17 نوفمبر، 2024 7:35 م
Search
Close this search box.

نحن والاسلام .. الجدل العقيم وعلة الاسلام الكبرى معاوية لعنه الله. (6)

نحن والاسلام .. الجدل العقيم وعلة الاسلام الكبرى معاوية لعنه الله. (6)

نبارك لكتابنا وقرائنا الافاضل حلول عيد الاضحى المبارك سائلينه تعالى ان يعيده علينا والجميع وعراقنا الحبيب باحسن حال انشاء الله.

تمشياً مع سلسلة ( نحن والاسلام ) التي وضعت نصب عينها هدف كشف الغموض والوصول الى حالة من الوضوح بين المذاهب الاسلامية بتبني آلية جديدة تم عرضها في الحلقة الرابعة وقد نوهنا الى ان الحلقات القادمة ستبين آراء يمكن لمن يتبنى تلك الآلية التي عبرنا عنها بانها ( المبادرة التي لاتموت ) ان يتمحص هذه الآراء وصولاً للهدف المنشود.

لاشك ان الاسلام كفكر اكثر جدلاً من غيره وقد اسهمت امور كثيرة في الاطناب بزيادة هذا الجدل لكثرة المذاهب والتحايل بين اهل المذاهب وغزارة المؤتمرات والمؤلفات والموروث التاريخي العفن ( كما عبرعن ذلك المرحوم الشيخ احمد الوائلي في محاضراته ) والتناحرات في سبيل اثبات الاحقية والغلبة مما ولّد جدلاً عقيماً بين اتباع المذاهب من جهة وبين اتباع المذهب الواحد من جهة اخرى وهو ما سنسلط عليه الضوء في اكثر من حلقة. هذه حقيقة.

والحقيقة الثانية ان معاوية هو القضية الاسلامية المثيرة للجدل لا لشيء الا لتشبث الاخوة السنة بشخصيته والاصرار على انه احد الصحابة وانه كاتب الوحي … الخ من الامور التي يحاولون تدعيم هدفهم بها.

قد يرى البعض ان التطرق الى هكذا موضوع ونحن نعيش حالة من اصعب الظروف التي يمر بها عراقنا الحبيب الان امر غير مجدٍ ولكني ارى ان الحالة الضبابية بسبب ترك الامور الخلافية الاسلامية دون البت بها هو الذي اوصلنا الى ما نحن فيه.

نحن نعلم ان الصراع سياسي والكلام عن الاسلام ماهو الا ذريعة وشماعة وواسطة تبرر الغاية السياسية المرادة وكما اوضحنا في مقالات الرد على الدواعش وكيف ان حزب البعث يعتبر هذا الاسلوب احد الاساليب المعتمدة لتحقيق اهدافه في استعادة السلطة.

لهذا نوضح وبشكل لالبس فيه ان افرازنا حلقة خاصة لموضوع الملعون معاوية لاختلافه عن غيره فهو ليس كالخلفاء الراشدين ابا بكر وعمر وعثمان (رض) وكان توجهه منذ البداية توجهاً سياسياً لا علاقة له بالاصلاح فهو:

* بتوريثه الامر لابنه يزيد عليه اللعنة وهو يعلم ما يتصف به يزيد شارب الخمر ومرتكب المجون سن سنة خبيثة جرت العادة عليها مما دمر مبدأ الاحقية التي توجبها الكثير من الخصائل التي يجب ان تتوفر في الحاكم لتولي امر المسلمين وبذلك هو من ابتدأ تدمير القيادة السياسية في الاسلام وبالتالي فساد الواقع السياسي الاسلامي (ومن سن سنة فعليه وزرها ووزر من عمل بها).

لقد مكّن له ذلك تاريخه باعتباره من سلالة آل سفيان الذين كانوا من اعيان قريش واسناد الخليفة عمر (رض ) له ولكننا لايمكن ان نؤاخذ عمر بجريرة معاوية (فلاتزر وازرة وزر اخرى)، وثانياً يجب ان نحسن النية مع عمر باعتبار الحديث ( احمل اخاك على سبعين محمل ) فربما كان عمر يجد خصلة الدهاء والمقدرة لدى معاوية قابلية لاتتواجد عند غيره فاراد الاستفادة منها وربما كان يتوخى معها ايضاً امكانية توجه معاوية نحو الاصلاح يوماً بعد آخر باعتباره كان صغير السن وقتها.

* حنثه باليمين الذي اتفق به مع الامام الحسن (ع) وجهره بنكث العهد صراحة وعلى رؤوس الاشهاد دون خوف او وجل وهو متعمداً ومدركاً لذلك لانه كان يخطط لجعل الحكم حكم دكتاتوري تسلطي يرى في الرعية رأيه الخاص وبذلك يتخلص من تبعات تقيده بالمبادئ الاسلامية التي تستند على الاسس الاخلاقية العظمى التي نادى بها الاسلام وارتكز عليها.

وبعد هذا للمرء الحر ان يتسائل هل ان شخصاً بهذا المستوى الاخلاقي المنحط الذي لايلتزم بعهد ويسعى الى السلطة باي شكل موضع احترام وتقدير المسلمين ان كانوا يتبنون الاسلام ويطبقون مبادئه حقاً فضلاً عن توليه امور المسلمين واسباغ صفة الصحابي الجليل عليه.

تباً للصحابة ان كانوا بهذا المستوى من نكث العهود وعدم المصداقية والسعي وراء السلطة بهذا الشكل وسنه لهذه السنة الضالة التي اسست الى منحى جديد دمر الاسلام وكل ما بناه الرسول (ص ).

* سنه لسنة اللعن للامام علي وهو اسلوب ابعد ما يكون عن اخلاقية المسلم البسيط فكيف بمن يُزعم بانه صحابي جليل؟!!. هذا ويحق لنا ان ندين معاوية بشدة على فعلته هذه عندما نطلع على ان هنالك خليفة صالح يخاف ربه جاء وصحح هذا المنحى المشين والغاه من سيرة الخلفاء وهو الخليفة المصلح عمر بن عبد العزيز (رض ) الذي لا ادري لماذا لايفتخرون به السنة كافضل واصلح خليفة من خلفاء بني امية وبني العباس. هل لانه تمرد على افعال معاوية؟!.

* ومن الامور الدالة على فساده الاخلاقي ما استعمله مع جيش الامام علي يوم صفين وكيفية منعه الماء عنهم ولكننا نرى مدى الفرق بين هذه الاخلاقية واخلاقية الامام عندما سيطر على الماء لم يمنعه عن جيش معاوية رغم انهم هم من ابتدأ الخسة والبادي اظلم كما يقال.

هذا مضافاً لما اتبعه من تكتيك مع عمر بن العاص … الخ من التاريخ المخجل المعروف الذي لايليق الا برجل مهووس بالسلطة ويسعى ورائها باي ثمن ضارباً عرض الحائط كل القيم الاسلامية والانسانية ، وربما هذا ما تربى عليه وارضعته من حليبها هند آكلة الاكباد التي اظهرها المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد في فلمه الرسالة والذي بسببه وبسبب اظهاره لها على حقيقتها تحمل الكثير من النقد من الاطراف السنية كما ذكر ذلك في مقابلاته.

ولكن هل اطّلع هؤلاء الاخوة السنة على ما كتبه المخرج السينمائي الآخر المصري المرحوم اسامة انور عكاشة قبل وفاته عن امهات المؤمنين وتأريخهن “المشرف” ومنهن هند نفسها؟.

واما موضوع كتابته للوحي فان صح فيحسب عليه وليس له بحيث انه لم يتأثر بما كان يكتبه وربما كان ذلك كي يطلع على الامور عن كثب كي يتآمر عليها.

هذا المنحى السفياني هو نفسه الذي يتبعه بعض الساسة اليوم ممن وضع ابنه مديراً لمكتبه بعد تسلمه لمنصب وزير فلماذا نصب جام غضبنا على هؤلاء ونغفر ذلك لمعاوية الملعون مؤسس هذا الخراب.

وهذا المنحى هو الذي اجبر من رأى خطأ معاوية ونأى بنفسه عن الوقوع بهذه الرذائل ومعارضة الخط الاسلامي الصحيح ان فاطلق عليه صفة الرافضي فمن هنا نشأ مذهب الرافضة.

وهذا يعني ان معاوية هو اول من اسهم بنشأة المذاهب، ومن هنا نستطيع ان نفهم ان من ارتضى مذهب معاوية يرتضي ان يتبع مذهب الحاكم الاسلامي اي حاكم مجرد انه على مذهب معاوية ولايجب الاعتراض عليه في اي امر وهكذا تم تأويل الآية الكريمة ( اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ).

ومن هنا ايضاً تلقف خلفاء بني امية وبنوا العباس لهذه السنة وركزوها واستفادوا منها بشكل عملي كبير بحيث انهم ابتدعوا طريقة جديدة بتبني الخليفة لاحد اصحاب المذاهب وتقريبه ودعمه مما مهد لانتشار المذاهب السنية اكثر من مذهب الرافضة الذي كان بعيداً عن الحكم كما هو واضح.

اذن يمكننا القول ان الاسلام الحقيقي مغيب فليس لدينا اسلام كما ذكرنا ذلك من قبل وما لدينا في حقيقة الامر هو مذهبان:

* الاول مذهب الامام علي وما تفرع منه بسبب الضبابية والجدل والمصالح الخاصة.

* الثاني مذهب معاوية وما تفرع منه بسبب الضبابية والجدل والمصالح الخاصة.

الخلاصة: ان ما علينا الان هو وضع النقاط على الحروف من قبل الاخوة السنة في تبيانهم للحق بخصوص معاوية وانه ليس على ما يجب ان يتصف به الصحابي الجليل فلايمكن لاحد نكران افعاله آنفة الذكر، كما انه امر انتهى وولى في غياهب التاريخ انما نذكره فقط من باب امكانية تصحيح التاريخ ولو اننا ندرك صعوبة توفر هذه الامكانية، لكن اقرارهم بهذه الحقائق لايضرهم شيئاً بل يقربهم الى الله تعالى ويحدد المواقف بشكل واضح وينهي الجدل العقيم في هذا الموضوع وهو ما اكده الشيخ احمد الكبيسي.

فالرسول (ص) والامام علي ارتبطوا مع الخلفاء الراشدين بكثير من الامور لا مجال لذكرها هنا ومنها المصاهرة حتى سمي الخليفة عثمان بذي النورين وعدم سن احدهم لاي سنة سيئة كما فعل الخبيث معاوية.

ومن ناحية الشيعة الرافضة عليهم ان يفرقوا بين الخلفاء الراشدين ومعاوية ومن على شاكلته بل حتى بعض الصحابة فعلى سبيل المثال ابا هريرة ليس كمعاوية.

والله تعالى من وزراء القصد.

أحدث المقالات