22 ديسمبر، 2024 11:44 م

ندوة رواق بغداد حول أفغانستان والعراق النتائج والملاحظات

ندوة رواق بغداد حول أفغانستان والعراق النتائج والملاحظات

هي من المرات القلائل التي يتم فيها التحضير لإدارة ندوة من خلال أسئلة محدد تتمحور حول العنوان الرئيسي لندوة رواق بغداد (ما جرى في أفغانستان وأثره على العراق) … المتحدثان الرئيسيان فيها كانا الأستاذ إبراهيم العبادي والأستاذ أحمد الحلو. ومن محاسن الصدف ان يكون الحضور نوعيا ومختصرا على ضابطين متقاعدين برتبة فريق والاخرين مدنيين ومن خلفيات مختلفة … والاختلاف مهم دائما للحصول على رؤى متنوعة… العدد الكلي لم يتجاوز تسعة فقط، وهذا يفترض مسبقا توفر الفرصة الكافية للجميع للدلو بدلوهم فيما يخص موضوع الندوة. لكن ملاحظات عديدة برزت بقوة وتستحق التوقف عندها، وكما يلي:

1. تم تحديد محاور النقاش من خلال أسئلة محددة وكانت كمايلي:

‌أ. ما هي أسباب المقارنة بين العراق وأفغانستان، المشترك والمختلف؟

‌ب. هل هناك تشابه في التشكيلة السياسية بين البلدين؟

‌ج. هل هنالك عوامل في العراق ممكن أن تسهم في تكرار ما حصل في أفغانستان؟

‌د. هل الاستراتيجية الامريكية متشابهة ام مختلفة بين البلدين؟

‌ه. ماذا لو انهار النظام السياسي في العراق؟ ما الذي سيترتب على هذا الانهيار؟

2. الأسئلة الخمسة أعلاه يفترض ان يلتزم بها الأستاذ أحمد الحلو كمحاور أساسية ولا يسمح بمناقشة قضايا أخرى عملا بمبدأ التحدد بالغاية منعا لتشتت الأفكار والمواضيع، وما لوحظ بانه لم يلتزم الالتزام التام بهذه الأسئلة وشهدت الندوة نوعا من التشتت بسبب التطرق الى مواضيع أخرى ليست لها علاقة بهدف الندوة المركزي.

3. الأستاذ إبراهيم العبادي كعادته كان واضحا ودقيقا في إيصال أفكاره عن الموضوع مجيبا عن أصل فكرة الندوة (لماذا نربط أصلا بين البلدين أفغانستان والعراق؟ وكانت اجابته بسيطة، لأننا نفكر بطريقة المسبقات الفكرية، وهذا النمط من التفكير خطير في التحليل يجب ان ننتبه له، فالمسبقات الفكرية يمكن لها ان تدمر التحليل والاستنتاج).

4. في ذات السياق طرح العبادي سؤالا محددا يقترب من جوهر فكرة الندوة (هل هناك غالبية عراقية تود ان ترى فشل المشروع الأمريكي في العراقي كما حصل في أفغانستان؟). مؤكدا في الإجابة ان فشل المشروع الأمريكي يثير مخاوف مهمة لدى طيف واسع من العراقيين خاصة الكورد وأهل السنة باعتبار ان من شأن ذلك ان يقود الى هيمنة شيعية في العراق. وبالتالي نحن بحاجة الى دراسة مقارنة دقيقة بين البلدين.

5. تأكيد (إبراهيم العبادي) ان الدولة في العراق هشة وتحتاج الى المزيد من الحماية.

6. ما طرحه السيد إبراهيم العبادي كان منطقيا وينسجم مع العقل، فالعقلانية تفترض ان نحكم بموضوعية ونحلل بعيدا عن العواطف والانحيازيات والمسبقات الفكرية.

7. القراءة المختلفة للأمور كانت من قبل الفريق المتقاعد عبد الكريم خلف، معتبرا ان ما نطلق عليه فشل المشروع الأمريكي في أفغانستان والعراق خطأ وان الصحيح اعتبار ما يحصل هو النجاح بعينه، فالمشروع الأمريكي لم يكن سوى احداث الفوضى في هذين البلدين وهذا ما تحقق.

8. السؤال الأبرز هنا لماذا هذا الاختلاف في القراءة والاستنتاج؟ وهل كان المشروع الأمريكي احداث الفوضى فقط؟

9. منذ البداية تبين وجود قراءتين مختلفتين لأصل المشكلة؟ قراءة ترى فشل المشروع الأمريكي في بناء الامة مقابل فكرة احداث الفوضى وتدمير البلد.

10. جميع المداخلات الأخرى تمحورت حول هاتين القراءتين. ما يهمني أن اعرف موقف (رواق) من ذلك. وما نوع تقدير الموقف الذي سيتم اعتماده في النهاية.

11. بعيدا عن أي انحياز ادراكي او موقف مسبق، فانا وإبراهيم العبادي كنا متفقين من حيث المبدأ وجود مشروع لبناء الامة ونشر الديمقراطية في هذه البلدان باعتبار ان قييم الديمقراطية والحداثة يمكن لها ان تنتج مجتمعات سليمة تنبذ العنف والإرهاب وهذا كان هدف المشروع الأمريكي الذي لم يكتب له النجاح.

12. كان يفترض ان يتم التركيز على أسباب الفشل والنتائج المحتملة لذلك، لكن ذلك لم يتحقق بصورة جيدة. لهذا هناك حاجة لمناقشات وندوات أخرى حول نفس الموضوع.

13. من أخطر ما توصل اليها اغلب المتداخلين ان الرهان على القوات العسكرية العراقية رهان فاشل ومحفوف بالمخاطر، فهذه القوات لا يعول عليها كثيرا كونها منخورة بسبب الفساد وتفتقد الى التدريب والمعنوية، فاغلب الجنود لا يجدون سببا مقنعا للموت من اجل الاخرين والقضية لا تتجاوز (الطايح رايح).

14. أفكار أخرى كثيرة طرحت كانت مهمة لكنها لم تتعلق بمحاور الندوة لذلك سيتم تجاهلها. فمن الضروري جدا ان نتعلم جميعا التحدد بالغاية وان نحرص على عدم التشتت، مهما كانت المغريات والدوافع سليمة.

15. في النهاية كانت هناك منهجيتان في القراءة وفي التحليل منهجية تبغي الوصول الى الحقيقة ومنهجية تتجنب الحقيقة.

16. هذه قناعاتي وهذه استنتاجاتي بمخرجات الحوار والندوة وشكرا للرواق.