منذ ان سقط النظام البعثي في العام 2003 والى يومنا هذا ونحن ام الولد باعتبارنا الأغلبية السكانية في هذا البلد وعلينا النزول عند رغبات الآخرين الذين يشاركوننا في الوطن سواء كان فيما يستحقونه او زيادة على ذلك وعندما تكون الحقوق على اساس الوطنية والانتماء للعراق ووحدته فهي حقوق مشروعة للجميع دون استثناء احد ويكون لغيري ما هو لي دون نقصان وهو ما نُقرّ به اقرارا دستوريا وليس للمكون الاكبر في العراق توجها لاتباع سياسة التهميش او التعامل مع الاخرين على انهم مواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة كما انتهج ثلة من الهمج الرعاع حين حكمت قرية العراق بأكمله فكنا وكان الاكراد مصنفين على أننا مواطنين على الهامش وحطبا لحروب رعناء كان يشتهيها بعض الجهلة في تلك القرية.
الذي حصل طيلة السنوات العشر الماضية هو الخروج على قواعد الوطنية ومشاركة الانتماء اليه حيث اصبحنا نعطي اكثر من الثروات التي تدرها ارض البلد ، اصبح الدم هو الثمن الذي نعطيه للآخرين كي يرضوا عنا ويقبلوا بنا كشركاء في الحكم هذا اذا توصلوا الى قناعة ان الحاكم ليس منهم ولا من معتقدهم ، لقد تعددت مراحل إراقة الدماء بين أوساطنا وتنوعت الوسائل في القتل حتى صار الأجرام ديدن بعض المنتفخين الطارئين على الساحة السياسية وهؤلاء هم محور حديثي هنا ولا اقصد عامة الناس من المكونات الاخرى خصوصا ابناء المنطقة الغربية التي ابتليت ببعض السياسيين المرتبطين باجندات خارجية إقليمية في إطار مخابرات هذه الدول الطائفية حتى انهم اليوم وصلوا الى مرحلة ترسيخ مفهوم القبول بالتنظيمات الإرهابية مثل داعش ممثلة لهم على ارض الواقع يقابله في ذلك رفض سلطة الحكومة المركزية ودستورها عليهم حتى وصل الامر اليوم الى حالة تشظي الجغرافيا العراقية نتيجة اعمال الارهاب في كل مكان تتواجد فيه هذه المجاميع الإرهابية ومن يدعمها
من السياسيين اصحاب الوجوه المتلونة ويقفون بقدمين تارة من العملية السياسية وأخرى مع الارهاب .
ذهب ابناء الوسط والجنوب وهم يحملون دمائهم على اكفهم ليقاتلوا في مناطق إخوانهم في الوطن من المنطقة الغربية ويطردوا من احتلهم من الأغراب فكسحوهم واجلوهم عن مناطقهم وصولا الى أعالي صلاح الدين وتوافدت على اثر ذلك قوافل من الشهداء وأريقت دماء كثيرة منا من اجل مفردات مهمة وهي الوطنية والوحدة وأبناء البلد وحماية العرض والأرض،،، لكن في المقابل كان صوت الناقمين والطائفيين والموتورين اعلى ليعملوا على قتل النصر وإطفاء جذوته في صلاح الدين والمطالبة الملحة في عدم دخول ابناء الحشد الشعبي الى الانبار حتى سقطت بيد داعش بسبب بيعها من قبل هؤلاء السياسيين أملا منهم في ان تكون بغداد على قائمة المحافظات القادمة لانهاء حكم الاغلبية الديمقراطية والعودة الى هوس رؤوسهم والايام الملاح لسطوة البعث القذر والتسلط مرة اخرى على رقاب الشعب العراقي ،، ألا يكفينا بذل الكثير من الدماء من أجل ارضاء ثلة سياسية في أغلبها لا تعمل للوطن وان نلتفت الى باقي ابناء الوطن المخلصين من كل المكونات والطوائف ونترك تلك الوجوه الكالحة تتنقل بين عمان ودول الخليج تعوي لحالها وتقيم المؤتمرات ونقطع أقدامها من العراق ونبتعد عن المجاملات التي تقول انهم يمثلون أهالي المنطقة الغربية مع إننا نقول ان البعض منهم وليس كلهم ، ففيهم من هو الوطني والحريص على العراق كبلد واحد موحد.