المتامل لعملية احتساب الرواتب بين موظفي الدولة يندهش من الانفلات المقصود في هذه العملية بين هذه الوزارة او تلك، ويندهش ايضا جراء سكوت الادارة العليا في الدولة على هذه الخروقات المنافية للعرف الوظيفي في الدولة العراقية بعد السقوط واستشراء تعليمات بول بريمر وانسحابها على العمل الحكومي حتى هذه اللحظة ، لو استعرض اي منا اجراءات اي دائرة لوجدها تختلف عن اجراءات الدائرة الاخرى ، قد يقول البعض لا بد ان تختلف نظرا لاختلاف التوصيف الوظيفي ، او طبيعة الوظيفة ، نعم هذا صحيح لكن التوصيف القانوني والدرجة الوظيفية للموظف العراقي هو واحد ، وقانونالخدمة المدنية والتقاعد هماالحاكمان لا ثالث لهما ، بيد ان التسييب الاداري والتفسير المنفلت او القصور في التعليمات كل ذلك يقف وراء هذا الاختلاف ، لنعد الى المنطق الوظيفي ، ان الدرجة الوظيفية هي واحدة في كل الدوائر ،، باستثناء بعض الوظائف في بعض الدوائر،، اذن لماذا الفرق بين الموظف في وزارة الصناعة والموظف في وزارة النفط.؟ اذا كان كل منها يقبع في نفس الدرجة الوظيفية ، ولماذا الموظف في وزارة المالية يختلف عن الموظف في وزارة الري، قد يجيبك احدهم ان الفرق في المخصصات ، والسؤال ، من اين جاءت هذه المخصصات والدولة العراقية كانت موحدة في كل تعليماتها الا فيما يخص الساعات الاضافية او مخصصات المنهدسين وبعض الاحيان مخصصات المناطق النائية ، او في وزارة اخرى مخصصات الخطورة كالصحة والكهرباء وللعاملين المباشرين مع الخطر.
ان الظلم الواقع على الكثير من الموظفين بحاجة الى تعليمات مركزية تصدرها وزارة المالية عن طريق الامانة العامة لمجلس الوزراء ، تحدد بموجبها ملاك كل وظيفة وتوصيفها الدقيق وتحديد درجتها وراتب تلك الدرجة والعلاوة ومدة الترفيع ، وعدم اللجؤ الى التسكين بحجة ان هذا الموظف على ملاك التمويل الذاتي او على الخزينة المركزية اذ ما هو ذنب الموظف اذا كان حظه العاثر ان يتعيين في وزارة منتجة اهملتها الدولة بسبب العجز الاداري او بسبب الفساد .
ان التعليمات المالية في الدولة العراقية منذ تاسيسها كانت من اكثر التعليمات المنضبطة والضابطة للصرف ، وخاصة فيما يخص الرواتب والاجور ، والمصروفات النثرية التي كانت لا تتعدى قطع القماش للتنظيف او الصابون او مكنسة الارض، لا كما يحدث حاليا لكل مسؤول الحق في تبديل الاثاث الذي جاء به المسؤول السابق ولكل مسؤول جهاز تلفاز وله ثلاجة ، ما هذا الدلال ، والبلد خربان من الجنوب الى الشمال..