لو اخذنا جولة و زرنا بعض الدول العربية و تجولنا في شوارعها و خاصة تلك المكتظة بالناس و الشعبية منها ..
حتماً سنرى مواقف متنوعة من النزاعات و مناظر مختلفة مما يرق لها القلب أو يرتعد خوفاً
سنرى المتسولين بهزالة هيئتهم و الأقوياء المتعجرفين و سنسمع أصواتهم المزعجة تنهر كل من يخطئ عليهم و سنرى العراك بين المفتونين بتجارتهم ..
و إذا دخلنا مستشفياتهم سنرى المرض بهيئة دم و فوضى عارمة في الوجوة غضباً و سخطاً و إعتراضاً..
و هنالك دول ذات الاقتصاد العالي عكس ذلك بالفعل..
و إذا أخذنا فكرة عن إجراءات الدخول لكل دولة فسنجد التمييز العنصري بين جنسية و أخرى و أي الدول التي ترحب بها بدون فيزه و أي الدول التي تتميز بصعوبة فيزتها و أي الدول المحظورة تماماً..
البعض البعض من كل ما ذكرت بالتأكيد كي لا تعترض عزيزي القارئ.
من خلال ما سمح الله به لي أن أنتقل لدولة أوروبية بغرض العلاج-شفانا الله و إياكم – رأيت ما يذهل العقل من عكس كل ما ذكرت آنفا..ً
فشوارعهم الشعبية هي الأكثر هدءواً
تكاد الشرطة لا تجد ما تفعله من ناحية فك العراك أو توقيف المتسولين !
أما مستشفياتهم فالمرضى يتعاملون مع المرض و كأنه زائر لن يخطف ابتسامتهم و لا يعم الفوضى على هيئتهم و لا يجعل للدماء أي ظهور ..
أما إجراءات الدخول لدولتهم بالنسبة “للدول المجاورة لهم “
يتم بدون أي صعوبة و كأن التنقل داخلي متوحدين بما يسمى “دول الاتحاد السوفيتي” سابقاً.
أما نحن العرب فليس لنا أي اتحاد للأسف .. يضم الدول العربية في وحدة واحدة دون تمييز بين دولة متقدمة و دول نامية ..
فلو افترضنا أن قَدّم أحد المواطنين من الدول “محظورة الدخول منها” لدولة أخرى وكانت حالته الصحية تستدعي دخوله للعلاج بشكل عاجل
لمات في مكانه بعد رفضهم لدخوله دولتهم !!
عكس ما حدث معنا في دخولنا لألمانيا التي أستقبلت الحالة الصحية بكل اهتمام من تعجيل إجراءات الدخول و استعداد طبي مجهز لإسعاف الحالة الانسانية المستغيثة بهم ..
ذلك بالرغم من أن جنسيتنا مشدد عليها في الإجراءات دولياً و عربياً ..
لكننا دخلنا دولتهم و هم مستقبلين لنا بكل إنسانية و كرم
بالله قولوا لي .. أي من الدول العربية ذات الاجراءات الصعبة لدخولها ستعمل كل هذا من أجل إنقاذ مريض ؟
إنقاذ مريض واحد .. و ليس شعباً كاملاً ..
إن تلك الدول المحظور السفر إليها أو الدخول منها
يتعمم ضرر الحظر بجميع أفراد الشعب السيئين و الجيدين ذو الكفاءات العليا
ظلماً بسبب تدهور العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين
إضافة إلى توقف عمل السفارات التابعة للدول التي حظرت السفر من و إلى الدولة النامية المحظورة
فأصبح دخولهم صعب جداً و كأنه أشبه بحلم..
ناهيك عن صعوبة إجراءات تعديل أوراق المقيم من
” تلك الدولة المحظورة “و المقيم في الدولة العربية الأخرى ..
إن التعميم قد عرقل مصالح شخصيات ناجحة و كوادر لهم هِمم عالية في أن يكسبوا فرصتهم و يخدموها بعلمهم ومواهبهم في دولة غير دولتهم الأم..
و لكن يُحرمون من هذه الفرصة بسبب سمعة وطنهم
“كثير الفوضى كثير الارهاب كثير الاستغاثة”
فما ذنب فـــــــــــرد في مشاكل و كوارث تحدث في وطنه بأن يعامل الفرد كمعاملة دولة كاملة ؟!
ما ذنب ذلك المريض الذي لا يستطيع الدخول لدولة عربية متقدمة طبياً إلا بفيزة دخول صعبة جداً و قد لا يحصل عليها قبل إسعافه؟؟
ما ذنب ذلك الشاب أو الشابة ذو الطموح العالي و الخبرة المذهلة و النادرة من أن يجد أبواب الدول العربية المتقدمة مغلقة في وجهه و لا يجد مكاناً ليظهر فيه قدراته ؟؟
ما ذنب ذلك المقيم في الدول العربية المتقدمة أن يواجه الصعوبة في تجديد أوراقه أو معاملاته من تغيير كفالة العمل أو تقديم إقامة أو غير ذلك
” آمل أن يعاد النظر في التعامل مع جميع الجنسيات من الدول النامية
و التعامل مع الأفراد وليس كتعامل دولة مع دولة ” ..
وفي الاخير يجب أن أذكرك عزيزي القارئ لاستغاثتي
أنني أقول البعض و لا أعمم ..