23 ديسمبر، 2024 4:58 ص

حين إستدعت سيّدتنا بلقيس عليها السلام ، قادتها العسكريين، واستشارتهم في شأن التهديد العسكري الذي وصلها من سيّدنا سليمان عليه السلام، أجابوها بلسان العسكري المحترف الواثق .. “نحن أولي بأس شديد، وافعلي ماتأمرين” .. أي إذا أردت أن تخوضي الحرب فنحن مستعدون لها، وأهلا لخوضها، وفي الأخير، الأمر إليك، ومستعدون لكل الاحتمالات.

وفي مثل هذه الحالات العسكرية، والجو المشحون بالحرب، يفرض على المرء أن يعلن أمام الملأ قدراته الذاتية، ومواهبه الشخصية، ليستفيد منها المجتمع في المواجهة، والصدّ.

وإذا تعددت المواهب وتنوعت، كان باستطاعة المجتمع أن يقف في وجه أيّ عدوان، بمؤهلات أبناءه، وبراعتهم في الدفاع.

إذن القادة العسكريون، حين أعلنوا أنهم أهل حرب، لم يكونوا يقولون مثل هذا الكلام الخطير، للاستهلاك الإعلامي، والتظاهر والافتخار أمام القائد الأعلى للقوات المسلحة .. إنما عرضوا خدماتهم العسكرية التي يتقنونها ويبدعون فيها. والمجتمع في أمسّ الحاجة إليها، فخدموا بموقفهم هذا .. قائدهم، حين غرسوا فيه الطمأنينة والثقة، وبأنهم أهل لخوض الحرب، والذود عن الحياض.

القائد حين يسمع لقادته العسكريين، بأنهم سيضحون بحياتهم من أجل الأرض والعرض، يزيده الموقف هذا ، إصرارا وثقة، ويعلم أن من حوله رجالا صدقوا ماعاهدوا الله عليه في حياته وغيابه.

فرعون الذي قال “هذه الأنهار التي تجري من تحتي”، وإبليس الذي قال “أنا خير منه”.. فهؤلاء تعمّدوا طمس نعم الله، وإدّعاءهم أنها لهم، وأساءوا حين نسبوا فضل الله لهم وحدهم، دونه.

بينما قادة بلقيس العسكريين، الذين قالوا “نحن” .. كانوا بذلك يعلنون قدراتهم وخبراتهم العسكرية، بل عرضوا أنفسهم على الموت في سبيل الدفاع عن خيرات ومقدرات المجتمع، ولم يكن غرضهم الاعتداء على عدو أو صديق.

ومن الخطأ، المساواة بين من إتّخذ من “أنا” للسطو والنهب والاعتداء، ومن قال “لي” للسيطرة على عقول الناس ، وخيرات المجتمع، واستعبادهم بما “أوتي” .. وبين قادة عسكريين محترفين، قالوا “نحن”، ليموتوا ويعيش غيرهم، وربما ليكونوا أسرى في سبيل أن يعيش مجتمعهم حرا سعيدا متمتعا بحياته وخبراته.

*[email protected]

نحن .. ونحن
حين إستدعت سيّدتنا بلقيس عليها السلام ، قادتها العسكريين، واستشارتهم في شأن التهديد العسكري الذي وصلها من سيّدنا سليمان عليه السلام، أجابوها بلسان العسكري المحترف الواثق .. “نحن أولي بأس شديد، وافعلي ماتأمرين” .. أي إذا أردت أن تخوضي الحرب فنحن مستعدون لها، وأهلا لخوضها، وفي الأخير، الأمر إليك، ومستعدون لكل الاحتمالات.

وفي مثل هذه الحالات العسكرية، والجو المشحون بالحرب، يفرض على المرء أن يعلن أمام الملأ قدراته الذاتية، ومواهبه الشخصية، ليستفيد منها المجتمع في المواجهة، والصدّ.

وإذا تعددت المواهب وتنوعت، كان باستطاعة المجتمع أن يقف في وجه أيّ عدوان، بمؤهلات أبناءه، وبراعتهم في الدفاع.

إذن القادة العسكريون، حين أعلنوا أنهم أهل حرب، لم يكونوا يقولون مثل هذا الكلام الخطير، للاستهلاك الإعلامي، والتظاهر والافتخار أمام القائد الأعلى للقوات المسلحة .. إنما عرضوا خدماتهم العسكرية التي يتقنونها ويبدعون فيها. والمجتمع في أمسّ الحاجة إليها، فخدموا بموقفهم هذا .. قائدهم، حين غرسوا فيه الطمأنينة والثقة، وبأنهم أهل لخوض الحرب، والذود عن الحياض.

القائد حين يسمع لقادته العسكريين، بأنهم سيضحون بحياتهم من أجل الأرض والعرض، يزيده الموقف هذا ، إصرارا وثقة، ويعلم أن من حوله رجالا صدقوا ماعاهدوا الله عليه في حياته وغيابه.

فرعون الذي قال “هذه الأنهار التي تجري من تحتي”، وإبليس الذي قال “أنا خير منه”.. فهؤلاء تعمّدوا طمس نعم الله، وإدّعاءهم أنها لهم، وأساءوا حين نسبوا فضل الله لهم وحدهم، دونه.

بينما قادة بلقيس العسكريين، الذين قالوا “نحن” .. كانوا بذلك يعلنون قدراتهم وخبراتهم العسكرية، بل عرضوا أنفسهم على الموت في سبيل الدفاع عن خيرات ومقدرات المجتمع، ولم يكن غرضهم الاعتداء على عدو أو صديق.

ومن الخطأ، المساواة بين من إتّخذ من “أنا” للسطو والنهب والاعتداء، ومن قال “لي” للسيطرة على عقول الناس ، وخيرات المجتمع، واستعبادهم بما “أوتي” .. وبين قادة عسكريين محترفين، قالوا “نحن”، ليموتوا ويعيش غيرهم، وربما ليكونوا أسرى في سبيل أن يعيش مجتمعهم حرا سعيدا متمتعا بحياته وخبراته.

*[email protected]