23 ديسمبر، 2024 12:20 ص

نحن والملف النووي الإيراني

نحن والملف النووي الإيراني

 مساءَ امس صرّح وزير الخارجية الأمريكي ” بلينكن ” أنّ حسم مسألة ملف الإتفاق النووي مع ايران بات وشيكاً , وصباح امس اعلنَ الرئيس بايدن أنّ المفاوضات بشأن الإتفاق النووي بلغت مرحلةً متقدّمة .

   ربّما هنالك شيءٌ ما محسوس ” ودونما دليلٍ ملموس ” بأنّ تأخير تشكيل الحكومة الجديدة  وتحتَ أيّ مبرراتٍ مسوغة او مسوّغاتٍ مبررة وفق القانون قد يغدو له علاقةٌ ما بحسم الملف الإيراني كليّاً , وكيما تتضح حقائقٌ واوضاعٌ جديدةٌ ومجهولة .! ومن السابق التنبّؤ بها وفق السياسة الأيرانية التي ستعقب التوقيع على الإتفاق الجديد , ولا التصوّر المسبق حول وضع الفصائل المسلحة التي يدعو السيد مقتدى الصدر الى نزع اسلحتها منذ الآن .! وحتى مجمل اوضاع احزاب الإسلام السياسي , والتي جرى إبعاد مركز الثقل فيها ” المالكي ” لغاية الآن .

   ايضاً , ومن خلال رصد ومتابعة تصريحات عموم المسؤولين الأمريكيين خلال الأسبوعين الماضيين , بالإضافة الى ما تشدد عليه صحيفتا ” الواشنطن بوست و نييورك تايمز ” من أنّ التوقيع على اتفاقٍ جديد مع طهران امسى اقرب من قاب قوسين .! , وهنا قد ينبغي الرجوع والإستذكار لتصريحٍ سابقٍ لوزير الخارجية الأمريكي السابق ” مايك بومبيّو ” في عهد الرئيس ترامب , حينَ حدّدَ للإيرانيين 12شرطاً لقبول امريكا لتوقيع اتفاقٍ جديدٍ معهم , وكانت ابرز تلكُنّ الشروط عدا توقّف طهران عن تخصيب اليورانيوم وغلق مفاعل الماء الثقيل وما الى ذلك نووياً او ذريّاً , فكانت تتمحور شروطه على وضع حد للصواريخ الباليستية الأيرانية التي قد تحمل رؤوساً نووية , وأن تنسحب ايران من سوريا ! وان تمتنع عن التدخّل في نزاعات المنطقة ” اليمن ” وكذلك الإمتناع عن دعم الجماعات والمجاميع المسلحة بدءاً من حزب الله في لبنان وعدم التدخل في شؤون جيرانها ” العراق والسعودية ” .! , فإمّا أنّ ” بومبيّو ” لم يكن جاداً في شروطه تلك , او انّه استخدمها كأوراقٍ ضغط في مناورة رسم خريطة الأتفاق المفترض , وقد ادرك الأيرانييون مغزاها وأبعادها , ودون استبعاد التغيّر الدرامي بين سياستي  الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب .

  و , نحن كعرب لم يكن لنا من موقفٍ ما تجاه الأمن القومي العربي , وخذلتنا امريكا لأسبابٍ معروفةٍ واخرى مجهولة , وتلاشت وتبخّرت شروط بومبيّو وغدت تصبّ لصالح طهران , وصارت ايران في حريّة حركةٍ اوسع فيما يتعلّق بدول الشرق الأوسط العربية ومن قبل البلوغ الى عَتَبة الإتفاق الجديد مع الغرب , ولا نريد هنا الإستشهاد بما تعرّضت له دولة الإمارات من قصف مطار ابو ظبي الدولي مِنْ قِبل الحوثيين , وهلّلت وزغردت له الصحف الإيرانية وباركته الميليشيات العراقية .!