کثيرة و متباينة الاعتراضات و مظاهر الرفض للتدخلات السافرة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة، خصوصا بعد أن صار الارهابي المطلوب دوليا، قاسم سليماني يطلق تهديدات صلفة ضد دول عربية بالتدخل في شٶونها، لکن الذي يجب أن نلاحظه جيدا و نأخذه بنظر الاعتبار، هو إن کل مظاهر الاعتراض و الرفض ضد التدخلات الايرانية في المنطقة لازالت في إطار نظري بحت و لم تتطور الى الفضاء العملي و الواقعي لتجسد و تعکس الرفض الشعبي واسع النطاق لهذه التدخلات و للنظام نفسه.
منذ أعوام عديدة، ونحن نقرأ مقالات و بيانات و تصريحات و مواقف بشأن إدانة التدخلات السافرة لطهران في المنطقة، لکننا في نفس الوقت لم نجد من موقف عملي و فعلي ضد هذه التدخلات سوى عملية”عاصفة الحزم”، التي ألجمت التدخل الايراني في اليمن و ألقمته حجرا، لکن لم يکن هناك من موقف عملي فعلي في مستوى هذه التدخلات خصوصا في سوريا و العراق و لبنان بل و حتى البحرين، وإنه لمن المثير للسخرية أن يرفع الارهابي القاتل و مهندس المجازر الجماعية بحق أبناء الطائفة السنية في سوريا و العراق، قاسم سليماني، عقيرته صوته مطالبا بحقوق شيعة البحرين، في حين إن کل دول المنطقة و أحزابها و مٶسساتها و هيئاتها تنظيماتها الشعبية التي تمتلك کما هائلا جدا من المعلومات عن جرائم و إنتهاکات و مجازر النظام الايراني و الارهابي سليماني نفسه، لکنها لاتتحرك من أجل توثيق کل ذلك و وضعه أمام المحکمة الجنائية الدولية في لاهاي ليتم إستدعاء قادة النظام الايراني و من ضمنهم الارهابي المطلوب سليماني نفسه!
توثيق و أرشفة جرائم و إنتهاکات و مجازر النظام الايراني بحق شعوب المنطقة، صارت قضية ضرورية و ملحة، خصوصا مع تمادي هذا النظام و إيغاله في تدخلاته و إستخفافه بالسيادات الوطنية و إستقلال بلدان المنطقة، وإنه من المفيد جدا لو بادرت أحزابا و شخصيات سياسية أو معنية بحقوق الانسان أن تبادر بعد توثيق جانب من جرائم و مجازر هذا النظام، لکي تطرحها في التجمع السنوي الدولي الضخم للمقاومة الايرانية في باريس و الذي سيعقد في 9 تموز القادم.
عدم مطارة و ملاحقة هذا النظام قانونيا و بموجب الادلة و المستندات المتوفرة بکثرة على ماإقترفه من جرائم و مجازر و إنتهاکات فظيعة و دامية بحق شعوب المنطقة، فإن ذلك سيکون بمثابة أکبر خدمة مقدمة له، حيث إن إستفاد طوال الاعوام و العقود الماضية من هذا الصمت و التجاهل وإنه قد آن الاوان لخطي هذه الحالة و السعي لجرجرة أقدام قادة الملالي أمام الجنائية الدولية لتتم محاکمتهم و يواجهوا جزاء أعمالهم الاجرامية.