” نخب ” , كتبناها هذه المرّة بضمّ النون وضم حرف الباء او حتى تسكينها , لتجنّب ما يمكن قراءته بفتح النون والباء , لطفاً … وهل حقّاً أنّ هؤلاء هم منَ النُخبْ .! ودونما مؤهلات الحدّ الأدنى من الأدنى ليُصار بتسميتهم بذلك , وربما لمَ لا , طالما جيءَ بهم من خلف الحدود ومن ارصفة بعض العواصم لإجلاسهم على مقاعد السلطة , وثمّ بتعزيزٍ من فصائلهم المسلحة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة , وقضية هؤلاء السادة اصعب من فكّ شفرات الكوفيد من زاويةٍ ما .! , وشئنا أم ابينا او ضحِكنا أم بكينا , فهؤلاء هم مَن يتسيّدون الساحة العراقية ويستأسدون على شعب العراق .
هنالك وقفة ” قد لايراها البعض جليّاً ” تستدعي مزيداً من التأمّل والتفكّر وبعمق , لماذا يصرّون ويشددون قادة هذه الأحزاب المهيمنة على السلطة على إجراء الإنتخابات في موعدها المحدد , ودونما تأخيرٍ او تأجيل .! والى الحدّ أن بلغَ الحدّ بالمالكي أنْ صرّحَ قبلَ اسابيعٍ قلائل بأنّ الأنتخابات اذا لم تجرِ في موعدها فإنّها سوف لن تنعقد ابداً .؟! , وكان وَقْعَ تصريحه ذلك اقرب الى احجيةٍ مُغمَسة بقارورة طلاسم , في محاولة فكّ رموز هذا التصريح لدى معظم الرأي العام .! < فلو تأجّلَ إجراء الإنتخاباتِ لشهرِ او اكثر قليلاً لأسبابٍ اضطراريّة قد تغدو أمنيّة او من كوارث الطبيعة , فلماذا سوف لن تنعقد الى الأزل .!
التأكيد الذي ما برِحَ يتكرّر ويُعاد في الإعلام ” وبمَلَل ” على موعد الإنتخابات , امسى واضحى وكأنّه اتفاقٌ ضمني بين كل قادة تلك الأحزاب , وكأنّ ايضاً هنالك سِرٌّ ما يكمن خلف هذا الموعد .! وكأنّه كذلك أنّ جميع تلك الأحزاب ستغدو الفائز الأول فيها ودونما منافسٍ حتى بينها .! , وبدا أنّ سيكولوجيا السلطة في حالةِ إفراطٍ يدنو من الثمالة .! , وبدا كذلك أنّ قيادات تلكُنَّ الأحزاب قد استسلمت لنشوة الفوز المسبق في الإنتخابات المقبلة الى الحدّ الذي افقدها وخلعَ عنها حجاب التفكّر والحسبان بأنّ الجمهور العراقي يعاني مرارة الأمرَّ من الأمرّين من هيمنة هذه الأحزاب في التحكّم بالمفردات الحياتية الدنيا المفقودة منذ مجيء هذه القيادات التي تجهل ان تقود حتى نفسها .! , وإنّ هذا الجمهور سوف يصوّت بالضد المجسّم من ترشيح ايّ عنصرٍ محسوبٍ عليهم .! اذا لم تكن هنالك خطّة مُبيّتة ومرسومة بعنايةٍ فائقة لتزوير نتائج الإنتخابات .! وسبق أن جرى ذلك وبشكلٍ فاضحٍ ومخزٍ , ومقرفٍ الى حدّ التجرّد علناً وبشكلٍ مكشوفٍ من ورقة التوت السياسية في الإنتخابات السابقة .! , وكأنّ شيئاً لم يكن .!
بعيداً و إبتعاداً عن كلِ هذه المجريات التي تجري بالإتجاه المعاكس , فلا يختلف إثنان ولا حتى واحدٌ مع نفسه , وفي كلّ بقاع واصقاع الدول , بأنّ اجواء الإنتخابات او التي تسبقها هي أشدّ اهميةً من اجراء انتخاباتٍ ليفوز بأمتيازاتها هذا الطرف او ذاك ” وهم من ذات المِلّة السياسية ” , وما هذه الأجواء التي تعصف بتدمير مبرمج لأبراج الكهرباء , وما الهدف من وراء ذلك ! , وما القصد المُبيّت من سلسلةِ اندلاع الحرائق في كلّ الأنحاء والأرجاء وبشكلٍ يبدو مفتعلاً , وإنّ الرأي العام العراقي وسواه على قناعةٍ وادراك بأنّ ما يجري من مجرياتٍ يفوق القُدُرات التعبوية والفنيّة للدواعش , والدواعش يواصلون عن كثبٍ في التعرّض والهجمات على القوات المسلحة المنهمكة في قتالهم , وكأنّ داعش عادت من جديد وبتكتيكٍ جديد , فهل هذه اجواء انتخابات أم من شرائع الغابات .! , ومرّة اخرى فإنّ إصرار قادة احزاب الإسلام السياسي على الموعد المحدد للإنتخابات بإعتبارهٍ موعدٍ قريب , فلعلّه يكمن من حساباتٍ وتحسّباتٍ مسبقة ممّا قد يسود المنطقة , والعراق بشكلٍ خاص .!