بيت الحكمة مؤسسة ثقافية تابعة للحكومة العراقية , لم يعرف عنها المواطن العراقي المثقف سوى ألآسم , وبيت الحكمة مثله مثل وزارة الثقافة وشبكة ألآعلام العراقي خضعت للمحاصصة الحزبية فحرمتها من أهل الفكر وهم المظلومون الذين تضاف مظلوميتهم الى مظلومية فقراء العراق وشعبه المحروم حتى من مجرد تغيير حكومي لصالح حكومة تكنو قراط التي أصبحت ولادتها عسيرة كتعسر ألآصلاح الذي بح صوت المرجعية من أجله ؟بيت الحكمة غير المعروف سوى بألآسم , يطل علينا بعنوان ندوة نسوية للباحثات في الفلسفة , والتي سماها هو وألآعلام ” الندوة الفلسفية النسوية ” وبعيدا عن الخوض في تقصير المسؤولين والعاملين في بيت الحكمة تجاه الفكر والثقافة , فقد طلبت من مدير بيت الحكمة الجديد , وهو رجل أعرف نزاهته وأعرف حبه للثقافة وله تاريخ في العمل في دار التوحيد التي سميت بدار البلاغة والتي تهتم بطباعة وتوزيع الكتاب الثقافي مجانا الى مختلف الدول ألآسلامية , وهو عمل طيب لايعرف قيمته ألآ من يعرف قيمة الفكر في حياة الناس التي قال عنها ألآمام علي عليه السلام : ” الفكر مرأة صافية ” وقال المفكر الشهيد محمد باقر الصدر في كتابه القيم ” فلسفتنا ” : الفكر نشاط أيجابي فعال للنفس ” .وأن تقام ندوة فلسفية للنساء فذلك عمل طيب يشكر عليه بيت الحكمة مثلما تشكر عليه النسوة الاتي قدمن أبحاثا فلسفية , ولو أني لم أطلع على مضمون تلك ألآبحاث حتى أقيمها أنصافا للبحث والباحثات , ولكني فوجئت بتسمية الفلسفة بالفلسفة النسوية ؟ ويبدو أن الذين أعلنوا ذلك متأثرين بما يجري من تثقيف خاطئ حول ما يسمى بالذكورة وألآنوثة في كل ما يخص نشاط الرجال والنساء في الحياة العامة , فالذكورة وألآنوثة ظاهرة فزيويلوجية تمثل وظيفة هرمونية داخل جسم كل من الرجل والمرأة ولا علاقة للذكورة وألآنوثة بالعلم ولا بالفلسفة , فللنساء نصيب من العقل مثلما للرجال نصيب من العقل وهو كنصيبهما من حقوق العمل وألآرث , والعقل منحة ربانية تتباين فيه حظوظ الرجال مثلما تتباين فيه حظوظ النساء , لقد قال الله تعالى عن بلقيس ملكة سبأ بأنها عالمة , قال تعالى ” فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ” – النمل – 42- كذلك كانت السيدة مريم عليها السلام سيدة نساء العالمين في عصرها , وكانت خديجة بنت خويلد زوج رسول الله “ص” عالمة بفقه الحجاب قبل أن يشرع في المدينة , وكانت فاطمة الزهراء بنت رسول الله “ص” أم أبيها , وكانت السيدة زينب بطلة كربلاء خطيبة بليغة لم يؤثر عليها ألآسر وألآضطهاد في مجلس يزيد الظالم المغتصب لمنصب الخلافة .والفلسفة هي نظم العالم نظما عقليا , فليست هناك فلسفة نسوية وأخرى رجولية , لآن الفلسفة أفكار تصاغ من أجل البرهان على حقيقة الوجود , فالممكن هو كل المخلوقات , وكل المخلوقات بقدرة الله تعالى تحمل صفات المؤنث والمذكر حتى على مستوى ألآلكترونات فيها السالب والموجب وهي وظائف يزدوج فيها التأنيث والتذكير لآغراض الكمال الكوني وليس لآغراض جنسية كما قد يتوهم البعض , فالمقولة الفلسفية أبدعت فيها نفيسة بنت الحسن التي تتلمذ عليها ألآمام الشافعي رحمه الله , مثلما أبدعت فيها رابعة العدوية رحمها الله , ولم يقل علماء ذلك العصر ولا الناس عن فلسفة نسوية , وما سمعناه عن ندوة بيت الحكمة من تسميات رددها بعض وسائل ألآعلام غير المختص مثلما رددتها بعض النسوة فرحا وأعجابا بأنفسهن , ونحن مع فرحهن ومع ما قدمن من بحوث فلسفية نأمل أن تكون مستوفاة لشرائط البحث الفلسفي , ولكنني لست مع تسمية الفلسفة بالفلسفة النسوية ولا الفلسفة الذكورية , فالفكر لايعرف التأنيث والتذكير , ولكنه يعرف الصح والخطأ والحق والباطل , والمطلق وغير المطلق , والمطلق وهو الله تعالى لايذكر ولا يؤنث , مثلما أن العقل لايؤنث ولا يذكر وكذلك الجهل , أرجو أن تراعى لغة المصطلحات الفلسفية , وشكرا لمن يستمع القول فيتبع أحسنه [email protected]