لعلّه من المبكّر الحديث عن سلسلة الأنفجارات التي حدثت منذ يومين في العاصمة وبعض المحافظات , ولربما محالٌ التطرّق لمثل هذا الحديث , في ظلّ الجهات او الجهة التي تقف وراءها , كما يصعب قراءة الرسالة السياسية المرسلة عبر تلكم التفجيرات , بالإضافة الى أنّ الخوض في غمار حتى حافّات الحديث هذا , ففيهِ ما فيهِ من الخطورة , ويقتصر الأمر في ذلك الى او على كثافة النقد الموجّه الى رئيس الوزراء ” عبر السوشيال ميديا ” من احزابٍ وتنظيماتٍ ومنظمات , عن فشل سيّد عادل عبد المهدي في حفظ وتفعيل الملف الأمني الداخلي وإتّهامه بالضعف المدقع حتى في الملفات الأساسية لإدارة البلاد , ونكتفي بهذا الصدد بالفيديو الذي انتشر في وسائل التواصل الأجتماعي للسيد ” غالب الشابندر – وهو الأقرب الى الأوساط الدعوجية ” والذي ذكرَ واكّد فيه أنّ إيصال عبد المهدي ورئيس مجلس النواب الى السلطة كان محدداً ومختاراً من القيادة الأيرانية .
إذ لمْ تخفت الحرارة السياسية والعسكرية لقصف معسكرات ومستودعات اسلحة الحشد الشعبي في جنوب بغداد ” الدورة – ابو دشير ” وفي شمال العاصمة في ديالى وصلاح الدين او سواها في منتصف الشهر الماضي , وإذ ايضاً ما فتئت وما برحت السلطات العسكرية العراقية المختصة وكأنها حيرى في تحديد هوية او جنسية الطائرات المسيّرة التي قامت بعمليات القصف واذا ما كانت اسرائيلية او امريكية .! , وأنّ آخر ما صدر من بياناتٍ بهذا الشأن أنّ التحقيقات مستمرّة ولم تنتهِ بعد .! , لا ريب أنّ التحقيقات استغرقت وقتأ طويلا ولربما اكثر من اللازم , مع أخذٍ لإعتبارٍ ما للتعقيدات والصعاب الفنية والتقنية لتحديد الدولة التي ارسلت تلكُنَّ المُسيّرات , وبالأدلّة الثبوتية الدامغة ومع نفيٍ امريكيٍ لذلك ومع تلميحٍ اسرائيليٍّ كذلك .!
ليسَ بالمقدور الجزم او الإفتراض أنَّ ملفّ التحقيق هذا سوف يُطوى ! لأجل التفرّغ لفتح ملفٍ جديد عن القصف الشديد الذي تعرّضت له فصائل عراقية مسلحة يوم امس في منطقة البوكمال السورية القريبة من الحدود العراقية < ولا شأنَ لنا هنا بالفصائل الأفغانية واخرى تابعة لطهران > والتي تعرّضت لذات القصف والتدمير معاً , والتي من المرجّح أنّ طائراتٍ ” صهيونية ٍ ” قد نفّذتها , بالرغم من أنّ أحد قادة الفصائل العراقية اعلنَ وصرّحَ أنّ الطائرات او الطائرة التي قامت بالعملية هي امريكية , وحدّدَ مكان انطلاقها من منطقة ” التنف ” داخل الحدود العراقية .!
الأوضاع تزداد سخونةً وربما بدرجةِ حرارةٍ سياسية اكثر سخونةً من حرارة القنابل والصواريخ التي جرى إلقاؤها على فصائلٍ عراقية , اذا ما أخذنا في الحُسبان لأحتمال ردّ فعلٍ من فصيلٍ او بعض هذه الفصائل للتعرّض للمصالح او القواعد الأمريكية داخل الأراضي العراقية , وهو ايضاً ما طرحهُ الخبير والمحلل الأمني السيد هشام الهاشمي يوم امس على قناة ” العربية الحدث ” .!
هنالك خطورة ما واعصابٌ مشدودة ازاء ذلك وفي اجواء عاشوراء الملتهبة حزناً على استشهاد الإمام الحسين ” ع ” والتي لها تأثيراتٌ سيكولوجية وسوسيولوجية في اتخاذ مثل هذه القرارات , قرارات الرّد .!
وإذا حدثَ مثلَ هذا الحدث ” افتراضاً ” في التعرّض للوحدات الأمريكية , فيصعب كثيراً التنبّؤ بما ستقوم به القيادة العسكرية الأمريكية من ردود افعالٍ قد تغدو شديدة القسوة والعنف ” وفقَ أقلّ توصيفٍ إعلامي عبر المفردات “
ليس مستبعداً أن يقوم رئيس الجمهورية د. برهم صالح وحتى رئيس الوزراء بمحاولة تهدئة الموقف مع قادة الفصائل الذين تعرّضوا للضربات الجوية , لكنّ عادل عبد المهدي لا يمتلك ايّ سلطةٍ على قوات الحشد الشعبي وسيّما على الفصائل التي تعمل خارج الحدود العراقية , وهو الآن في قلب الزاوية الحرجة , بجانب حالةِ تأرجحٍ ما بين إقالةٍ او استقالةٍ مفترضة , وفق تصدّي بعض التيارات والأحزاب له ” من داخل السلطة ” وبتعزيزٍ ومباركة من جهاتٍ وتنظيماتٍ فتحت الجبهات عليه في ميدان او ساحة السوشيال ميديا وتأثيراتها الإعلامية والسياسية .!
الجمهور العراقي , والعربي يعيش في حالةِ ترقّبٍ قصوى , وخصوصاً أنّ الأوضاع السائدة مرتبطة ومتشابكة مع ما يجري بين واشنطن وطهران , وحزب الله واسرائيل , وكذلك الصراع على السلطة في بغداد ومن اطراف السلطة !