23 ديسمبر، 2024 3:34 م

نحن نعيش بدماء الشهداء 

نحن نعيش بدماء الشهداء 

الحرية ثمنها غالي جداً، تصل لحد الجود بالنفس! وهو بالتأكيد غاية الجود، وما تواجد الأبطال الملبين لنداء المرجعية إلا دليل واضح، على إطاعة أمر من الأوامر الإلهية، والتضحيات الجسام التي يقدمها هؤلاء الأبطال في سوح المعارك، ليست سوى البداية للبدأ بالمرحلة الثانية من الحياة الأبدية عند رب رحوم، ولا يمكن أن لا يُثاب عليها عند من لا تضيع عنده ودائع، تاركين الدنيا بملذاتها وذاهبين صوب الشهادة، ولا ينالها إلا ذو حظ عظيم .

أصحاب المنصات ولغة التهديد والوعيد إنخرست وذابت! بمجرد أن نزلت الحشود التي توزعت بين الفصائل المجاهدة، المضحية بدمائها وأرواحها، توزعوا بين الأقليم ودول الجوار! وبقي دواعش السياسة الذين يتربصوا الإنتصارات، ليكيلوا لها التهم وفبركة الأخبار الكاذبة! وقصدهم النيل من الحشد والقوات الأمنية التي تحرر المدينة تلو الأخرى، والقرية تتلوها قرية من براثن الإرهاب الداعشي التكفيري، التي سوقتها لنا دول الجوار، بمساعدة وتسليح الشيطان الأكبر، أمريكا وأعوانها .

قبل بدء الفتوى المدوية، التي قلبت موازين المؤامرة المدبرة، في دهاليز الخيانة بأموال النفط الخليجي، ولوجستيك العثماني أردوغان! وصل الإرهاب لحدود بغداد، وكربلاء وبابل، وكاد أن يستولي على أماكن مهمة، لولا لطف الباري، وإن كان وجود أناس شرفاء، سواء داخل العملية السياسية أو خارجها، لكنه إستطاع التوغل، ولكن عند الإنطلاق بالعمليات من الحشد الشعبي المقدس كانت التوقعات غير النتائج، التي جعلت من أمريكا تتدخل بشكل وآخر، وما تواجدهم في الموصل إلا دليل أن إدارة هؤلاء الارهابيين بيدهم، وإن كان هذا لا يحتاج لدليل، وما إعتراف هيلاري كلتنون علناً الذي أسمع مَنْ بِهِ صَمَمُ !.

مشهدٌ يحوي حالتينْ معاً الحزن، والفرح! أيام الزيارة الأربعينية، والمسير على الأقدام لكربلاء “الحسين”، وأنت تشاهد صور الشهداء معلقةٌ في أعمدة الكهرباء، ولا تنفك من النظر لتلك الصور، التي سيطرت على العيون والعقول، وهذا الكم الهائل من الصور، لم يقتصر على الأعمدة بل المواكب ايضاً، كان لها دور في نشر تلك الصور ومدى التضحيات، والبعض منها كان مكتوب بجانبها العمر، والسيرة الجهادية، وتاريخ الإنظمام والإستشهاد معاً، أقول هل وفينا الشهداء حقهم؟ والكلام موجه للدائرة المعنية بحقوقهم، أو بالأحرى حقوق عوائلهم، وأراملهم، وأبنائهم اليتامى .

مؤكد هنالك تقصير تجاه هذه العوائل، إذ ينشر بعض الأخوة عبر وسائل الإتصال اللإجتماعي، عوز وحاجة تلك العوائل، التي توزعت وتنوعت حالاتهم، بين فاقة السكن والعوز المادي والمعاشي، لأنهم أصلاً فقراء، لكنهم أغنياء بكبريائهم! وشانت عليهم الغيرة ترك بلدهم نهباً للإرهاب، فلبوا الدعوة وإنخرطوا للقتال، ونالوا الشهادة لوحدهم، وبقت عوائلهم، تأن تحت الحالة التي لا يتمناها أي فرد منّا، وهذه إشارة لذوي الإختصاص لأخذ دورهم الحكومي أولا، والإنساني ثانياً، والبحث عن العوائل المنسية، التي لم يصل اليها أحد! ولا ننتظر الأخبار عبر شبكات التواصل .

أيها العراقيون الشرفاء، الشهداء الذين سقطوا في المعارك، وهم يقارعون أقوى وأعتى إرهاب جائت به الأفكار الصهيونية العالمية، بمساندة أمريكا وحلفائها، وأموال الخليج المغدق ليخربوا بلدنا، ينتظرون منكم إنصافهم، عبر الوقوف مع عوائلهم ومساعدتها، مقابل الصمت والشلل من الدوائر المعنية، سوى المنظمات الخيرية التي لا تسد أبسط المقومات، وإن كانت مشكورة بسعيها، لكنها لا تفي حق الدماء والأرواح، ولا أريد أن أذكركم، أنكم اليوم تعيشون بفضل دمائهم الزكية الطاهرة، التي حمتكم وحمت أرضكم وأعراضكم .

السلطة والمبدع ….. مراقبون من قبل اجهزة الامن ولهم ملفات في ادراجها

1
دائما كان هنالك صراع معقد منذ القدم بين السلطة والمثقف فهما لا يلتقيان ولطالما كانا قطبين متضادين لا لعيب في احدهما فهما يختلفان فحسب عن بعضهما فكل واحد منهما له قانون وشريعة فالقضية بينهما لا تتخطى صيغة الالوان كالابيض والاسود فهذا يرتفع في احدى زوايا اللوحة والاخر ينخفض في زاوية اخرى هناك على اللوحة يلتقيان ويرقصان معا لتكتمل الصورة لكن لكل واحد منهما ارائه وتوجهاته وتطلعاته هنا يكمن الاختلاف بينهما فربما هذا يراها انطباعية بينما الاخر سريالية …..

2
هنالك نظامان يحكمان العالم الشرق والغرب لذا لكل واحد منهما خصائصه الاثنان كعازفين ينفردان بالعزف على ذات الالة لكن هنالك اختلاف في اللحن والمقصود به هنا النظم والتشريعات والقوانين …..
ففي الغرب هنالك مكانة ذات قيمة للمبدع ايا كانت صفته لذا فهو حر في تدوين الابداع كما يراه فكريا وعقليا لذا فالحرية بمعناه هذا وليس بمعاني اخرى لان لكل شيء تفسير معين ضمن خانة الحرية بينما في الشرق يختلف الامر ففي معظم الدول الخاضعة لمصطلح الشرق الاوسط وما يجاروها من الجهات الاربع فأن المبدع ايا كانت صفته شاعرا او كاتبا واديبا او صحفيا ….. الخ فهو علامة استفهام كبيرة في عين السلطة وهو مراقب من الاجهزة الامنية وتحمل ادراجها ملفا بأسمه فيه تفاصيل ومعلومات عن المبدع وربما هنالك كتيبة تطارده من شارع الى شارع ومن زقاق الى زقاق لمعرفة كيف يقضي المثقف يومياته وهذا امر ليس بالجديد فكل المبدعين مراقبون امنيا في الشرق ويوميا ترسل التقارير عن تحركات المبدع للجهة المسؤولة بمتابعته فهي تعلم كل شيء عنه بداية بيوم مولده اللعين وصولا الى تصلعكه وتعربده على صفحات الصحف الورقية والمواقع الالكترونية فهذا ما يميز الشرق عن الغرب فالاول يصرف الملايين كي يراقب المبدعين والاخر يصرف الملايين لبناء المبدعين …..
3
السلطة في عوالم الشرق لا تحب النخبة المثقفة ولا تستهويها طروحاتهم وتطلعاتهم لذلك عندما يشتعل فتيل ازمة في اي قضية اجتماعية كانت او اقتصادية او سياسية او ثقافية فالمثقف هو اول الضحايا والسبب يعود الى ان السلطة تكره الفرد الواعي المفكر الذي ينظر الى ما بعد الافق فمن يقرأ هو في نظر السلطة شرير وخبيث ومن يكتب تطاله ذات الشتائم ومن يبدع في اي مجال انساني فهنالك خط احمر عريض تحت اسمه …..
انا لست عنصرا مخابراتيا او امنيا كي اعلم بكل هذا فالقضية لا تحتاج سوى لورقة وقلم وبعض الهدوء لترتيب اروقة العقل ورؤية الواقع المتعفن الذي يعيشه الشرق وهذا لا يحدث الا في حالة واحدة الا وهي الثقافة فهي تصنع الوعي وتقوي الفكر وتضغط على المخ لافراز الخيال فالموضوع له بعد اخر فالقراءة تبني العقل وبالتالي فأن هذه الالة البشرية تعمل كي تكتسب مهارات الثقافة والفكر والفلسفة …..
فالسلطة تحب الافراد العاديين البسطاء الذين لا يعلمون من الحياة سوى روتينها الممل بينما تكره الانسان المثقف الذي يستلهم الوعي كدستور عمل في يومياته فمن ينظر ما دون الافق فهو بعيد عن انظار السلطة ومن ينظر الى ما بعدها فهو قنبلة موقوتة في فلسفتها ويجب تفكيكها وبالوسائل التي تراها مناسبة …..
فالمبدع يعرف حقائق الامور لأنه في حالة توعية وتثقيف مستمرة وهذا تجاوز على قوانين السلطة في عوالم الشرق بينما الفرد العادي فهو صحراء قاحلة مجردة من كل شيء الا تفاصيل الحياة البسيطة فالمثقف يفرق الخطأ والصواب وبالعكس لأنه يفكر ويتعمق في خيوط المشهد والصورة والحدث بينما الانسان المليء بكل شيء الا الوعي فهو لا يفرق بينها بل يكتفي بأستيعاب واحتواء الاشياء والامور من منظور الاخر اي السلطة على عكس المثقف الذي يتخذ من الوعي والادراك مفهوما وقيمة في ثنايا الحالة الفكرية والفلسفية التي يعيشها بشكل مستمر …..

ايفان