من المومل ان يقوم بابا الفاتيكان بزيارة الى العراق للفترة من 5 الى 8 اذار الجاري.
وتكتسب تلك الزيارة اهمية كبيرة نظرا للموقع الديني والاخلاقي وحتى السياسي الرفيع الذي يشغله البابا في العالم وطبيعة الزيارة التي تمثل تحديا لوباء كورونا المنتشر, ومن جانب اخر فان التركيز الاعلامي الدولي لتحركاته وزياراته هو عالي المستوى ويمكن من خلال ذلك استخدام تلك المعطيات في خدمة القضية العراقية وهي قضية شعب يناظل من اجل التحرر من ربقة الاستعمار الفارسي الاجرامي الذي يتخذ من الارهاب والفساد وانتاج الخراب والتقسيم والتجهيل كوسيلة له.
سيقوم برزاني باستخدام تلك الزيارة باشد انواع الاستغلال الذي عرف عنه وعرف عن الفرس, وستحاول طبقة التعفن الحاكمة في العراق ان تستغل تلك الزيارة لمصلحتها كذلك!, وسترون كيف ستتوقف صواريخ المقاولة كذلك! لان هذا النظام الحاكم هو منتج اصيل لها! وحامي حماها!.
لقد استطاعت القوى الحاكمة بالحديد والنار وسيول الدماء وفوق ذلك الخداع والتضليل والنفاق ان تقمع ثورة اكتوبر 2019 بتولية ابن الطبقة الحاكمة من مزدوجي الجنسية وجواسيس الخارج الكاظمي في 7 حزيران 2020 وطرحته كرجل مصلح!معادي للممارسات الاجرامية التي حصلت في عهد الدجال المجرم عادل زوية الذي تولى الحكم بموامرة فارسية مقتدائية في 25 اكتوبر 2018 حتى استقالته بسبب الثورة في 1 ديسمبر 2019 التي حصلت من اجل احتواء الاصوات الثائرة, ولكن الذي حدث طول فترة توليته من هو مجرد وعود لم تجد لها كالعادة اي طريق للتطبيق فما زال قتلة المتظاهرين يمارسون اعمالهم بكل راحة ولم يكشف عن اي واحد منهم وكل الشعب يعرفهم لابل انهم مازالوا بفضل الدعم الفارسي يمارسون الاستهانة والتهديد حتى بحق الكاظمي وهو صاغر لهم الى الحد الذي اصبح رده مجرد رد جبان يدعي خوفا انه لن يتورط بالدم العراقي على اعتبار ان دماء هولاء عراقية وان القتلة الفجرة الفسدة لايجوز سفك دماءهم!!!
هذا الرجل هو نتاج اختبارات واختيارات زمرة العفن الحاكمة وهو ابن بار لها ولايعرف اصله او تاريخه وهو لايتحدث بالعربية بشكل طليق! وكان في ايران لفترة ما وهو مزدوج جنسية اخر, ولم يكن موضوع توليته الا مجرد مناورة اخرى لامتصاص الغضب الشعبي وكسب الوقت حتى يعبر بتلك الطبقة الى بر الامان وهو اسلوب تلجا له تلك الطبقة وفق نظرية فارسية تمارس النفاق والخداع والتضليل.
لقد تمت تولية اياد علاوي لفترة موقتة (من 28حزيران 2004 إلى 6 نيسان 2005) ليعبر بهم وتمت تولية العبادي ليعبر بتلك الطبقة بعد ان هدد المالكي وجودها بتداعي العراق في سقوط الموصل في حزيران 2014 وكان ذلك تتويجا لسقوط نظام 2003 وفعلا فقد انجز حيدر العبادي المهمة بنجاح بالغ (وقد إختارته مجلة فورين بوليسي الأميركية كأبرز المفكرين العالميين لعام 2017، وأشار كاتب التقرير أن العبادي استطاع أن يرجع العراق موحداً) وقد تولى السلطة في 8 ايلول 2014 الى 22 اكتوبر 2018 وعبر بالبلاد ككل من مرحلة الهزيمة والتداعي وانجز ملا خزائن العراق لهم بعد ان افرغها المالكي, فقد تسلم السلطة ولم يكن في البلاد الا مبلغ بسيط وترك السلطة مع 15 مليار دولار ووضع سياسي واقتصادي جيد وعراق موحد ذو سيادة لحد كبير واعاد تحرير كركوك وحجم برزاني وصغره, وهنا عادت القوى القديمة لالاعيبها فقد استطاع مقتدى خداع اليسار والشعب بسائرون وجمع الاصوات ثم في جلسة واحدة مع هادي العامري تمت تولية المجرم عادل زوية الفارسي الفرنسي ليسلم البلاد باسرها لايران ويطحن اموال العراق ويمنحها لبرزاني وايران ويترك البلاد كما تركها المالكي في ازمة طاحنة وانهيار مالي واقتصادي مريع..
يبدو ان الكاظمي يعيد انتاج دور العبادي ولكن بشكل بائس فقد تحسن الان وضع الاقتصاد العراقي بعد ارتفاع اسعار النفط وتمت تصفية الثورة ويجري تصفية بقاياها بعملية فارسية مقتدائية وضيعة تتخذ من القتل والخطف والتشريد والقمع منهجا وسلوكا لها بفتاوي فارسية رهبرية تعتبر العراق ملكا لهم وتعتبر الثوار اعداءا لاسلامهم القبيح الوسخ..
الحل الوحيد لمشاكل العراق هو في حكم رشيد نظيف يضمن العيش الجيد للناس والا فان التزايد السكاني المريع والفساد والتخريب سينتهي الى ثورة دموية يوما ما..
كان العبادي رجلا حريصا على استمرار الحراك والتظاهرات الشعبية للضغط على الطبقة الحاكمة اما الكاظمي فهو رجل يحرص على عكس ذلك! في سياق متامر او غبي لفهم الاحداث.
ان عمليات القتل المستمرة ومحاولة اسكات صوت الثورة لاتصدر من شخص حكيم او وطني كما ان عدم قيام الكاظمي لحد الان في تطهير اجهزة الامن الفاسدة المنخورة باتباع الرهبر وخصوصا قوات الرد السريع ومكافحة الشغب انما يشير الى جبن او تواطا من قبله, فما زالت تلك القوات تقاد من قبل نواب الضباط المنتمين لبدر الذين اصبحوا بقدرة امريكا والرهبر ضباطا قادة بنجوم لامعة مزدحمة على اكتافهم!.
ان السياسة هي فن الممكن وان النضال ضد الاحتلال الفارسي هو عمل مستمرلايجوز التراخي فيه ولايجوز اهدار الفرص التاريخية التي تاتي ومنها زيارة البابا.
ان تصعيد النضال الان سيودي الى فهم دولي اعمق للقضية العراقية واهتمام اعلامي دولي بها عندما تتزامن مع زيارة البابا ويجب ان يجري الامر في كل المدن التي يزورها البابا.
هذا يفسر لنا كيف ان مدير جهاز الامن الوطني عبد الغني الاسدي والقائد السابق في مكافحة الارهاب والضابط العراقي القديم قد كلفوه بمهمة وضيعة اقل من مستواه وهو قد قبل بها لانه رجل ضعيف يخضع لاملاءات الطبقة الحاكمة وهي ان يكون محافظ موقت لذي قار حتى تنتهي زيارة البابا! والا كيف يقبل رجل مثله باداء دور رخيص لاصلاح ماخربته طبقات التعفن الحاكمة ثم يجري بعدها رميه كما حصل مع اخرين! وهم يحاولون بكل الوسائل المخادعة قمع واسكات شباب الناصرية الثائرة!.
تلك المحاولة البائسة جرت فقط خشية من استمرار الثورة خلال زيارة البابا من اجل ان لاتوثر على سمعة نظام الحكم الاجرامي امام الاضواء العالمية والا اين كان الكاظمي وسيول الدماء تسفك في الناصرية منذ مدة طويلة وكل حلوله السخيفة لاتزيد عما ادمنته الطبقة الحاكمة من تكليف لجان تحقيقية لاتصل لاي شي بل مجرد استهلاك الوقت وامتصاص النقمة وصرف التعويضات للشهداء والجرحى من اجل اسكات عوائلهم!.
هذا النظام الوسخ الذي خرج من رحم النظام الفارسي الاجرامي الشيطاني يجب سحقه ومحاربته بكل الوسائل الممكنة كلما سنحت الفرصة مادام هو يستغل كل فرصة ممكنة وكل وسيلة ممكنة مهما كانت قذرة لتعبيد الطريق امام السيطرة الفارسية الاجرامية على العراق.
اما العناصر ( الثائرة) التي قام الكاظمي بشرائها بالمناصب والاموال وفق طريق رهبري وسخ فقد سقطت كما ان خيار ودجل الكاظمي بامكانية حصول تغيير سلمي في العراق هي مجرد هراء فالانتخابات ان جرت حسبما قرر ستكون زائفة بامتياز مادام السلاح المليشياوي المنفلت يمارس دوره بكل راحة ومادامت اموال الشعب العراقي المنهوبة تستخدم لشراء الذمم واخرها تجمع عمار الحكيم في بغداد للجائعين الجهلاء ب 25 الف وفخذ دجاجة! ومادام الترهيب والتجهيل والتخريب هي ادوات طبقة الحكم في اعادة انتاج نفسها من خلال هيكل خارجي مخادع لخداع العالم بوجود نظام يعتمد الارادة الشعبية والديمقراطية منهجا له!
ان من يخلف الكاظمي هو شخص اخر مثل المالكي او عادل عبد المهدي هذا مايدل عليه سلوك طبقة العفن الحاكمة من عام 2003 وان المراهنين على اي تغيير سلمي حقيقي سيكتشفون ان هذا محال وان الحل الوحيد للعراق هو بان تقوم قوى دولية فاعلة بخلع هذا النظام كما خلعت نظام صدام وحزب البعث! او ان تهيا الاجواء فرصة تاريخية جديدة للشعب العراقي بطريقة ما.
ان الدرس الجديد القديم هو ان طبقة العفن الحاكمة هي قائمة وتتمدد ولانفع ولاامل يرتجى منها الا ان يتم بطريقة ما التخلص منها شلع قلع واقعا وليس شعارا للخداع فقط.