23 ديسمبر، 2024 9:41 ص

انتشرت ظاهرة المجاميع على وسائل الاتصال واسعدني قبول دعوة اكثر من مجموعة تضم نخبا مثقفة للاستزادة من معارف اعضائها والمشاركة في نقاشات حيوية الهدف منها ايضاح الصورة والوصول الى افكار ومقترحات جيدة وفاعلة ومخلصة ، لكني اكتشفت وبمرور الوقت ان الازمات الكبيرة تكشف عن معادن البشر وكما يقال : ” عيوب الجسم يسترها متر قماش ، وعيوب الفكر يكشفها أول نقاش ” فمنذ ان تفجرت أزمة الموصل والنقاشات تحتدم احيانا لتصل الى طرق مسدودة بشأن من كان وراء تسليم الموصل ومن سعى لتحريرها ومن يستحق ان يحصل على لقب جالب النصر ، وبعد تحرير الموصل ، ازدادت النقاشات احتداما وبدأت تاخذ ابعادا أخرى فصار البعض يدافع عن رموز بعينها ويهاجم أخرى ويتهم رموزا بتسليم الموصل ويعزو النصر لرموز اخرى ..
لابأس من هذا الخلاف ان كان من الممكن ان يستند على ادلة ووثائق ويفضي الى حقائق مضيئة تليق بالنخب المثقفة لكي تشعر بجدوى النقاش والخلاف وتبادل الآراء ، لكن ماحدث ان لبعض أعضاء النخب أجندات أيضا كما يبدو ويتحكم بهم ولاؤهم او انحيازهم لجهة او كتلة او حزب ما، مايدفعهم الى الدفاع عنها بكل مايمتلكون من لغة واساليب قد تتجاوز احيانا الخطوط الحمر للياقة الحوار ضمن نخبة مثقفة … مايثير الاحباط ايضا لدى من يبحث عن الحقيقة العلمية والرأي الصادق هو حجم المجاملة الذي يغدقه اعضاء النخب على بعضهم البعض أو على من عمل على ضمهم في نخبة مثقفة رغم انه ربما لم يكن يفكر في الحصول على مكسب شخصي قبل ان يكتشف ونكتشف معه ان هناك من هو على استعداد دائم لصناعة رموز وصور دكتاتورية ليعبدها ويدين لها بالولاء ..لماذا علينا مثلا ان نربط تحرير الموصل برمز معين وهل من قام بتحريرها رجل بعينه أم ان هناك رجالا مجهولين نذروا دمهم رخيصا لاعادتها الى حضن الوطن وليس لديهم أدنى فكرة عما يدور ضمن حوارات النخب المثقفة وكيف يتقاذف اعضاؤها كرة النصر لالقائها في حضن رجل واحد ..ولماذا يجامل من يملك الحجة والمنطق لمجرد ان يحظى برضى جهة معينة او شخص معين ؟…
قرأت في أحد منشورات الفيس بوك عن امرأة من تلعفر فقدت 11 شهيدا واخرى من طوزخورماتو منحت الوطن اربعة شهداء وهناك المئات من الامهات اللواتي وهبن اولادهن واحبتهن ولم يناقشن يوما من اسقط الموصل ومن ساهم في تحريرها ..ألا تستحق مثل تلك الامهات أن يتخلى بعض المثقفين عن خطاباتهم المقيتة المعجونة بالطائفية وتأليه من لايستحق الالوهية لكي لايشعرن يوما ما ان ابناءهن رحلوا من أجل لاشيء ..لابد لنا اذن من ايجاد خطاب جديد يليق بالمرحلة المقبلة ، مرحلة البناء والاعمار وتضميد جرح الوطن النازف ، فان لم تضم هذه النخب من يفكر بطريقة ( المثقفين) التي نتوقعها فلاضرورة لمواصلة لعبة اللغو الفارغ وتبادل الشتائم أو المجاملات ولنفكر قليلا بطريقة منطقية (نخبوية ) فنحلل الاسباب ونبحث عن النتائج او …ننسحب …