23 ديسمبر، 2024 6:46 ص

نحن ومؤتمر البحرين والبحرين و .. الخ !

نحن ومؤتمر البحرين والبحرين و .. الخ !

لا ملك او أمير , ولا رئيس عربي يمتلك ايّ معلومة عن ” صفقة القرن ” المقبلة ذات الوزن الثقيل في تسميتها ! وهذا ما أكّده وزير خارجية فرنسا ” جان إيف لودريان ” و وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لمملكة المغرب السيد ” ناصر بوريطة ” في لقاءِ مشترك بينهما , بأنهما يفتقدان اية تفاصيل ومعلومات عن الصفقة المرتقبة , ولعلّ الأهم في ذلك أن في الوقت الذي انعقدت مؤخرا في البحرين ” ورشة المنامة ” لأستعراض خطوات اقتصادية مهمة واستثمارات كبيرة لتحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين وقد ترتبط بشكلٍ افتراضيٍ او بآخر بصفقة القرن , فأنّ وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ ” خالد بن حمد آل خليفة ” صرّح ايضاً بأنّ البحرين لا علم لها بمكنونات ما يسمى بصفقة القرن , مشدداً أنّ ورشة المنامة ليست خطوة للتطبيع مع اسرائيل وأنّ المليارات التي عرضت ستبنى لصالح المنطقة ولم تعرض شيء بآخر , واضاف الوزير البحريني ” لم نطلع على اي خطة لحل الصراع العربي – الفلسطيني ولن نوافق إلاّ على ما يوافق عليه الفلسطينيون , وأنّ موقف البحرين هو بأقامة دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران لعام 1967, وأنّ “ورشة المنامة ” الأقتصادية غير ملزمة لأي قطر عربي ”

أزاء ذلك , وإذ من المحال أن نتبنى الدفاع على اي دولةِ عربية او غير عربية بشكلِ مفتوح ” وكلهم شاركوا في الحروب ضد العراق ” , لكنه او لعلّه من المفيد أن نؤشر : أنّ التعامل مع التصريحات الرسمية لا يؤخذ دوما بالنوايا او النيّات , فالتصريحات تعبّر عن مواقف رسمية للدول وتتحمل مسؤوليتها , ثًمّ ووفق المفاهيم الدبلوماسية والسياسية فأنّ حضور مؤتمراتٍ او ورش عملٍ لا تعني بالضرورة الموافقة على قراراتها النهائية ” وإلا فيمكن الأنسحاب من المؤتمر وتسجيل موقفٍ أشد ” , وذلك يعني أنّ عدم المشاركة هو غياب عن الحضور الوطني وعن المسرح الدولي , وانعدام القابلية على التأثير على وفود الدول الأخرى , كما انها تفويتُ للفرص على حق الأعتراض على مقرراتِ ما في المؤتمرات وحتى إبداء موقف التحفظ .

وبغض النظر عن عدم مشاركة اسرائيل والسلطة الفلسطينية في ورشة المنامة , ربما لعدم احراج الوفود المشاركة او التأثير على مجريات الملتقى او لسببٍ آخر , فأنّ امتناع العراق واعلان رفضه المسبق للمشاركة في ورشة المنامة فأنه ” على الأقل ” يخالف المثل الشعبي القائل – اشتري ولا تبيع – ! أيّ الأستماع والإطلاع على مجريات ما يجري في ملتقى المنامة بدلاً من الحرمان لمعرفة التفاصيل !

وسواءً كان هذا الرفض الرسمي العراقي موقفاً ذاتياً يرتكز ولايعتكز على قرارٍ من احزاب السلطة الحاكمة , او بأيعازٍ من دولةٍ اخرى ” , فبالمقابل او على العكس من ذلك , فأذ كان من المقرر أن يترأس السيد سعد الحريري الوفد اللبناني للمشاركة في ملتقى المنامة , فأنّ اصرار وتشدد السيد نبيه بري – رئيس مجلس النواب اللبناني ” وهو الأقرب الى حزب الله وبالضد العام من التوجهات الخليجية تجاه طهران , على رئاسة وفد لبنان الى المؤتمر , فلم يحصل ما يمس سيادة الدولة اللبنانية او الأعتراض على هذه المشاركة .. ويمكن القول بشكلٍ او بآخر فأنّ ملتقى البحرين الأقتصادي لم يتطلّب ذلك التشدد في المواقف سواءً من العراق او سواه .! , أمّا عن اقتحام سفارة البحرين في بغداد فبدا واتضح افتقاده الفائدة المرجوّة وتحقيق الهدف من وراء هذا الأقتحام , فبجانب أنّ الأجهزة الرسمية للحكومة العراقية وحتى قياداتها الحزبية استنكرت ذلك الأقتحام , فأنّ مجاميع المتظاهرين الذين هاجموا السفارة اطلقوا شعاراتٍ تشيد بحزب الله العراقي ورفعوا اعلام الحزب .! وكشفوا ذاتياً وطوعياً عن هويتهم , ولم يكن من معنىً انزال العلم البحريني من مبنى السفارة ورفع العلم العراقي بدلاً عنه بجانب العلم الفلسطيني , وكأنّ المتظاهرين هم الناطق الرسمي للعراق وفلسطين , بينما كلا السلطة الفلسطينية والحكومة العراقية يرفضان هذا السلوك بشدة , ثمّ بغضّ النظر المفترض عمّن حرّك حزب الله العراقي بهذا الأتجاه .! , فنشير او نعيد الأشارة الى أنّ هذا الحزب قد تعرّض الى هجوم سيبراني Cyber Attack من قبل الأمريكان وعطّل كل نظم الأتصالات والبرمجة الألكترونية والكومبيوترات وما تختزنه من ملفاتٍ ومعلومات , واعترف الحزب بذلك بعد ايامٍ قلائل من ذلك الهجوم , وبالطبع فأنّ مملكة البحرين لم تكن وراء ذلك الهجوم ! ولا تتحمل تبعاته , وهي حرّة في انتهاج سياستها الخارجية وفق مصالحها , وهل ينبغي مثلاً أن تستأذن جهةً اخرى لأستضافة ورشة اقتصادية او سواها.!!