في الأساس فأنّ أسم او تسمية < جامعة > عربية هو خطأ فادح من كافة الزوايا ! , وسنتعرض لذلك لاحقا في ادناه .
في واقع الأمر , ومن خلال الوضع الراهن ” ومنذ سنينَ طوال ” , فهنالك عدة جامعات عربية وليست واحدة اطلاقاً وفقاً لما ملموس , فهناك ” جامعة ” دول الخليج العربي – والمستبعدة عنها سلطنة عمان نسبياً – وتضاف لها الأردن بفاعلية ومعها المغرب بشكلٍ ضمنيّ مخفف , وقد انضمت السودان الى هذه الجامعة مؤخراً . ” الجامعة ” الأخرى تتشكل او تتكون من الدول العربية ذات القلاقل والأضطرابات الأمنية والسياسية , وتتصدرها سوريا ثم اليمن وتليها ليبيا , وقد يغدو العراق في مؤخرتها ! , أما ” الجامعة الأخرى فهي من دول محسوبة على العروبة ! مثل جيبوتي التي لغتها الأم هي الفرنسية , وكذلك الصومال التي اكثر من % 85 من سكانها ليسوا عرباً , وأنّ اللغة الصومالية هي لغة خاصة لا تتحدثها اية دولة افريقية , ولا يستخدمون الحروف العربية , يعقب ذلك دولة ” جزر القمر ” التي لا تزال تعتبرها فرنسا كمستعمرة فرنسية , وايضا فأنّ اللغة الفرنسية هي الرسمية وتليها لغة محلية في بعض الجزر , وكذلك اللغة العربية . وبقيت دولتا تونس وموريتانيا وهما منهمكتان في اوضاعهما الداخلية , ومنشغلتان في جيوبوليتيك ” المغرب العربي ” اكثر من اندماجهما في صراع الشرق الأوسط . أمّا مصر , فهي بحدّ ذاتها ” جامعة دول عربية ! ” فموجب ميثاق الجامعة , يجب ان يكون الأمين العام لها مصريّ الجنسية والى يوم القيامة ! وهو يخضع لتأثيرات الحكومة المصرية اولاً والسعودية الى حدٍّ ما وفق العلاقة بين البلدين .!, كما أنّ الطاقم الأداري الموسع للجامعة يشغله الموظفون المصريون بأعتبار مقرها الدائم في القاهرة . وهذا هو الواقع الحالي للعرب .!
وبالعودة الى التسمية الخاطئة لِ < جامعة > , وبغضّ النظر انها لم تجمع العرب يوما بقدر ما هم متفرقين ومختلفين فيما بينهم , فالتسمية الدولية للجامعة العربية هي ARAB LEAGUE لكنّ league لا تتطابق مع المفهوم اللغوي العربي ” ولا حتى العملي ! ” حيث انها تعني < عصبة او رابطة , وما الى ذلك من المرادفات > , بينما التسميات المتداولة التي تربط بين العديد من دول العالم تتخذ تسميات مغايرة لكلمة ” جامعة ” , كمنظمة التعاون الأسلامي , الأتحاد الأوربي , الحلف الأطلسي والسوق الأوربية المشتركة , وهنالك العشرات والمئات من التسميات الأخرى .. وفي اصل تشكيل جامعة الدول العربية التي تأسست في القاهرة عام 1945 , فأن بعض العلماء يرون أنّ فكرة تأسيسها تعود الى كتاباتِ اثنين من المفكرين العرب ’ من خلال طرحهم للدعوة الى ضرورة الأتحاد والتنظيم , وهما ” ابو نصر الفارابي , وعبد الرحمن الكواكبي ” , لكنّ الواقع التأريخي والفعلي لتأسيس الجامعة العربية يعود الى بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية , وذلك بهدف السيطرة على انظمة الحكم العربية ” علماً أنّ عشرات الوثائق والأدلّة الموثقة تثبت وتؤكد ذلك ” , ويلمس الرأي العام العربي الآن , أنّ دور الجامعة العربية الحالي قد امسى كشاهد عيانٍ صامت ! لشرعنة التدخل والإقتتال العربي – العربي , عبر دعم تنظيماتٍ معارضة لبعض لأقطار العربية بالأسلحة والأموال والإعلام , بالرغم من تباين ايديولوجيات فصائل تلك القوى المعارِضه .
إنّ الواقع العملي الراهن لما يجري بين العرب او الحكام العرب , قد يفرض تغيير أسم الجامعة العربية الى < مجموعة الدول العربية > .! كي يتناسب طردياً مع ما هو قائم , وسوف يستحيل على بعض الدول العربية أن تتعهد ” بميثاق شرف ” حول عدم التدخل في شؤون اية دولة عربية , فما الذي يجمع عبر هذه الجامعة .!