للارتقاء بالعملية التربوية
في ظل القيم التي ترتقي إلى توسعة الطاقات التربوية والتعليمية ورقيها والمواكبة الجادة لترسيخها كان وما زال مسعانا في إبراز البديل الجديد للعناصر القيادية والمسؤولة في وزارة التربية، حيث أصبح التغيير سمة مطلوبة وضرورية في عالمنا بشكل عام وفي عراقنا الجريح المبتلى بالشبهات والمعوقات وتراكم المشكلات بشكل خاص، فلا تجديد يحصل ولا فساد يُنحر، فبات من غير المنطقي الركون وأبواب التخلص من الإرث المتهالك قريب من التحقق والتمكن منه.
امور وزارة التربية كما بينا دوما تحظى باهتمام كل العراقيين كونها رفيقة العائلات العراقية تدخل بيوتهم من دون استئذان، فكنا دوما نحتضن مواجع المواطنين ومنتسبيها ولم نكن يوما نسعى إلى شكر أو مرضاة من لم يستحق، فكنا للوزير تميم عونا وفي ديدننا نعلم أن المسؤول (يزعل) إذا ما يُشار إليه بالنصح والتنبيه و(يفرح) إذا ما اُطريَّ بما ليس فيه. وكنا من أوائل المهنئين لوزير التربية الجديد معالي الوزير محمد اقبال عمر وشددنا على يديه وهو يستظل تحت يافطة ما يحلو للبعض تسميتها (وزارة التغيير) وعرجنا على طرح بعض هموم التربية والتربويين آملين التصالح والتقارب بين الصحافة مع صفوة الوزارة من المسؤولين الكبار وسرّنا جدا اللقاء مع السيد الابراهيمي وكيل الوزارة حيث وجدت فيه انفتاحا ورحابة صدر وحكمة في التعامل مع شخصي المتواضع حين ظننت ان له مآخذ وحنق عما سبق لي الكتابة عن الوزارة واركانها والتلكؤ في عملها مدفوعا بحماس حب العراق والوزارة التي أنتمي إليها.
في أعمدة سابقة دأبنا أن نكتب بموضوعية آملين تحقيق التحولات والتغيرات في النظريات المعرفية والتربوية والمهنية واعداد مناهج ترتقي بمجتمعنا نحو التقدم والبناء وطالبنا بأمور كثيرة لعل البعض منها تداولها المسؤولون من ضمنها ضرورة تغيير المواقع والمسؤوليات الادارية أو الإعفاء إن وجد خلل أو شبهة ونحن في زمن نشدو من خلاله ترصين وضعنا التربوي والتعليمي بمنأى عن الصفقات والشبهات والفساد والمفسدين والمترصدين للعاملين المخلصين، عازفين عن ذكر أسم أو تحميل مسؤول سوء ظن، بل كنا نتحدث بعموميات الأشياء بغية تحقيق بناء رصين يحمي الوزارة ممن يتصيد الزلات هنا أو هناك وفي اعتقادنا إنّا كنا نستحق الثناء أو التعليق بما يناسب من معالي الوزير أو من وكلائه المخلصين وعذرنا لهم أنهم في غاية الانشغال بأمور النازحين والمهجرين.
على كل حال، ما نأمله أن تعير وزارة التربية الأهمية في تغيير المتلكئين والخاملين ومن عليهم شبهات فساد وأن تزدهي إدارات مدارسنا بوجوه جديدة ليس فيها تسلط أو جهل بل بروح تفاؤل التحول نحو تعليم يُفرح اطفالنا ويحقق طموح عوائلنا بفلذات اكبادهم من خلال تعليم رصين بعيدا عن الطائفية والمحسوبية وتوفير كل الاجواء الايجابية التي ترتقي بالمعلمين والمدرسين كي لا يتجه اولادنا الطلبة قسرا نحو التدريس الخصوصي الذي هو يسير للميسورين وعبئا على ذوي المداخيل المحدودة من عوائلنا العراقية التي تعاني الكثير.
وفي الختام نود ان نقول: إننا نسعى إلى ترسيخ الثقة المرجوة بين المواطنين ووزارة التربية بمساحاتها الواسعة ومديرياتها وادارات مدارسها.