23 ديسمبر، 2024 5:08 ص

نحيب العراقيين … الى متى ؟

نحيب العراقيين … الى متى ؟

من ينظر الى العراقيين في كل زوايا بلدهم  حتما يصاب بذهول منقطع النظير, وهو لا يجد للأسف من هذا البلد المنكوب الا المنطقة الخضراء خالية من العويل والبكاء, حيثما تلتفت تسمع أنينا, وأينما تكن تحاصرك الصرخات بسبب القهر والحرمان والى أي مكان تذهب تجد الموت والجثامين ,السبب في هذا كله, شلة الموت التي ابتلى بها العراق والعراقيين, شلة الفساد التي نهبت خيرات العراقيين, شلة المارقين التي خدعت العراقيين, شلة الخراب التي حولت العراق الى خربة, شلة الكذابين التي جاءتنا بورود التحرير وتبين فيما بعد أنها مفخخات, وعبوات ناسفة وكواتم
 وميليشات,وأحزاب انتهازية مصلحية, شلة (التحرير) التي ضيعت العراق أرضا وشعبا ,شلة الاجندات التي استباحت العراق في كل بقاعه, شلة (الحرية) التي حررت نصف شعب العراق من بيوته ومدنه وأسكنته العراء والخيام, شلة الاحلام الوردية التي حرمت العراقيين من بهجتهم وفرحهم, شلة النحيب التي ملاءت دور العراقيين  نحيبا, وبكاء, وعويلا ولم تستثن أحدا منهم, الى متى ننام ونصحو وديارنا يعمها هذا الذي نراه , أية مدينة التي عمروها, وأي شارع هذا الذي عمروه, وأية خدمات نرى, وأي رواتب يعطون, عن أية كرامة نتحدث , وعن أي فخر نتقلد,  هذه البصرة لحد هذه اللحظة وهي تشرب
 الماء المالح, وجارتها ميسان العمارة تأن من العوز والحرمان ,مرورا بالنجف التي أضحت نصفها مقبرة لما تستقبل من ضحايا الرعب الذي ضرب البلاد والعباد, وماقي الانبار غير خاف على أحد, واختها الحدباء التي تبكي دما لما ألت اليها أيامها, ولبغدادنا حكاية, لأنها حكاية الزمن الجميل الذي كان , وأنتهى في زمن النحيب  ,سيكون يومهم طويلا علينا لأننا ركنا لظلمهم , واستهزأوا بكل أرثنا ماضيا, وحاضرا ,وأفرغوا كل تاريخنا وجعلوه وراء ظهورهم لأنهم يخافون المجد والرفعة , وسيدوم ظلمهم أيها العراقيون  وستستمر مأساتنا ونحيبنا ما دام فينا من يطبل لهم وسيوصلنا
 هذا الى أن ننتحب العراق قريبا وعند ذاك ستنتحب الارض من هول المصيد