لست مختصا بعالم الحيوان , حيث ان هذا العالم له اسراره التي نجهل منها الكثير , ولكن عن طريق الصدفة عرفت بعض المعلومات عن حيتان الاوركا والتي تعيش على شكل قطعان قد يصل عددها داخله الى خمسين حوتا جاعلة من مياه المحيطات عالمها الرحب حيث التعلق الشديد ببيئتها ,وقد يعيش الحوت العمر باكمله الى جنب امه بالرغم من انها تفطمه بعد سنة واحدة من ولادته , ولا يكمن بيت القصيد هنا بالحديث عن حوت جبار يجمع بين صفتي الافتراس والالفة وحسب طبيعة الحالة والمؤثر الذي يصادفه بقدر الوقوف عند صفة بالغة الاهمية عنده وهي الاحتجاج , فعندما يؤسر هذا الحوت من قبل بني البشر لاجل استثماره ,بعد التدريب , بالعاب بهلوانية تمتع الناظرين , يقوم بعقف زعنفته احتجاجا على اسره واخراجه من بيئته الطبيعية التي يعيش فيها ولا يعيدها الى سيرتها الاولى الا بعد عودته الى قلب المحيط حيث موطنه الذي عاش فيه , شاهد الكلام هنا ثقافة الاحتجاج التي يمتلكها حوت الاوركا ويصر عليها حتى يحصل على مراده , السؤال هنا هل نمتلك نحن ثقافة الاحتجاج بمفهومها المتداول اليوم ام اننا نختزل الخطوات في التعبير عن مرادنا وصولا الى الاجراء الاكثر ارتباطا بالعنف والدم والقتل , فالاحتجاج ضمن ثقافة العصر الواعية هو طريقة للتعبير عن راي جماعة او حزب سياسي او طائفة او ديانة او قومية او شخص ويكون عادة في منطقة ذات شهرة واسعة لتوصيل الصوت الى اغلب شرائح المجتمع وفي الغالب يتحول الى صراع بين محتجين والشرطة كما يحدث في اغلب دول العالم ومنها بعض الدول العربية اذكر منها على سبيل المثال ما حدث في مصر من احتجاجات على الحكومات السابقة ادت الى اسقاطها بعد توسعها المدروس (اي الاحتجاجات)  والوعي بثقافة الاحتجاج لدى المحتجين انفسهم , ما اريد الاشارة اليه , نحن في العراق اين موقعنا من ثقافة الاحتجاج وبكافة صوره , هل اكتفينا بالاحتجاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط , لماذا لا نشتغل عليه بوعي يشمل كافة مكامن المعرفة وبالتالي ان لم نصل نحن الى اهدافنا من الاحتجاج فالاجيال القادمة هي التي تصل , المهم ان نؤسس الى ثقافة احتجاج واعية وكما تمارسه حيتان الاوركا .