هناك جهات و اوساط عراقية و اقليمية و دولية تسعى و بشکل ملفت للنظر للتقليل من دور و شأن منظمة مجاهدي خلق على صعيد تأثيرها على الاوضاع الداخلية في إيران و إظهارها و کأنها منظمة هامشية و منطوية على نفسها و بعيدة عن المشهد الايراني، وأحيانا هناك نوع من الخطاب الاعلامي الموجه بخصوص منظمة مجاهدي خلق يکاد أن يتطابق(وليس يقترب فقط)، مع الخطاب الرسمي للنظام الايراني لکن مع إختلاف قد يبدو عليه الغرابة إذ ان النظام الايراني و بين فترة و اخرى يٶکد على دور المنظمة في التأثير على أحداث داخلية”مهمة و حساسة جدا”، نظير إنتفاضة عام 2009، والتي إتهم کبار مسٶولي النظام يتقدمهم مرشد النظام، نفسه منظمة مجاهدي خلق بالتورط في إدارة و توجيه تلك الانتفاضة، أما تلك الجهات التي أشرنا إليها أعلاه، فإنها لا تحمل نفسها أي عناء و لاتغير من خطابها و تبقيه بنمطه الخشبي الفج.
منظمة مجاهدي خلق التي دخلت في صراع مرير و مصيري مع رجال الدين المتزمتين و على رأسهم الخميني نفسه عندما رفضوا اطروحة نظام ولاية الفقيه و رأوا فيه تکريسا للدکتاتورية بلباس و زعم جديد، وهو ماأدى بالخميني الى إعلان حرب ضروس ضدهم بحيث انه ذکر في إحدى خطبه ان “العدو ليس في أمريکا و لا اسرائيل وانما هو بيننا و أمام أعيننا”، في إشارة الى منظمة مجاهدي خلق، هذا الصراع الذي تطور و إتخذ أطوارا و أبعادا متباينة في مختلف المراحل التي مرت و تمر بالنظام الايراني کانت تلقي بظلالها على تلك المراحل، ولم تمر مرحلة و لاحدث او شأن إيراني مهم إلا وکانت لمنظمة مجاهدي خلق دور محدد و أحيانا أکثر من مٶثر فيها، ولئن سعى النظام الايراني و من بعده تلك الجهات و الاوساط العراقية و الاقليمية و الدولية الى الترکيز على قضية معسکر أشرف و إظهارها وکأنها تدخل من قبل منظمة مجاهدي خلق في الشأن الداخلي العراقي، بل وان النظام الايراني قد قام بإعداد سيناريو خاص بالاتفاق مع جهات عراقية”ذات صلة و حتى تبعية مفرطة لها”، هدفه إثارة الشبهات و الاتهامات ضد المنظمـة بالتورط في قمع الشعب العراقي أثناء إنتفاضة عام 1991، وهو إتهام باطل من أساسه لأنه يخلط حقا بباطلا إذ أن قوات المنظمة عندما کانت تتصدى لقوات الحرس الثوري التي کانت تدخل الحدود العراقية بمعية قوات تابعة لجهات مرتبطة او تابعة لها، عبر منافذ عديدة للهجوم على معسکر أشرف و أسر سکانه، لکن قوات المنظمة تمکنوا من رد الصاع صاعين لقوات الحرس و أجبروهم على التقهقر و الانسحاب مخذولين الى داخل الحدود الايرانية بعد تکبدهم خسائر کبيرة، وظلت مشکلة معسکر أشرف و سکانه واحدة من أهم و أخطر المشاکل التي شغلت و تشغل النظام و قد حاول عبر طرق و وسائل شتى إنهاء و تصفية هذه المشکلة ولکن من دون جدوى خصوصا بعدما قامت المنظمة بتسليم اسلحتها للقوات الامريکية التي احتلت العراق و صارت بموجب القانون الدولي ضمن دائرة حمايتها، ولذلك فإن النظام الايراني أضمر شرا لسکان أشرف عکسه و أظهره بعد إنسحاب القوات الامريکية من العراق عام 2011، ولذلك بدأت الضغوطات من جانب حکومة نوري المالکي”الذي أبقاه النظام الايراني في منصبه لولايتين ممتتاليتين لقاء عدة أمور على رأسها إغلاق معسکر أشرف و طرد سکانه من العراق او تسليمهم له”، هذه الضغوطات التي بررها المالکي و مسٶولين عراقيين آخرين بأنه (من أجل التخلص من الضغوطات الايرانية عليهم و لکي لايبقى للإيرانيين ذريعة للتدخل في الشأن الداخلي العراقي)، ومع إن معسکر أشرف و بعد سلسلة من المخططات الدموية و المٶامرات المشبوهة قد تم إخلائه و تم نقل السکان الى مخيم ليبرتي، إلا إن المخططات المشبوهة لطهران لم تتوقف ضد السکان و کانت تستهدف إبادتهم و القضاء عليهم بصورة و
أخرى، لکن الصمود و المقاومة الفريدة من نوعها التي أبدا سکان أشرف بوجه تلك المخططات و کذلك القيادة الحکيمة للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، فقد تم إجهاض کل تلك المخططات و المٶامرات الخبيثة و تم نقل هٶلاء السکان الى خارج العراق و لم يجني نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کعادته إلا الهزيمة و الخيبة و الحسرة.
[email protected]