23 ديسمبر، 2024 1:11 م

نخب اليوم بشوش الوجوة صخور القلوب أنتم

نخب اليوم بشوش الوجوة صخور القلوب أنتم

إخوة في العلانية يضحك بعضهم مع بعض ويتبادلون أطراف الحديث كما لو أنهم يعيشون حالة من الصفاء التي ليس لها نظير، وحينما يتوارى البعض عن الآخر تبدأ بعض الممارسات التي لا تليق بعامة الناس فضلا عن أناس يحملون رسالة سامية، وسبب هذه العداوة أو هدفها تجيير الجهود أو طلب التفوق على الغير في ميدان الدعوة أو..؟!! الله تعالى عليم بذات الصدور.
لقد أصبح البعض للأسف يطبق قواعد ميكافيلية ذات أهداف ضبابية حتى وإن كان شعاره بالخط العريض صبغة الإسلام يا سبحان الله ماذا دهانا في هذا الزمان وما هذه المناورات لماذا هذه الأساليب يا حملة المبادئ أفيقوا من غفلتكم
{تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} .
وإني أقول أيها الإخوة إن أبسط مقومات الحياة في الأرض معدومة في واقعنا فأين الذين يعقلون أليس منكم رجل رشيد لقد كانت بداية النبي صلئ الله عليه وآله تهدف إلى إرساء مقومات المجتمع المؤاخاة وفيه إشارة إلى صفاء القلوب والسرائر ((لتسوون بين صفوفكم أو ليباعدن الله بين وجوهكم)) إن الإيثار الذي حصل بين المهاجرين والأنصار وما فيه من تضحيات سيبقى شامة في جبين التاريخ ومرجعا نقيس به صدق إخوتنا ومعيارا دقيقا للدعوات الصادقة إنهم جيل اختارهم الله وقصم الله به ظهور القياصرة والأكاسرة والملوك ..
فيا اخوة يوسف لا حياة للأمة إلا حينما يتساوى الناس في حقوقهم ودور النخبة في كل مجتمع يزداد خطورة وسوء كلما استأثروا لأنفسهم بالحظوظ الشخصية وإن كانت مغلفة بمصالح شرعية لقد ظهر في واقع اليوم داء النخبة الخطير الذي يتناسب عكسيا مع الدساتيرالربانية.
يبدو أن هذه النخبة قد ابتعدت عن أهدافها شيئا يسيرا فضلت السبيل ربما غرتها بينات الطريق فذهبت تتخبط وهي تريد أن تجمع بين الدنيا والآخرة بتوازن غير معقول حتى لو تخلت عن شيء من مبادئها وثوابتها والضحية هم الأجيال
إذا كنا نعيب على النخب المجرمة سيرها الذميم وطريقتها البشعة وآثارها السيئة على الأمة فلنحذر من انتقال المرض إلى واقع اليوم فإن الثمن سيكون باهظا إنه الضعف والوهن الذي
دب في نفس المجتمع فلقد عانت الجامعات منذ زمن طويل من ويلات النخبة سواء في السياسة أو في الاقتصاد أو غير ذلك وفي كل مرة يتساقط الضحايا تحت أرجلهم و تسحق الشعوب لأجل مجموعة من البشر وتدمر الديار لاسترضاء عصابة والضحية هم الشعوب والأجيال هذا الكلام شواهده منقوشة في جبين التاريخ وأدلته مسطرة بمداد من دماء الأبرياء والمساكين التي تعلن للملأ قديما وحديثا أن التهمة ثابتة في حق المجرمين من هذه النخبة مع سبق الإصرار والترصد.
وعليه فإنه يتوجب علينا أن نصحح المسار وأن نعود إلى سيرة الصالحة حتى نرى النخبة في ذلك الزمان ثم نقارن فيتبين لنا الحق فنلزم ذلك ولا نحيد عنه .
اسأل الله ان يرقق القلوب فتكون سواقي مياة لتزرع الود وتحصد ثمر ناضح يؤتئ أكله في المستقبل وتترحم له الأجيال وتزرع مثله لما بعدهم .