مصطلح (نحن وهم ) يعني في العلم الاداري ، الصراع بين العاملين من جهة
والادارة من جهة اخرى . فالعاملون في جبهة واحدة ضد الادارة التي يمثلها
صاحب العمل ومعاونيه او ادارة الشركة . وفي السياسة ينصرف المفهوم الى نحن في الحزب او قطاع من قطاعات الشعب وهم اي الحزب المعادي او الحكومة ، وادواتها القمعية ٠
وعندنا في العراق استغل السياسيون هذا المفهوم منذ مجيئهم للسلطة وبقوا مستمرين عليه . حيث ادعوا تمثيلهم لجزء مهم من الشعب ، وسعوا لجعل المقابل هو المعادي لهم . بمعنى نحن ندافع عنكم وهم ضدكم . ولذلك اصروا على تقسيم الشعب العراقي الى مكونات لكي ينجحوا في استقطاب مكون على حساب المكونات الاخرى . واججوا الصراعات باطلاق التصريحات المثيرة وبث الاشاعات والتخويف لتركيز السلطة بايديهم ، حتى لايطالب الشعب باستحقاقاته في توفير الخدمات والعيش بكرامة ، ولكي يتسنى لهم الحصول على مزيد من السلطة بسرقة المال العام . فشغلوا ماكيناتهم الدعائية وسخروا الاعلام وخوصا اعلام الدولة لهذا الغرض . وقد انخدع كثير من الناس بهذه الدعوات واخذوا يروجون لها بحسن نية او بسوء النية فيما يخص المستفيدين منها . فذهب كثير من الناس ضحية هذه المفاهيم الخادعة ودخلوا في منازعات كتلوية سرعان ماتحولت الى صراعات مسلحة بين نحن وهم . وكل جهة تقول نحن على حق ، وهم على باطل ٠ فمات من مات واصيب او تعوق من لم يمت وتم اهماله من قبل نفس الجهة التي حرضته على العنف والقتال ، وكان نتيجة ذلك ان شرد اهلهم وجاعوا ، في كل انحاء العراق تقريبا ، ولم يدركوا ان نحن ليس مكون من المكونات او طائفة من الطوائف وانما الشعب كله . وهم ليس مكون آخر او قومية مغايرة بل السياسيين الفاسدين المنتفخة جيوبهم باموال اليتامى والجياع
وعندما استفحل الفساد والكذب وسوء الادارة ، خلال خمسة عشر عاما عجاف ، ادرك كثير من الناس خطل هذه الاطروحات المظللة ، فاصبح الشعب كل الشعب بغض النظر عن مكوناته او قومياته من المظلومين والمهمشين حقا ، كتلة واحدة امام سلطة السياسيين الفاسدين ، فاخذوا يتحدثون بمنطق نحن . واصبح من في السلطة وادواتها القمعية (هم) وبدأ الحديث عن هم باستهزاء اولا من خلال احاديث الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر وواتساب وغيرها ثم تحول الامر الى صراع وجود خفي في وقت لاحق . . فاما نحن او هم ، وانطلقت الدعوات للتخلص من هم اي الفاسدين والوصوليين . وكلما طال هذا الصراع اتسعت جماهير نحن على حساب هم اي الفاسدين والطفيليين من سياسيي السلطة ووعاظهم وحرسهم وابواقهم . وسيدرك الشعب كل الشعب ان تقسيم نحن وهم يجب ان يقوم على اساس من يملك المال الفاسد من السلطة وبين من لا يملكها من فئات الشعب المحرومة ، وليس بين مكون ضد مكون اخر ، او قومية على حساب قومية اخرى ، فهذه البدعة اوشكت على الانتهاء حيث سيصبح الشعب بكل مكوناته( نحن ) وسيطالب بحقوقه العادلة من (هم ) اي الفاسدين المتسلطين على رقاب الشعب ، بغض النظر عن مكوناتهم ايضا . وباختصار نحن الشعب كل الشعب وهم الفاسدون في السلطة . نحن الجياع والمعذبون وهم المترفون اصحاب الامتيازات . . فالفساد مثل الارهاب لادين له ولامذهب ولاقومية . ومتى تكون محصلة نحن اكبر من اموال فاسدي السلطة ونفوذهم . سينتصر الشعب الموحد بكل مكوناته وطوائفه ، بعد ازاحة كل العناصر الفاسدة اي هم . . وعندئذ سيدرك الجميع اننا نحن الشعب . وهم السلطة الباغية . ولا تقسيم آخر غير ذلك ,