لكي يشق مشروع الخلاص طريقه في ساحة الأمة، لا بُدَّ من ثقافة داعمة، تشجع الناس على تجاوز ما ألفوه من عادات سيئة، وأفكار غير صحيحة، وتحصّنهم من تأثيرات مراكز القوى المضادة لعملية الخلاص والإصلاح، وتخلق بيئة مناسبة للتغيير,ولا نبقى على ما نحن عليه في كل مرة بنفس التوجهات ,فالاوضاع باقية وتزداد وتيرة المشاحنات والاخطاء على ماهي عليه فالوجوه كماعهدناها ان تغيرت من مكان لجأت لمكان اخر !!وكأننا نتمثل بما ينقل عن (جحا) عندما سئل ذات مرة: كم عمرك ؟قال: أربعون سنة.
وبعد عشرين سنة سئل: كم عمرك؟
قال: أربعون سنة.
قيل له في ذلك.
قال: كلمة الرجل واحدة لا تتغير!!…فحالنا اليوم في العراق كما اشرنا بقصة جحا !!
لذا لابد من ان نفرز نقاط الخلل ونضع الخطوات المناسبة للتغير والخلاص لمشروع انساني وبنيان بلد مؤسس وفق ضوابط تخدم الانسان وتقدم الكفوء على المتقدم لسلطة القرار وهو لايستحق ذلك وهذا ما توجَّه إليه السيد الصرخي في مسيرته الاصلاحية ، حيث أردف قراراته الإصلاحية بهجوم لكن من نوع اخر هو ثقافي،وسياسي لإحياء قيم العدل والصلاح في النظام الحاكم اولا والمجتمع ثانيا ، ولمواجهة تيارات الفساد والانحراف. فهو يقوم بمهمته كمرجع ديني له صفة الاب الروحي ومواطن له القابلية على اعطاء الحلول و مرشد في الوقت نفسه.فما اكثر البيانات والخطب والمحاضرات التي ألقاها على جماهير الناس، والرسائل التي وجهها لوجهاء الامة وقادتها ، والوصايا التي خاطب بها أصحابه ومن حوله من اجل النهوض بالواقع المعاشيوالخلاص من اجل عراق يزهو باهله حيث ذكر في خطواته حل البرلمان الذي لم يسمن ولم يغني من جوع سوى الاقتتال وافتعال الازمات والتهاوش فيما بينهم بقوله(حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد الى أن تصل بالبلاد الى التحرير التام وبرّ الأمان .يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال