على خاصرة الوجع المتكون من أضلاع مثلث فيثاغورس أضع وطني ،مثلما يضع العصفور البيض ويدعو الرب ليحميه من كسر أو عبث أو هاجس خوف يأتي من زمن قد لانعرف فيه نبيا يكتب للفقراء الشعر وطبيبا للجرح يداوي أو اما تعزف من وتر النهد حليب الاغنية الأكدية ..اغنية يطلقها الملوك في مساءات السأم ..وفقراء الناصرية يطلقونها في مواكب عاشوراء…
الوجع المتراكم مثل طبقات عصور جيولوجية ، يبتدأها المنقب البريطاني بألف معول تظهر له قرية في لكش تعود لدولة الخروف الأسود .نضحك ونقول هذه أحدث دولة أندثرت في قريتنا ، يشرب جرعة ماء من زمزميته ، ويزيح العرق الصيفي عن وجهه الأحمر كعصير طماطم في زاده المعلب ، ونحن نزيح تراب الزمن بسلال الغوص ونرميه بعيدا ..
يومان من الحفر وتظهر امة اخرى ،هم اهلنا وليسوا غرباء ،نقود من زمن المتوكل ،وخزف من كشان ازرق لتعويذة صلاة تحمل اجزاء من جملة بسم الله ..قلنا هذا زمن الخلفاء والولاة الاشداء وزمن ساعة الرمل ..واحد منا انهكه حب الخاطرة العلوية وآل البيت ،قال : زمن الخلفاء الذين اغتالوا من أئمتنا خمسة والسادس في غيبته ننتظر منه صلاح الارض واصلاحنا .. قال المنقب البريطاني :وهل نحن عوج حتى يصلحنا ..؟
قال المتشيع : منذ أن ذبح الحسين من الوريد الى الوريد. ننتظر من يصلح هذا الأمر. الاوربي لم يرد أن يذهب في النقاش الى ابعد من هذا ، ابتسم ،وصمت ،وراح يضرب في الارض مع العمال الاخرين ساعة ليكتشف لنا طبقة وامة جديدة ،جرار فخار دونت عليها تعاويذ بلغة فارسية ، كلمات من فم زرادشت ، فقلنا ،هنا كان لعابد النار مقاما ،واطفأته نار الاسلام . قال الاوربي :ومسيحنا ايضا لايحب الملحدين. قال المتشيع :نبينا من نسل عيسى. قلت :وما عيسى سوى نور الرب ، ومحمد بعضٌ من النور ، كل انبياء الله كرة من نور تشظى صوب العالم لتؤسس خرائط الحلم والحضارات والقيم الخالدة..
وهكذا مع طل طن تراب ، نرى قوم جدد وامة سادت ثم بادت .حتى وصلنا الى عصر الصوان والفخار ،عصر الاشارة .
قلت :ربما هذا هو عصر الإشارة هو الحلم الحقيقي..؟
قال الاوربي :ولكنه عصر دون نطق وحروف فكيف يمكن أن تصنعَ حلما فيه . قلت :من خلال نظرات العيون .ربما لان اجمل الاحلام من تصنعها نظرة العين وخفقة القلب.. على ايقاع المعاول ..فتحت الأرض لنا كل صناديق الأزمنة عاشت عليها ،من سرفة الدبابات الى عجلات عربات جيوش السلالات ، حضارات سادت ثم بادت ،تندثر ثم تظهر للعيان مثل ارث قديم عندما كان اجدادنا يُعبدون لنا طرقات العصور القادمة ،وحتما هناك درس علينا ان نتعلمه في كل ماكان مدونا على جسد الخزف المكسور و قاعدة تمثال الملك وفي غمد خنجر الجندي . عبرٌ وحكم واساطير ومواثق عهد وقوانين طورتها الحاجة لتقف عليها حياتنا اليوم. وليبدأ تساؤلنا عن وجود الأمم وموتها . قلت وهل تموت الأمم ،اما تتناسل من خلال بشرها ؟
قال : تموت من خلال ذوبانها بالأمم الأخرى ،كما حدث للسومريين والآمورين والبابليين والفراعنة والفينيقيين والكنعانيين وغيرهم….
قلت : دائما هناك من يذوب .بعضهم يذوب في العشق وبعضهم في شمس الصيف وآخرون يقولون انهم يذبون في صهاريج الاكاسيد المحرقة .هذا نوع من القتل اكتشفه طغاة الشرق ليكون الصفر عقابا لكل ذات معاندة . قال: الموت بأي شكل هو تحول للصفر ،ان تموت بسيف او رصاصة او اكاسيد هو تحول الى العدم. قال المتشيع :لا عدم مع موت صاحب القضية .وأضلعنا تكسرت في احلام التأريخ مثلما تكسرت اضلع مثلث فيثاغورس يوم لم يصدقه قومه أول مرة .وبالرغم من هذا لابد أن ترمم هذا الاضلع مثلما ترمم أنت الأن جرار الفخار الاثرية…..!