23 ديسمبر، 2024 3:54 ص

نخوة شيعة العراق لإخوتهم السنة

نخوة شيعة العراق لإخوتهم السنة

ما إن سلمت عدة محافظات لتنظيم داعش، وذلك إثر تواطئ سياسي وأخر عسكري، لتورطهم بتنفيذ مشروع يهدف بالأخير، إلى تقسيم العراق لثلاث دويلات، على أسس طائفية وقومية، وكان قد عد له سابقا بزرع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد .
فالفساد الإداري والمالي المستشري في المؤسسة العسكرية، ووصول بعض القيادات الفاسدة، وتسلمها مناصب حساسة في الجيش العراقي، كان من أحد الأسباب التي أدت إلى إنهيار الجيش، الفساد الذي تمتع به مكتب القائد العام للقوات المسلحة، والذي يعد مؤسسة غير دستورية، يتحمل الجزء الكبير مما حدث .
بعد العاشر من حزيران، المحافظات التي كانت تحت تهديد داعش، تتعرض إلى إعتداءات متكررة والتنكيل بها، بسبب رفض الأهالي لمتبنيات داعش الفكرية والعقائدية، مما أدى إلى مزيد من القتل والترهيب والتهجير، فكان أي إنسان يرفضهم يهدر دمه ويكفر حتى وإن نطق الشهادتين .
لكن وتكريسا لمبدأ الوحدة الوطنية، بين مختلف الشرائح العراقية، التي تعايشت جنب إلى جنب منذ مئات السنين، إنتفض أبناء الجنوب والوسط، لإنقاذ أهلهم في تلك المحافظات، وكان لفتوى زعيم الطائفة الشيعية، أثر كبير من تحويل الهزيمة إلى إنتصارات متلاحقة .
الان وبعد المذبحة التي تعرضت لها عشيرة البونمر، من قبل زمرة داعش التكفيرية، في قضاء هيت التابع لمحافظة الأنبار، والتي أدت إلى قتل أكثر من ستمائة شخص، إنتخت هذه العشيرة السنية المنكوبة، بسرايا الحشد الشعبي من أبناء الشيعة، لينقذوهم من هذه العصابة الكافرة، وقد لبى الشيعة هذه النخوة العراقية .
يبرهن العراقيون للعالم يوما بعد يوم، على وحدة كلمتهم ووقفهم صفا واحدا، غير مبالين بما يقال عن الصراع الطائفي، الدائر في العراق على حسب ما تروج له بعض وسائل الإعلام المؤدلجة لإتجاه معين، الذي يراد منه تفريقهم وتمزيقهم، فهم جسد واحد، شيعة وسنة ومسيحيين وكورد وعربا وتركمانا، إختلطت دمائهم جميعا لترتوي هذه الأرض الطاهرة .