17 نوفمبر، 2024 4:34 م
Search
Close this search box.

نحن ورئيس الوزراء والبلاد .!!

نحن ورئيس الوزراء والبلاد .!!

كثُرَ وتكاثر الحديث عن استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعد تسريباتٍ وتلميحاتٍ , الى الحدّ الذي بلغَ ووصلَ أنْ يتحدث رئيس الوزراء بنفسه , عن نفسه بقوله أنّ الكتل الحزبية او قيادات الأحزاب لا تمتلك صلاحية إقالته .!

ومهما يغدو تصريح السيد عبد المهدي صائباً حسبَ فقراتٍ في الدستور المليء بالثقوب والفتحات والثغرات ! ولا يتمّ الرجوع والتحجج والتعذّر بهذا الدستور إلاّ حينما تنحشر جهةٌ او فئةٌ سياسية في زاويةٍ ضيقة او حرجة في ايٍّ من جغرافية العراق , لكنه مع < اللتي واللتيّا > فلا يبدو تصريح رئيس الوزراء مناسباً حتى بحقّ نفسه , فالبلد لا يحترق فحسب بنيران الحرائق المنتشرة في الأتجاهات الخمس .! وتكاد تطاله حرارة نارٍ خارجية كأنها بدت تدنو وتزحف ببطئ .! , وكان على عبد المهدي أن يتجاوز الحديث عن الإستقالة او الإقالة , وأن يُحدّث الجمهور بما هو اهم واخطر .!

ثُمَّ بجدلٍ بيزنطيّ او مجازيّ او سواه , فلو افترضنا أن جرت مغادرة السيد عبد المهدي للمشهد السياسي ” ومن دون إكمال واستكمال كابينة وزارته ” , فما الذي سيحدث من حدثٍ حديث .! وماذا ستتّسم الأحاديث الصحفية وغير الصحفية في التنجيم عن بواطن وثنايا وخفايا ما سيتضمّنه وما سيعقبه .؟ وهل يمكن نسيان عمليات حرق صناديق الإقتراع ومحاولات تدميرها ! في الأنتخابات التي افرزت عن تسنّم او تبوؤ عبد المهدي للسلطة , وكذلك رئيسي الرئاستين الأخريين وما رافقهما .! , فماذا عن انتخاباتٍ اخرى مفترضة وما قد يتخللها من خللٍ جلل .!

احزاب الإسلام السياسي الحاكمة منذ عقدٍ ونصف من السنين والتي نال الشعب العراقي منها او في زمنها وما برح , بما لم يناله في ازمنة الأحتلالات التأريخية على مرّ مراحل التأريخ او الى حدّ ما .! , وبسببِ إنتماء قيادات هذه الأحزاب للجارة الشرقية فكرياً وقلبياً وغريزياً , فقد صار العراق خارج المعادلة الدولية بين الأمم او الدول والشعوب , وكأنه لا ينتمي او غير مسجّل في اطلس الجيوبوليتيك وخرائطه , وبحسب المعطيات الجديدة التي اضحت تسود الأوضاع الدولية , فيترآى أنّ المستقبل السياسي لهذا البلد قد يغدو اكثر سوءً , إنْ لم تجرِ محاولاتٌ تضميد وترميم فورية , وإدخال البلاد الى صالة عمليات العناية القصوى والمركزة , وهذا محال ! , فحتى مستشفيات القطر تخلو من اولويات التطبيب وحتى التطييب .!

أحدث المقالات