18 ديسمبر، 2024 11:14 م

نحن و المجتمع الدولي .!

نحن و المجتمع الدولي .!

 < اختيار الضمير” نحنُ ” لا ينحصر هنا بنا كمنتسبين للأمة العربية , وانما يتعدى ذلك الى العديد من الدول والشعوب في مختلف القارّات , وبخصوصيةٍ اكثر لدول تعاني من ازماتٍ سياسية وعسكرية وكوارثٍ طبيعية > ..

   لاريب انّ اصطلاح او عبارة” المجتمع الدولي ” تبدو ظاهرياً كعبارة فضفاضة واكبر حجماً من معناها الفعلي او العملي , كما انّ لها اكثر مفهوم وتعريف , لكنها تكاد تنحصر” الى حدٍ ما ” بينَ اضلع الجانب المعنوي غير المتساوي الأضلاع .!

ففي حين يُقصد ” بالمجتمع الدولي ” بأنّه كافة الدول والمنظمات الأقليمية والدولية التي تتفاعل مع بعضها البعض في العالم , بينما تعريفٌ حقوقيٌ مقاربٌ آخر يشير ويحدد بأنه جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ” بغض النظر عن حجمها النوعي ووزنها السياسي ” .

ايضاً , فهنالك مفهومٌ وتعبيرٌ مختلف يحدد ” المجتمع الدولي ” بأنّه القوى الدولية السياسية التي تُعبّر عن مصالح خاصة لا علاقة لها بمفهوم الأنسانية الشائع , إلاّ بالقدر الذي يخدم مصالحها الذاتية والضيّقة .

ما يدفعنا لندنو عن كثب لهذا المفهوم الأخير , فماذا فعلَ المجتمع الدولي لليبيا منذ سقوط ومقتل العقيد القذافي , وهذا المجتمع يستخدم الميليشيات كآلات وأدوات قتل لإقتسامٍ دائم للغنائم , والأمر ينطبق بشكلٍ او بآخر على سوريا , وما تموّله دول عربية وغربية لتلك الميليشيات بالمال والسلاح , مع ادخال داعش على الخط , وادخال عنصر العِرق الكردي بأكثر من جنسيةٍ ضمن صبّ الزيت على النار.

الحديث طويل ويستطيل ويمتد الى ما هو ابعد عربياً وغير عربيٍ , لكنما وضمن متطلبات الإختزال في الكلام وفي الإعلام , فحريٌّ القول او التساؤل عن التركيز اللامجدي لمحاولات وقف اطلاق النار في السودان , بغية تثبيت التقسيم او تجزئة السودان وبأيّ معنىً كان , فلماذا يستمر الإمداد اللوجستي التسليحي لقوات الدعم السريع , بدلاً من ارسال اسرابٍ من الطائرات المسيّرة لدكّ معاقل وثكنات قوات حميدتي , واعادة الشرعية لقوات عبدالفتاح البرهان الرسمية .!

ننعطف قليلاً لما هو أبعد عن انطلاق القاذفات والمقاتلات الأنكلو – امريكية من سبعة قواعد جوية عربية اثناء غزو واحتلال العراق في عام  2003< وهذا ما اكّده ايضاً الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل > , وهنالك بالطبع فرق شاسع بين معاداة نظام حكم وبين احتلال دولة عربية , فهل هذا هو المجتمع الدولي .!

مع كلّ ذلك , فننصف هذا المجتمع او جماهير هذا المجتمع , حينما نستذكر التظاهرات المليونية التي خرجت في العديد من دول اوربا والولايات المتحدة ضدّ حكوماتها لشنّ حرب عام 1991 على العراق , إنه مجتمعٌ عالميٌ سلميٌ لا حول ولا قوة له , ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .