17 نوفمبر، 2024 11:43 م
Search
Close this search box.

نحن والبعثيون

مازالت جروح العراقيين لم تندمل من ممارسات النظام الصدامي ومازالت الإهانات والإنتهاكات تمارس الى يومنا هذا بحق العوائل الشريفة التي عارضت سياسة البعث وسياسة صدام حسين الدموية على الرغم من مرور أكثر من تسع سنوات على سقوط النظام الإجرامي السابق لقد نست وتناست الحكومات المتعاقبة على حكم العراق الجديد ممارسات البعثيين وبدأت تكافئ  الكثير منهم ،

وزادتهم في الكثير من المناصب والمهمات، وأشركتهم في صنع القرار العراقي الجديد، لأن حكام العراق الجدد بدأوا يتصرفون بسياسات مشابهة الى حد كبير لسياسات وممارسات البعث «الكافر»، لابل أن الكثير ممن تصدوا للعمل السياسي هم من اتباع صدام حسين ومن المؤيدين للبعث ،إلا أن العملية السياسية الجديدة جائت بهم نتيجة للأخطاء الكارثية التي وقعت بها هذه العملية .

الكثير من المتعاطفين مع البعث لايعرفون ماهو حجم الضرر الذي لحق بحق العراقيين الذين أحرقوا بنار البعث ، وهؤلاء المتعاطفين مع البعثيين لايعرفون ماهوالشعور الذي يصاب به العراقي الذي ظلم ابان تلك الفترة المظلمة ،وهو يرى نفس الوجوه مازالت تعمل في الدولة العراقية الجديدة التي تحَمل من أجل رؤيتها كل العذابات والمآساة الحقيقية .نحن كمظلومين من البعث ناشدنا وطالبنا ونبهنا من خطورة تواجد البعثيين في مؤسسات الدولة العراقية الجديدة، الا أن جميع  الآذان صمّت عن سماع مطالبنا. لن تؤخذ مطالبنا على محمل الجد .. لا..بل راح الكثير منهم يسخر من مطالباتنا ويتجاهل الرد على مكالماتنا ، ويستنكف من مقابلتنا ، وسدت جميع الأبواب بوجوهنا .

أتذكر رجلاً مجاهداً من المجاهدين العراقيين الأبطال الذين قاوموا صدام وزمرته.. أتذكره حينما خرج من المعتقل وهو في حالة نفسية مدمرة، وقد أصيب بأمراض نفسية كثيرة ،جعلت من جسمه يرتعش ويسيل لعابه عندما يتكلم من شدة التعذيب الذي تعرض له .. هذا المجاهد أمسك معاملته من أجل التعيين ولم يتم تعيينه. أصبح محط سخرية من القائمين على التعيين الذين لم يعيروا أي اهتمام لمعاناته وجهاده.. انه نموذج من ملايين النماذج التي ماتزال مهمشة الى يومنا هذا.

أما وسائل الأعلام فهي الأخرى ، فقد اقتصرت على اعلاميي صدام حسين الذين كانوا يعملون في قناة الشباب التي تدار من قبل عدي صدام حسين في ذلك الوقت، وان اغلب العاملين في تلك القنوات السابقة هم نفسهم الان يديرون الكثير من القنوات الحالية والتي ترفض رفضاً قاطعاً  استضافتنا لكي نشرح معاناتنا ونوصلها الى الشعب العراقي . طالبت كل القنوات الحالية  بالإستضافة ، ولم تتم الاستضافة بمجرد ان يعرفوا بأني  من المجاهدين ، ومن ابرز الكارهين لصدام حسين والبعث وسوف ننشر أسماء القنوات والاعلاميين الذين يرفضون استضافتنا

في بداية سقوط النظام كنا نعول على الدستور ، وكنا ننتظر منه ان يطهر العراق من البعثيين  من خلال  ملف اجتثاث البعث في ذلك الوقت، ولكن آمالنا ضعفت تجاهه ، وذلك لانه تعرض الى ضغوط جعلت منه يتنازل عن الكثير من الاسماء البعثية ، وعمل على ارجاع الكثير من الأمتيازات لهم .

عولنا على ابراهيم الجعفري وقلنا بأن الجعفري سوف يجتثهم ، ولكنه هو الاخر قدم لهم الكثير من الأمتيازات واعاد لهم هيبتهم .

اما المالكي فحدث ولاحرج.. لقد عاش البعثيون في عصر المالكي وكأنهم  يعيشون في عصر صدام حسين.. لأنه اعاد الكثير منهم الى وظائفهم وأعطاهم وزارات ومراكز مهمة جداً، وزرعهم في جميع مفاصل الدولة، وجعل البعثي صالح المطلك نائباً له ، كي يشرف على ملف التقارب بينه وبين البعثيين، وهنالك الكثير من الشواهد الحية التي تؤكد بالدليل القاطع على التعاون البعثي بين حكومة المالكي والبعثيين وآخرها ملف مشعان الجبوري. التقارب من البعثيين لن ينتج عنه الا الانقلاب والدماء، ولنا في تجربة عبدالكريم قاسم عبرة تأريخية، يجب ان نتذكرها ولاننساها ابداً ، ان نسيانها يعتبر بمثابة غباء سياسي واضح ، وهذا مايبدو واضحاً في هذه الايام، ومانشهده اليوم من تظاهرات هو عبارة عن ترجمة حرفية للتقارب الذي ابداه المالكي مع البعثيين، وجاء الرد منهم.. إنقلاب عن طريق المظاهرات.. لان سوق المظاهرات مربح  هذه الأيام في العالم العربي . إن هؤلاء البعثيين لو كتب لهم النجاح فلن يسكتوا ولن يقنعوا الا برأس المالكي .

[email protected]

أحدث المقالات