نحو معايير أممية لاختيار القادة

نحو معايير أممية لاختيار القادة

من معايير الحاكم التي ينبغي أن ترشد عالميا لأجل الإنسانية، الإيمان بالعدل، ترشيد حب السيادة وبالتالي الطغيان، والوقوف مع الحق بالمنطق وليس بالهوى أو اتباعا لأيديولوجيا؛ أما إن كان يحب الطغيان وسفيه مغرور فيجب أن يحجر عليه ويستبدل

وضع العالم اليوم:

العالم اليوم ومع تطور التكنلوجي بالتقنيات التي تتسارع بالظهور والدخول إلى السوق، وهذا يشمل وسائل الاتصالات والمواصلات التي تقارب بين الدول والقارات وتأثيرها على بعضها، لدرجة أن هذا المقال هو اقتراح من الذكاء الاصطناعي على منصة X فقد ابدى أن تحديدا لمعايير مطلوبا ما دمت قد طرحت فكرة قد تتبنى عالميا فكتبت هذا المدخل.

نلاحظ أن تغيير رئيس في دولة يعكس تغييرا على العالم وعلى تخطيط مستقبله، وانعكاسات رد الفعل والفعلوالتجربة لم تعد دراسة عند البعض وإنما دخلت الاختبار المباشر، وخصوصا عندما أتى ترامب في دورته الثانية، ليس المعني بما نكتبه هو الرئيس ترامب كشخص وإنماكنموذج من نماذج محتملة الوصول إلى البيت الأبيض أوغيره حول العالم بالنسبة لي كما قيصر بورجيا كان نموذجا لميكافيلي فترامب نموذج لي ليس معياريا لكن نستشف طريق وضع المعايير من نقده؛ فالتوافقات محتملة لصناعة العلاقات الصحيحة أو قيادة العالم نحو الحرب، فمن الدعم الأمريكي لأوكرانيا ومسار الدمار الذي حصل فيها، إلى التخلي، وربما إلى الدعم الكامل أو التخلي بصفقة بين الكبار ليكون الرابح من تخلى، هذا يعني أن الشعوب الضعيفة ستكون حقل تجارب عليها ألا تحلم ولا تثق بالمستقبل بل ستكون مستعبدة من الخوف وغياب الثقة وكلها تعني غياب أرضية المستقبل في الذهن المتألم.

ما نراه اليوم فساد في الأرض والقوي يبيح لنفسه الظلم للأضعف، ومن إخفاقات معايير اختيار القادة أن تقف الدول العظمى ليس لنصرة الحق والعدل وإنما لما يضنه هؤلاء القادة انه ربح شخصي لهم وهنا تصبح الآدمية في خطر فالكذب ومخالفة الحقائق والإمعان بالظلم لأنك الأقوى في قائد هو امر خطير.

ترامب نموذج حكم ما مدى صلاحه كمعياري:

ما يقوم به ترامب ليس سياسة، ولا يضع نظرية أو معيار اقتصادي، وإنما هو تعامل مبني على نرجسية شخصيةواستخدام قوة الولايات المتحدة لطموح يبدو شخصياوكأنها ممارسته لتلفزيون الواقع، فهو لا يرى إلا انه ممنوح سلطة يستطيع بها تحقيق رؤيته تجاه الآخرين، وربما فوزه هو تكليف إلهي لعمل ما يعتقد بغض النظر عن رؤية الآخرين كل ما يقود قراراته النهائية هو النفعية وما يمكن أن يحصل عليه بأقصى بعد ولا يعتبر تقدير الآخرين له إبداء لحسن النية وإنما رضوخا للسلطة التي بيده، هذه مجموعة تكتيكات ليست سياسية وإنما تعتمد على الصدمة والتقدم باتجاه الهدف فان تراجع استمر التقدم وان توقف حتى يقترب الصياد من الهدف يتراجع الصياد ليبدأ تكتيكا جديدا ولا ينسى الخطة( أ ) وإعادة تفعيلها، تنجح أحيانا مع الانبهار أو الشعور بضرورة الرد على ما لا يفهم وقد يتذبذب المقابل بين الرد والقبول إلا أنها مثل حزمة تقبل أو ترفض، وهذا لا يصلح في التعامل بين الدول لكن قد تصلح المساومات على إدارة عقد داخلي نوع من الأماني غير المنطقية تجعلها القوة واقعا، وهنا مربط الفرس كما يقال، اهم ما يميز هذا النوع من الحكم والذي يحصل أن يكون من مفرزات الطفرات الانتخابية كما حصل مع هتلر فهتلر جاء بالانتخابات أيضا؛ لكن التشابه بين هذين النموذجين من حيث التأثير لا التطبيق فالتطبيق ليس قابلا للقياس فلا يكون معياريا، لكن النتائج ستكون قابلة للقياس لهذا نحدد هذا النوع من الرؤساء بمدى قربهم من كونهم قابلين للقياس وكل ما هو قابل للقياس قابل للإصلاح حتى لو شذ عن الطريق قليلا لكن ترامب يجهل التاريخ والجغرافيا أو يتجاهله، فميله للكيان الصهيوني بطريق أمريكا القيمة الاعتبارية والهالة، وكذلك إدارته تفقد المصداقية في تعاملها مع منطقة شرق المتوسط، فمن ناحية يتحدثون عن حقوق الإنسان في مسائل عرضية بينما يزودون الكيان بأداة الإبادة الجماعية.

دول الخليج وبالذات السعودية هي مصدر الطاقة التي لو قررت أن تغير عملة الاقتصاد إلى الدينار العربي مثلا أو نفط سمه ما شئت، فهذا يعني انهيار الولايات المتحدة،والدول العربية لن تصطبر كثيرا أمام هذا الضرر وإبقائها بموقف خطر محرج أمام شعوبها واستهتار واضح وكل يتعامل بقيمه فهو كحوار الطرشان، فهم يفهمون العلاقة كصداقة أما ترامب فهو يراها صفقات لشركات، ويحول محاولتهم دعمه إلى نصر له وخوف منه بعقلية ساذجة مازال يعتبر الثروة الخليجية لا يستحقها الخليجيون

وصف القسام بأنهم وحوش وإبدال آدم بولر لانه تفاجأ من أخلاقهم وتعاملهم ومحاولة الإدارة عكس الرؤية التي رآها بولر ويراها العالم وكان يتصرف كمسؤول في دولة عظمى يعطي مصداقية لانه يقر ما يراه العالم بينما هم يضعون العالم بتصريحاتهم البشعة في حيرة كالتي أحستها اوربا مع هتلر وهي لا تعلم كيف تقرأ شخص موتور مثله، هل هو يعمل من اجل رفعة بلده فعلا أم من اجل تمكين الصهيونية بلقمة ستغص بها كما سيسقط هو كما سقط قيصر بورجيا بعد موت أباه البابا تاركا تاريخا من الجرائم البشعة، وضعنا ترامب كنموذج يعني توصيف اطر المعايير لحين يغادر الحكم.

معايير اختيار القادة:

العالم إضافة لما ذكر يحتاج إلى فكر جديد قائد فالرأسمالية فشلت تماما منذ 2008، وبقت تراوح بلا بديل وربما الأسلوب الترمبي معبر عن فوضى التوحش الرأسمالي، وظهور قادة ليسوا قادة وإنما هي نتيجة فوضى المعايير وصراع القوى فيكونون فاسدين بالمجمل ولكن بأنواع من الفساد، أما قيادة غير واعية للبلد أو نظرة طائفية متعصبة تعزل الشعوب إلى استجابات وتكتلات بلا قيادة؛ ترامب نموذج حكم يخرج عن المعايير باتباع نتنياهو والصهيونية لانه يتصرف كقيصر بورجيا ولكن كتاجر عقارات أو مضارب مغامر خيالي كدونكيشوت وهو نموذج مقلق لانه يخلق ويصارع التحديات بكل تسليم الإرادة لإسرائيل لدرجة قلب الحقائق عمّا يرى العالم ويتسبب بفقدان الثقة، فنكون أمام قوة عظمى مقلقة.

الوصول إلى الهدف بلا حدود واستخدام للنفوذ والتهديد بالقوة ليست صفة لائقة بدولة عظمى في العصر الحديث؛معاداة الأمة الإسلامية والتصور الخطأ عن الإسلام ليس عقلا وإرغامها على المواجهة أو الخضوع، قد يفرح الصهيونية لكنه ليس الأسلوب الذي يحقق مصالح الولايات المتحدة لانه شطط.

المعايير للقيادة ليست ثابتة وإنما تتطور مع الزمن ودرجة فاعلية الدولة هي من تحدد المتطلبات ممن سيكون في القيادة، فقياس الأهلية مهم لان الخطأ يعني خسارة في القيمة الآدمية وربما دمار للبشرية، ونحن ضربنا مثلا لنموذج غير قابل للقياس ووجوده في قائمة الصلاحية موضع تأمل، وهو فاقد للعدل لا يتحقق أو يتبصر الأمور، أحادي النظرة، هذا عنصر طغيان يؤدي بالناس إلى فتنة العنف.