23 ديسمبر، 2024 6:06 م

نحن وعصر العولمة …!

نحن وعصر العولمة …!

منذ تسعينات القرن الماضي ‘ وبهدف نسف كل التقاليد المتجذرة بين مجتمعات الشرق الاوسط والمتصلة بـ (صلة الرحم ) في العلاقات الاجتماعية ‘ يعمل مروجي ( العولمة ) وبشكل مبرمج ومنظم ليصل لهدف نسف هذه الصلة خصوصاً فيما لها علاقة الفرد بالأرض والوطن ‘و من هنا أنتشر مصطلح ( الوطنية الكلاسيكية !!) ويروجون لأنهائها على نطاق واسع

وبالتزامن مع نشر الفساد في الإدارة المسؤولة هنا وهناك ‘ أخذ الترويج لهذا المصطلح يصيب الهدف بين الناس : ماذا يعني نحن نضحي من أجل الوطن والنتيجة زيادة ثروة أولياء الامور وزيادة الفقر والمرض بين الرعية …؟ ولكى يصل حبل الرابط بروح الوطنية الحقيقية إلى أقصى مدى من التراخي ‘ بحيث تبدو أن الوطنية نوع من العبث في هذا العصر الـ (عالمي !) المدى والرافض لكل الحدود الذي يعني نوع من التقيد ! وهذه ظاهرة حقيقة ومعها تكبر حياتين المافيا بكل الاتجاهات .

نشرت صحيفة ( الاهرام ) المصرية حول إفرازات نهج العولمة الحكاية التالية : شخص كان في موقع مسؤولية مرموق ومعروف بجدية في العمل ‘ وصل عنده (أو أوصلوا عن طريق بعض العراب إليه ..!) مجموعة تجار أجانب تعمل في التجارة ظاهرها مشروع و خلف الغطاء تجارة غير مشروعة ( تجارة الاسلحة في المناطق الساخنة !) وكان بحثهم عن سوق لشراء مجموعة من البغال ‘ كانوا يريدونه في الواقع لنقل الاسلحة في المناطق الوعرة ‘ وبعد تكرار زيارتهم لهذا المسؤول استطاعوا وضعة في ( الجيب !) كما يقول المثل ‘وفي فترة زمنية قياسية رأى الرجل نفسه صاحب (100 مليون دولار بالتمام والكمال ) فترك وظيفته و اودع كل معاني النزاهة و العمل لمصلحة الجميع ( الوطن وأبناءه …!!!) وترك الوطن واشترى شقة في احدى الدول الاوروبية وبدء من هناك وعن طريق الإلكترونيات والاتصال يدير شبكة تجارية من كل الانواع عدى الصدق والنزاهة ..!

أصبحنا في عالم مشوه فيه كل شيء جميل ‘ في كثير من البنوك الاوروبية والامريكية ‘ ظاهرهم يمثل أعمدة الحفاظ على استقرار الوضع المالي

والاقتصادي فيما يتعلق بحياة الناس ‘ ولكن عندما تتعمق خلفيات عملهم ترى أن أشهرهم غارق

في الفساد وأن أكثر أرباحهم تأتي عن طريق علاقاتهم باكثرعصابات العالم رذالة و مهربي المخدرات وبعلم بعض مصادر القرار حيث يعطون الضوء الاخضر لقيامهم بغسل اموال هؤلاء .

نشر الصحفي (روبيرتو سافيانو ) * مرة في صحيفة ( نيويورك تايمز ) تقريراً جاء فيه : في عام 2009 قام بعض من اشهر البنوك وباعتراف جهات معلوماتية بغسل 1,6 ترليون دولار 250 بليون من هذا المبلغ كان محصول تجارة المخدرات ‘ وأن التجار أصحاب هذه الاموال يعملون تحت عناوين براقة ويصرفون ملايين من هذه المبالغ دعماً لـ ( نشر العولمة ) بهدف تخدير كل مفاصل الوعي الانساني في العالم عموماً والمناطق الملتهبة كمنطقتنا ( التاريخية …!!) على وجه الخصوص .

ذلك لأن نسبة كبيرة من المستلزمات تروج لها عصر العولمة زاهية الالوان لأنسان هذا العصر ‘ مصمم أساساً لدفع هذا الجيل وبشكل مدروس ومنظم نحوه انحدارات خطيرة عندما يشجع الابتعاد عن صلة الرحم في العلاقات الاجتماعية والإنسانية بما فيها بل في المقدمة ( الانتماء الى الارض – الوطن ) في مضمونها

هناك مثل كردي شايع بين الناس يقول ( الشيخوخة … وألف عيوب ) ‘ ولكن الأن إذا نظرنا بعيون مفتوحة على حال هذه الدنيا نحن جزء محرك فيها وتصيبنا عواصفها الهائجة من كل صوب ‘ ماذا نقول عند قراءة ما ينتظر مستقبل جيل العولمة في مجتمعاتنا ؟ لايسعنى إلا القول : ( شباب و …. وألف عيوب بانتظار …)

كلنا نرى ‘ في هذا العصر أن كثير من الاباء والامهات يعانون من الصعوبة في الحصول على مستلزماتهم في حياتهم الطبيعة فكيف لهم الحصول على مستلزمات الحياة المستقرة لا بناءهم ؟ لذا نراهم بدل ان يكون في خريف عمرهم يعيشون الاستقرار النفسي نراهم يذرفون دموع الهم والقهر خوفاً من إنزلاق أبناءهم وراء الحصول على ما يروج لهم عصر العولمة

……………………………………………..

* أن هذا الصحفي ومنذ عام 2006 وبعد نشر تقريره الصحفي عن المافيا والتجار المهربين يعيش في حماية الشرطة .