاح لها سوى كليمات تعلمتها بدراستها الجامعية ومن هنا وهناك لم تنطوي تحت عباءة هذا او ذاك في مجال الفندقة الذي رماها القدر به لتكون موظفة استقبال في احد فنادق بيروت العريقة والتي من المعلوم ان الفندقة ايضا مقسمة بين هذه العائلة المرتبطة او المقربة من ولي الامر قدست حاشيته او من سماحته دام ظله الوارف .
لم يكن هذا الخليط او التبعية يشكل لندى فارق ، فهي البنت المثقفة الممشوقة القوام صاحبة الشخصية المجاملة والصبورة لاثبات ذاتها بغد انكسارات الحياة التي احنتها ثم قوتها لاحقا ابتداءا من فشل زواجها من قريبها الذي لم ينم عن اطفال يعيقون مسيرتها ، وعقب ذلك مرض والدها الانموذج الاوحد لكمال الرجل في حياتها ، ووفاته بحادث عرضي بعد اصابته بالشلل التام ، ووالدة كانت انموذج شرقي متفتح يجمع بين سيدة المنزل من الطراز الاول بالذوق اللبناني الفريد وانثى متكاملة لزوجها يشكلان ثنائيا اقل مايقال عنهما منبع حنان واصالة خلق.
كل تلك الماسي والتناقضات لم تتح لندى ان تجد مساحة لانوثتها الطاغية بكل ملامحها وتفاصيلها رغم كل الحريات التي كانت تمارسها في حدود المجتمع الخليط بين شرقي وغربي ، تذهب الى البحر في موسم الصيف بقطعتي مايوه يبرزان كل الارض الحرام المتنازع عليها خلف اسوار بعلبك ، نزاع خلف الالاف من قتلى الشهوة وسيلان لعابهم حتى الموت الوقتي بعد دخول الحمام اخر الليل او ربما في الظهيرة.
كادت ان تكون ندى مفترق طرق لطارق طرق باب ليلها ، شاب في منتصف العمر دخل بلادها كسائح وقتي ، احس بقربها وفهم مرادها الخجول تبادلا عطر الكتمان بملاصقة خجولة حدثت صدفة لم يتحملاها وكانها صعقة رمت بهما كل الى طرف بتعجب وابتسامة استغربا كيف خرجت بعفوية.
كل منهما كانت له حياة مستقرة الى حد ما لم يشئا ان يزعزعانها ، وهنا تاتي الطرقة في غير وقتها ، ويدق القلب دقة زيادة تربك استقرار الجسد لتبقى النهاية مبهمة.