15 أبريل، 2024 11:43 ص
Search
Close this search box.

نحو إصلاح حقيقي‎             

Facebook
Twitter
LinkedIn

تتسيد مزهوة مفردة الإصلاح ألسن العراقيين منذ أطلقها رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، “زلة لسان” منه لم يفقه تبعاتها مع شيوع الفساد ونفوذ أصحابه وجبروتهم، وتمكنهم من مؤسسات الدولة، أم عاقد العزم عليه مع إصرار، أجبرته عليها حال البلاد البائس، هيّ “الإصلاح” الأولى الآن بين كثير من المفردات التي تداولها الشارع بعد تغيير نيسان ٢٠٠٣، ترنو إليها الأفئدة حتى يُؤتى به، أو يستسلم من يبتغيه ويطلبه بصدق، جاء في كتاب عامل حمص إلى عمر بن عبد العزيز “أن سور المدينة قد تهدم، فأن أذن لي أمير المؤمنين في إصلاحه” فكتب الأخير إليه “حصن مدينتك بالعدل، ونق طرقها من الظلم، فأنه حصنها”، والإصلاح مصدر أصلح، إزالة الفساد وإعادة الأمور إلى وجه الصواب، وتعني ترميم ورأب الصدع، فلا إصلاح يُرتجى دون إعادة النظر في آليات عمل الدولة، ومؤسساتها المستقلة ومنها القضاء، قضاء عادل غير مُسيس، كافة التشريعات والقوانين، قرارات صعبة قد تغضب الكثير، ومراجعة حقيقية تُلزم الجميع، وعلى نخب سياسية، ومكونات الإعتراف بوجود خلل، مفاسد وأخطاء جسيمة أوصلت البلاد لما هيّ عليه الآن من عنف وعوّز وسوء إدارة.التعديل الوزاري، وتبديل الشخوص، حديث الناس اليوم وشاغلهم، وإن كان حالة طبيعية تحدث في شتى بلدان العالم متى ما رأى من يتسنم المنصب التنفيذي الأول ضرورته للإتيان بالأفضل، لكنه ليس علتنا، قد نفسد به من أستوزر حديثاً، أو تبوء منصباً إذا لم ترافقه إصلاحات في مؤسسة القضاء نفسها، خاصة وقد شهد من قبل عجز قضائي أمام كل من عبث بالمال العام، أن تكون لدينا القدرة على مراقبة حركة الأموال، الإتيان بالمفسدين مهما كانت عناوينهم، والجهات المسلحة المرتبطة بهم، مكوناتهم القومية والطائفية، لا الخشية من هبة شعبية تأخذنا، ترهبنا تحول دون ذلك والسلاح على الأكتاف تجعل من سارق كبير رمزاً ليعاد إنتخابه.لما يرعبنا القول بأن مراجعة شاملة بات ضرورياً، الكثير من التشريعات والقوانين كارثية، بدءاً بالإجتثاث حتى قانون الإرهاب، إلا نريد إصلاحاً، وإيقاف نزيف الموارد والأرواح؟المصالحة الحقيقية حلاً ناجعاً، كسر العظام هذا لن يأتي بالإستقرار، كما لعنات بعضنا لبعض على شبكات التواصل الإجتماعي مع كل حدث جلل، تفجير كان، أم إنتقام، لن يضع حجر في بناء دولة، دولة تؤسس لنظام ديمقراطي ومعارضتها في الجوار أمرها غريب، وطريقها محفوف بالمخاطر، ولايمكن لها أن تستقر، حاضنات الإرهاب مهيأة، تتوالد بشعور مواطنة مطعونة متهمة، الناس تبحث عن حماة جدد حتى في الكهوف غير الدولة، كما العوّز، وقلة الخدمات تجعل من خطاب التدين الزائف والجهل سيداً.لنتوقف لمرة واحدة، نراجع كأمة حية، هنا أصبنا، وهناك أخطأنا، كفانا هذا الإصرار على الهرولة للإمام، الأفق لن يمنحنا غير الخيبات إذا ما أردنا إصلاحاً.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب