22 ديسمبر، 2024 6:59 م

نداء الى القادة والزعماء

نداء الى القادة والزعماء

الحياة مليئة بالحكم، والتأريخ محمل بالعبر، والايام عبارة عن دروس.

 

كثير من بلدان العالم مرت بأزمات قاسية، وظروف صعبة مدمرة، وحروب طاحنة، أريقت فيها الدماء، وأستُهلكت فيها الاموال، فضعفت الدول وتراجعت للوراء.

 

أغلب هذه الدول، لم تستسلم للواقع المرير التي مرت به.. فأخذت تستنهض الهمم، وتتكاتف الايادي، وتجمع القوى، وتطرح الحلول المناسبة، وتخلق مبادرات لحل الازمات، بما يتلائم مع طبيعة ما مروا به، معتمدين على النخب والكفاءات، والطاقات الشابة، للنهوض بالبلد وتجاوز الخلافات، والحفاظ على ما بقيَّ لديهم، من أرواح وخيرات وطاقات، وأستخدامها للبناء والتطور، بالشكل الأمثل والأنجح للبلد.

 

العراق مر بكثير من الأزمات التي عصفت به، وسالت فيه الكثير من الدماء الغالية، وضُيعت فيه الاموال النفيسة، وتراجع للوراء كثيراً، نتيجة للسياسات الفاشلة للحكام السابقين.. فجاء الوقت لأخذ العبر من الماضي، والأستفادة من تجارب الدول الاخرى، والألتفات لما هو أنفع للوطن، لبناءه وتجاوز أزماته، والعض على الجراح، فكفى اللجوء للعنف، وخلق الفتن، والوقوع في صراعات اخرى وخلافات لا فائدة منها.

 

فالنراجع حساباتنا، ولنغيير من سياساتنا، ولننتهج نهج عقلائي منطقي وطني، في التعامل مع الاخر، بما هو أنسب وأنفع للوطن، فالنتصالح فيما بيننا من أجل الوطن الجريح، ولنتعاهد مع بعضنا، بعهود ومواثيق شرف، معطين الفرصة للقادة الحكماء، والرموز الوطنية العقلاء، ليرسموا لنا طريقاً سوياً معتدلاً، مبني على الثقة المتبادلة بين الأطراف، متجاوزين الخلافات الماضية، ناظرين الى مستقبل الوطن، جاعليه أهم شيء عندنا، مخلصين في أدائنا، مطمئنين أحدنا الآخر، بأننا صادقين في العهود، متنازلين عن مطالبنا الضيقة الغير واقعية الحدوث، مستخدمين لغة الحوار، والتفاهم مع بعضنا من أجل المصلحة العامة.

 

آملين أن يجلس الحكماء والقادة السياسيين فيما بينهم، عاملين على تسوية تأريخية وطنية كبرى.. لانقاذ البلد من الدمار والتشتت والضياع.

 

هذه التسوية الوطنية، تكون فيها خارطة طريق للبناء والنهوض، وقاضية على الأزمات، محلحلة للصراعات، مستردة للحقوق الضائعة، حافظة للدماء من الإراقة، والأموال من الهدر، موحدة للجهود الوطنية، لحفظ هيبة الدولة، محافظة على أرض وسماء وماء الوطن، موحداً قوياً متقدماً،

موفرة للمواطن الخدمة والراحة.

 

هذا الكلام.. موجه للقادة السياسيين، وزعماء الأحزاب.. الذين هم المسؤولون عن إستقرار وبناء ونهوض هذا البلد الغالي،

كون بيدهم زمام الأمور، وأدوات القيادة والسلطة، والمسؤولية تقع على عاتقهم اولاً واخيراً.

 

وهذه هي الفرصة الأخيرة لهم، أما أن ينجحوا ويتوحدوا، ويخدموا الوطن والمواطن، ويكونوا قادة حقيقيين ووطنيين، ويستردوا ثقة الشعب بهم ، أو يفشلوا ويتفرقوا، بتفضيلهم مصالحهم الحزبية الضيقة، تاركين مصلحة الوطن والناس، بالتالي سينالهم غضب الشارع، وينبذوا من قبل الجمهور، ويثور عليهم، وتلحقهم اللعنة الى أبد التأريخ.

 

فالشعب وصل الى حده الأقصى، من الصبر عليهم، وهذا هو الأنذار الأخير لهم، وإلا تذهب الأمور الى مالا يحمد عقباه، وتسوء الأحوال، ويصبح الشعب عدوٌ لهم..

حينها لا ينفع الندم.